الأمم المتحدة عصا غليظة تستخدمها الدول الكبرى لصالحها .. كتبه: أ. إبراهيم مشرف
الخبر:
عقب إصدار تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا جاء فيه “افتقاد اللجنة للمهنية مما يؤكد أنها لجنة سياسية وليست قانونية”، ورفضت ما جاء في التقرير من تجديد عمل البعثة، وحظر الســ.لاح للقوات المسلحة، الذي يشمل كل البلاد بدل دارفور فقط، ثم المطالبة بتشكيل قوة دولية لحماية المدنيين. ثم أقر البيان بإعلان جدة في ١١ أيار/مايو ٢٠٢٤م، الذي يقر بإيجاد آلية مراقبة تضمن تنفيذه. (وكالات)
التعليق:
بيان وزارة الخارجية السودانية هو اعتراف بالمنظومة الدولية، والتقرب إليها لأن يكون الضرب والنهب والقــ.تل، وفق قانونهم الدولي.
ومما لا شك فيه، أن العالم قد شقي بالدول الكبرى منذ أن تحكمت فيه، بوصفها دولاً كبرى، وشقي بما أحدثته من فكرة المجتمع الدولي، أو الجماعة الدولية، وشقي بالاستعمار، أي منذ أن وجد النظام الرأسمالي. وسيظل العالم شقياً ما دامت خرافة الجماعة الدولية تعشعش في أذهان السياسيين، وما دامت الدول الكبرى تتزاحم على العالم، وتتحكم فيه، وما دام الاستعمار له أي وجود مهما تغير شكله واختلفت أساليبه، لذلك فإن تخليص العالم من الشقاء الذي يتردى فيه، ووضعه في طريق السعادة، لا يمكن أن يتأتى إلا عبر التخلص من هذه المشاكل الثلاث: خرافة المجتمع الدولي، وتحكم الدول الكبرى وتسلطها، ووجود الاستعمار والاحتكار.
أما القضاء على ما يعرف بالمجتمع الدولي، فهو بفضحه، والتمرد عليه، والخروج من كل منصات المنظومة الدولية، وتحريض الدول ضدها؛ لأنه لا يصح أن يكون المجتمع الدولي مجموعة تقوم عليها سلطة رعاية الشؤون، أي لا يصح أن توجد دولة تحكم عدة دول، وإذا كان لا بد من تكوين جماعة دولية من هذه المجموعات البشرية، فيجب أن تظل المجموعات البشرية لها كيانها، ولها سيادتها، لأنه لا يصح أن تكون هناك دولة عالمية، لها شرطة عالمية. ولكن عبر منظمة الأمم المتحدة، وخرافة القانون الدولي أصبحت الدول الكبرى هي التي تتحكم في دول العالم، وبخاصة أمريكا، الدولة الأولى فيه. فكان الاستعمار، ونهب الثروات، وانتهاك سيادة الدول.
إن تلك الإجراءات التي تمنع من وجود شرطة عالمية، ودولة متسلطة على دول العالم، لا يمكن تنفيذها إلا بوجود الإسلام بنظامه وأحكامه، في ظل دولته الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي لا تستغل الشعوب ولا تمص دماءها، وإنما تخرجها من الظلمات إلى النور إلى صراط العزيز الحميد.
كتبه: أ. إبراهيم مشرف
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان