خبر و تحليل عمار العركي .. الدعم الاماراتي لأثيوبيا و”سودنة” مصر
▪️استقبل وزير الدفاع الإماراتي محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي بمكتبه وزيرة الدفاع الوطني لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية المهندسة عائشة محمد موسى، وقالت وزارة الدفاع الإماراتية في بيان لها بأنه جرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون المتميزة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات العسكرية والدفاعية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيزها وتنميتها بما يخدم المصالح المشتركة).
▪️في ذات التوقيت وقبل مغادرة الوزيرة الأثيوبية أبو ظبي (سيطرت القوات الإثيوبية على مطارات رئيسية في منطقة جيدو بالصومال، بما في ذلك مطارات لوق ودولو وبارديري في محاولة لمنع النقل الجوي المحتمل للقوات المصرية إلى المنطقة، والتي من المقرر أن تحل محل القوات الإثيوبية التي تدير عشرات القواعد في ولايات جنوب غرب البلاد وجوبالاند وهيرشابيل.
▪️هذان الخبران (الزيارة و السيطرة) اقاموا الدنيا ولم يقعدوها خاصةً في مصر والصومال الشقيقتين وكأنها أخبار جديدة لمواقف جديدة؟!! علماً وقبل الزيارة والسيطرة الاثيوبية ، كنا قد سطرنا مقالين متتاليين موجودين على الشبكة العنكبوتية بعنوان ( البعد السياسي للدعم الإماراتي لاثيوبيا هل يحقق توقُعنا قبل عام ونصف بأن : مصر مواجهة بمصير السودان … إلا إذا ؟) ، تناولنا فى المقالين بالتفصيل الإستهداف الإماراتى لمصر منذ فترة الرافعة الإقليمية للإمارات (التحالف العربى 2015م) وحتى فترة الرافعة الدولية لها بالتحالف (الاسرائيلي – الامريكي – الأثيوبي) من اجل تغيير خارطة المنطقة بإقصاء واضعاف (مصر) حتى لا تعيق المخطط كدولة مؤثرة وفاعلة ونافذة في المنطقة ، خاصة حيال التغيير الديموغرافي في السودان – تم افشاله – او على وجه أدق إبطال مفعوله .
▪️كذلك تناولنا الحرب الإقليمية الشاملة القادمة التى (يجري الإعداد لها على قدم أثيوبي وساق اماراتي) لتهديد الأمن القومي المصري وضرب مصالحها الإستراتيجية عبر (سلاح المياه الفتاك و مصيدة القواعد والمنافذ البحرية على البحر الأحمر زحفا نحو بان المندب وصولاً لقناة السويس المصرية ) ،وجر مصر نحو المخطط التأمري التدميرى بتخطيط امريكي اسرائيلي وتمويل اماراتي وتنفيذ اثيوبي، وذلك في أعقاب اكمال تقوية (اثيوبيا) ضد (مصر) بإكمال مشروع سلاح القنبلة المائية المؤقوتة الأثيوبية – سد النهضة – ووضعه في خاصرة مصر قبل السودان.
▪️كذلك تناولنا بالتفصيل المواقف والوقائع والتواريخ مصفوفة الدعم السياسي والعسكري اللوجستي والمالي الإماراتي المُقدم لأثيوبيا ضد مصر وصولاً لهذه المرحلة المتقدمة لإستهداف مصر بسيناريو الاتفاق والتواطؤ مع الاقليم الصومالي المتمرد والإنفصالي صومالاند – هيرجيسا الانفصالية – وتهيئة المسرح والميدان الصومالي لإطلاق الطلقة الأولى عبر مسارات اريترية سودانية لتصيب العمق المصري في مقتل بهدف:
▪️كسر شوكة مصر نهائياً كعقبة كؤود تقف حجر عثرة ضد الاطماع الخارجية والطموحات الإماراتية في كل افريقيا وليس منطقة القرن الافريقي والبحر الاحمر فقط ، وذلك من خلال
“سودنة” اوضاعها واستقرارها الأمني والإقتصادي.
▪️اعادة تشكيل الدول والحكومات لتركيع شعوبها وتحييدها بما يتماشى مع ضمان تحقيق الاطماع و المصالح والموارد والنفوذ .
▪️خلاصة القول ومنتهاه:
▪️القراءة المنطقية والواقعية للوضع الراهن تقول أن (مصر) مواجهة بمؤامرة اماراتية أخطر من التي يمر بها السودان وتجاوز مراحلها الخطرة بسند ودعم مصرى لا تخطئه العين (وما تبقى مقدور عليه) .
▪️الآن جاء الدور على السودان رغم ظروفه، والصومال رغم وضعه، واريتريا رغم حصارها ، وإلى حد ما جيبوتي في التحالف مع مصر والوقوف معها ففي الاتحاد والتحالف قوة وتتكامل الادوار ، لأن الامارات ومن خلفها لا تستأسد إلا على الدول القاصية.
▪️ *ولكن قبل هذا لابد لمصر الاتعاظ والاستفادة من الأخطاء التي وقع فيها السودان وتحاشى “السودنة” من خلال :-*
▪️إن لم تستطيع مصر تحييد وكسب رضا الخليج لتدخله فى السودان فعليها المخالفة في ردة الفعل والتعامل مع الوضع من خلال:-
▪️الوضوح والصراحة مع الشعب والمكونات السياسية واعلان التعبئة الوطنية والسياسية وترك المعارضة والخلافات السياسية جانباً ، والإنتباه للطموح والمغامرات والإبتزازات “الخليجية”.
▪️الإسراع مع الإتقان وسد الثغرات في المساعدة والإسهام بما يضمن تحقيق إستقرار في السودان ، وذلك بالنظر للأوضاع في السودان بمنطور واقعي وعملي ، وليس نظري استهلاكي (امن واستقرار السودان السياسي والإقتصادي ضمان وركيزة استراتيجية للإستقرار السياسي والإقتصادي لمصر ).
▪️نفض الغبار عن كرسي التموضع المصري الاقليمي الذي تنازلت عنه طواعية ، والاستعادة “الحقيقية” لموقعها “المسلوب” .
▪️تكثيف العمل الدبلوماسي والتواصل باستثمار النفوذ المصري الإقليمي و العلاقات المصرية بالقوى الدولية المؤثرة و المهيمنة وحشد التأييد والدعم للموقف المصري.
▪️لابد لمصر من تحديد موقف واضح من أقطاب الخليج المتنافسين حول كسبها ، وذلك وفق نظرية تحقيق المصالح “السياسية والإقتصادية الإستراتيجية الدائمة وليس التكتيكية المؤقتة ” ، لأن التوقيت والأزمة لا يجدي معها نهج الحياد ، او سياسة “اللعب على الحبلين” ، التي استخدمها السودان في عهد البشير” في وضعية وتحولات مشابهة فاضرت به وعجلت بسقوطه ، ولكن لازال لمصر الفرصة لتدارك الأوضاع
▪️ حفظ الله مصر وشعب مصر وجعل تدمير أعدائها فى تدبيرهم.