القيادية بـ”المؤتمر الوطني” ومفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي “سابقًا” أ. أميرة الفاضل : صنعنــــا “حميدتي” .. وتمــدده مســؤولية حكومة الثــورة
القيادية بـ”المؤتمر الوطني” ومفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي “سابقًا” أ. أميرة الفاضل لـ(الكرامة):
صنعنــــا “حميدتي” .. وتمــدده مســؤولية حكومة الثــورة
أنا من أنصــار الحــوار ووقف الحــرب
ماحدث فى سقوط الاتقاذ (خيانةً)
لا توجــد انقســامات بالوطنــي وهــذه نصيحتي لـ”تقـــــدم” ….
التفاوض يجب أن يكون مع هــــؤلاء (….)
(….) هــذا شــرط الاتحــاد الإفــريقي لفك تجميد الســودان
الحـــرب الحالية هي الأفظــــع والأســوأ والأقبـــــح
كان قـــرار الحــزب بعد السقـــــوط (….)
الاتحاد الافريقي التقى الوطني
اكثر من مرة..
قدمت د. أميرة الفاضل تجربةً ناجحةً عبر الاتحاد الإفريقي الذي عملت به كمفوضة للشؤون الاجتماعية، هذا إلى جانب تجربتها كوزيرة للرعاية في عهد النظام السابق.
وكل هذه الأشياء، خلقت منها تجربة استطاعت أن تشكل إضافةً حقيقيةً لمبادرة “إسناد السودانيين المتأثرين بالحرب”، التي تقدم المساعدات والإعانات لأكثر من 12 ألف أسرة.
د. أميرة جلست لـ(الكرامة) في حوار قلبنا فيه معها أوراقًا عديدة، فإلى مضابط إفاداتها:
كيف تقرأين التطورات بالبلاد وآخرها لجنة تقصي الحقائق، ووضع البلاد بعد عام وأربعة أشهر؟
في البداية، شكرًا جزيلًا على هذا اللقاء، وأتمنى لـ(الكرامة) كل النجاح. المجتمع الدولي لديه آلياته للتعامل مع أي بلد بالأخص تلك التي تعاني من نزاعاتٍ داخليةٍ، والسودان نفسه لديه تجارب عديدة في التعامل مع المجتمع الدولي سواءً كان مع مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان، ولديه خبرته في كيفية التعامل مع التقارير وتقصي الحقائق، وأنا اعتقد بأنّ “التقرير” لم يدن الانتهاكات الواسعة التي تمت من “الدعم السريع” ولم يرصدها كذلك بصورة عكست واقع الحال والانتهاكات التي تمت منذ بداية الحرب بولاية الخرطوم ولم تتوقف بل وامتدت لمناطق واسعة آخرها الجزيرة وقبلها ولايات دافور التي تعيش اوضاعا ماساوية وليس ببعيد الابادة العرقية التي تمت بمدينة الجنينة وكذلك ولايات كردفان ، وانتهاكات التمرد لم تتوقف وتمارس بصورة يومية في ولايتي الجزيرة وسنار ونتكلم عن قتلٍ وتشريدٍ وعن اغتصاب النساء وهو الأقبح والأفظع بتاريخ البلاد، ويستخدم الاغتصاب كواحدة من أسلحة الحرب نفسها، اعتقد بأنّ الجهد الذي يتركز مع إبراز الحقائق أقلّ من المطلوب، ومن المعروف أن تعطي دور لجهات مجتمع مدني ومنظمات لترصد الإحصائيات وتوثق الانتهاكات، والتواصل نفسه مع جهات مثل مجلس حقوق الإنسان في جنيف من المعروف أنّك تتواصل معه قبل فترة كافية وتفرض عليه “يجي يشوف الحقائق بنفسه قبل ما تُكتب التقارير ويكون عليها تأثيرٌ سياسي”.
أزمة السودان أبرزت بوضوح دورًا ضعيفًا للاتحاد الإفريقي الذي عملت داخل أروقته؟
الاتحاد الإفريقي عملت فيه 5 سنوات، وواحدة من آلياته المهمة (مجلس السلم والأمن)، وهو الجهة السياسية الأعلى داخله، وتحدد العلاقات مع الدول بناءً على شروطٍ معينة، ومن المعلوم أنّ عضوية السودان مُجمدة وكان هنالك فرصة كافية بأن يرفع السودان هذا التجميد باستيفاء الشروط المطلوبة، وأنا تحركت بحكم علاقتي السابقة بالاتحاد في إطار تقريب العلاقة بين السودان والاتحاد وزرتُ أديس ثلاث مرات،وقابلت رئيس المفوضية موسى فكي، وتحدثوا عن شروطٍ مطلوبة للعودة للاتحاد الإفريقي، وكان الشرط الأساسي: تشكيل حكومة وتعيين رئيس وزراء واعتقد ان الشرط ساهل، واعتقد بأنّ تفعيل دور الاتحاد الإفريقي مرتبط باستيفاء الشروط المطلوبة.
الجانب الثاني: أنّ الاتحاد عبر لجنته رفيعة المستوى برئاسة محمد بن شمباس تحرك تحركًا سياسيًا واسعا واستطاعت أن تعقد عددًا من الاجتماعات الناجحة بمقر الاتحاد بأديس أبابا، كما شاركت في مناطق أخرى كلجنة مفوضة من الرؤساء الأفارقة، واعتقد بأنّ الاتحاد لاعب دور لكن بالإمكان دورًا أفضل وأكبر إذا تم تواصل سياسي ودبلوماسي بصورة عميقة ومباشرة، وأنا مستبشرة جدًا بوجود السفير الزين إبراهيم بأديس أبابا وأتمنى جهودًا من الحكومة في السودان لعودة البلاد للاتحاد قبل نهاية الدورة الانتخابية للاتحاد الإفريقي الحالية والتي تنتهي في فبراير، حيث أنّ السودان قد يفقد فرصةً بانشغال الاتحاد بانتخاباته وشخصٌ جديدٌ قد يأتي للرئاسة ويأخذ زمنًا، ومن أهم الأشياء التي أكد عليها موسى فكي نفسه- وهذا ليس دفاعًا عنه – بأنّه دعا لحوار “سوداني – سوداني” شامل لا يستثني أحدًا، وهذا أكده في عددٍ من المناسبات وحتى حينما زارت اللجنة رفيعة المستوى القاهرة وأنا التقيتها مع الأخ أسامة فيصل، أكدوا نفس هذا المبدأ.
يعني الاتحاد الإفريقي لا يمانع في حوار شامل فيه أيضًا الوطني؟
لا مانع لديه والتقى الوطني أكثر من مرةٍ.
هذه الحرب ليست كسابقاتها؟
هي الأسوأ في تاريخ السودان والإقليم، لأنها حرب كانت مفاجئة وبدأت بعاصمة السودان، هي الحرب الأفظع والأقبح ولا اعتقد بأنّها ستمحى من ذاكرة الشعب السوداني بسهولة.
الفجوة لازالت شاسعةً في أي تقارب بين الوطنــي و”تقــدم”؟
حتى يستقر السودان لا بد لكل الأحزاب السياسية السودانية أن تتواضع فيما بينها على التواصل والحوار ويظل الخلاف في المحاور والبرامج، ولكن لا بد أن تكون مصلحة السودان هي المشتركة.
هم يقولون إنهم يريدون الحوار مع كل المكونات عدا الوطني؟
عبارة فيها تجني وسوء فهم كبير، المؤتمر الوطني فاعل أساسي ورئيسي في الحياة السياسية السودانية، ولا تستطيع “تقــدم” إلغاء هذا الدور، ولذلك أنا أنصح “تقــدم” على العلن بأن تسعى لأن تتفاوض مع كل الأحزاب السياسية والوطني إذا كانوا حريصين على مصلحة الوطن، والوطني لديه فرصًا كبيرة بالمستقبل، وتوقعاتي بأن يعود للساحة أفضل، وقوة وجود الوطني في الولايات، وهو فاعل والكادر الموجود نفسه ومنظمًا به مستواه التعليمي عالي ومؤهل، والتجربة علمته، وخلال الفترة من 2019 وحتى الآن مرّ الوطني بمراحل متعددة آثر وقدم مصلحة الوطن على الحزب، بحيث أن لا يدخلوا في صراعاتٍ وصداماتٍ بعد السقوط كان قرار الحزب.
السقوط؟
أنا كنت خارج البلاد في ذلك الوقت، ومعلوماتي سماعية، ولكن حسبما علمت وإن كانت سماعية، اعتقد بأنّ ما جرى كان خيانةً.
“تقــدم” وعلاقتها بالميليشيا؟
الاتفاق الذي وقعوه في أديس أبابا مع الدعم السريع اعتقد أنّه دق مسمارًا في نعش “تقــدم” وكان خطأً كبيرًا، وأخطأت لأنها ذكرت أنها في الحياد، بينما هي علنًا وقفت مع طرف أساسي في الحرب.
كل ما ذُكر التفاوض يقابل برفضٍ شعبي؟
الرأي العام معبأ تعبئةً كاملة ضد مسألة التفاوض، وأنا أتفهم هذا الأمر بسبب الانتهاكات، والآن الثارات ما بين المواطن والدعم السريع ثاراتٍ عامة وخاصة، عامةً: لما جرى للبلاد من تدمير البنيات التحتية، وتوقف خدمات التعليم والصحة.
وعلى المستوى الخاص: ليس هنالك أُسرةً إلّا ولديها ثأرٌ شخصي مع الميليشيا سواءً أُخرجوا من ديارهم قسرًا، أو نُهبت ممتلكاتهم، أو قُتل أعزاء لديهم وواجهوا وعانوا أشكالًا من التعذيب، لكنّ الجيش يقاتل ويفاوض.
بالنسبة لنا مسار نقاتل فقط ولا نفاوض لن ينهي هذه الحرب، ولدينا من الكفاءات السودانية في كل المجالات التي تعرف تفاوض مع حفظ الحقوق، يعني أنا لا أفهم أنّ كل من ينادي بوقف الحرب يُخون ويُجرم، بالنسبة لي الإعلام ينبغي أن يلعب دورًا في تصحيح هذه المسألة والحرب ستنتهي بالتفاوض، وأدعو الله ليل نهار بأن تتحقق انتصاراتٍ عسكريةٍ ساحقة.
التفاوض يكون مع من، مع الميليشيا أم الدول الداعمة مثل الإمارات؟
مع الميليشيا وكل الجهات التي ثبت دعمها للتمرد سواءً كانت دول جوار أو الإمارات أو الخليج، يعني أنا حينما أتفاوض وأتمنى أن تذكر هذه الجملة (عندما تتفاوض لا تتفاوض مع صديقك وإنما العدو)، بالنسبة لي إذا حددت العدو “الدعم السريع” لا بد أن أتفاوض معه، وإذا حددت الإمارات أو تشاد أو أي دولةٍ أخرى لا بد، واعتقد بأنّ كل التجربة تجربتنا داخل السودان “نيفاشا” كانت تفاوضًا، وأبوجا والدوحة، وتجربتي كذلك في الإقليم على مستوى إفريقيا والعالم، التفاوض والحوار عندما رفعت “تقــدم” شعار “لا للحرب” قد يكون لديها أجندة، لكن لا يمكن أن أُجرِم كل من يتحدث عن إنهاء هذه الحرب، لأنني حينما نتحدث عن إيقافها الآن السودان 16 شهرًا من الحرب يعني 16 شهرًا من الدمار، والتشريد، والتخريب، والقتل والنزوح، وعشان أوقف هذا الأمر لن أقول للجيش لا تقاتل والمستنفرين، وأُنادي بأن ينخرط المستنفرين بالدفاع عن وطنهم وأعراضهم وهذا لا يتناقض مع استمرار الدعوة للحوار الشامل والتفاوض، والتفاوض لا يعني التنازل عن حقوقك، أنت من خلال التفاوض بالإمكان أن تكسب حقوقك وتثبت للعالم وجهة نظرك الصحيحة، ولكن إذا أغلقت أبواب التفاوض والحوار، العالم والمجتمع الدولي سيتحرك من غيرك فأنا من أنصار الحوار.
مع اندلاع الحرب بسبب تعنت المكونات السياسية ألا توافقيني بأنّ السودانيين فقدوا الثقة في النخب والساسة؟
اعتقد من خلال متابعتي للشباب فقدوا الثقة بالأحزاب السياسة لحدٍ كبير، ونحن نعتقد بأننا يجب أن نعمل على استعادة الشباب لصفوف الحركة السياسية من خلال الأحزاب الموجودة، أو تشكيل أحزابٍ جديدة، وأنا دائمًا أقول لماذا لا يشكل الشباب قوىً سياسية جديدة مستقلة إذا كانوا غير راغبين في أن يكونوا أعضاءً بالمكونات الموجودة لأنهم هم المستقبل.
تجربتك في الاتحاد الإفريقي؟
هي ليست شهادتي وإنما شهادة من عملت معهم، كانت تجربةً ناجحةً جدا وفخورة بما قدمته، وأنا كُرمت من الاتحاد الإفريقي وتمت الإشادة بي في القمة التي كانت برئاسة جنوب إفريقيا للعمل الذي قمت به لمكافحة الـ(كورونا).
“قحت” أشعلت الحرب والوطني صنع “حميدتي”، اتهامات متبادلة في الرأي العام؟
نعم نحن صنعناه، وهنالك تجارب سابقة يجب الإشارة إليها للاستعانة بمثل هذه المكونات في مقاومة “التمرد”، وتجربة موجودة منذ عهد الصادق المهدي، صحيح الوطني مسؤول عن تكوين “الدعم السريع” كحكومة لكن تمدد أدوار “الدعم السريع” هي مسؤولية حكومة ما بعد السقوط، وحينما ذهبت الإنقاذ كان “حميدتي” في وضع محدد جدًا، لكنّ توسعه والعلاقات الإقليمية أمرٌ ليس مسؤولية الوطني.
كيف تقرأين تشكيل الأمانات الجديدة للوطني برئاسة إبراهيم محمود، هنالك من ذهب إلى أنها مؤشر للانقسامات ما مدى صحة ذلك؟
ليس هنالك أي انقسامات داخل الوطني، ما جرى كان الغرض منه ترتيب الصفوف، والوطني في أوج الانسجام والتوافق بين مكوناته وقطاعاته، الآن المرحلة والظرف حرج وبالتالي يركز الحزب على الخروج من هذه الأزمة.
ما بين الحين والآخر تتواتر الأنباء عن اختلاف التوجه السياسي بين الحزب والحركة؟
غير صحيح طبعًا، الخط والتنسيق قائم بين الحزب والحركة .
حدثينا عن تجربة مبادرة إسناد السودانيين المتضررين من الحرب في مصر؟
مبادرة اسناد السودانيين المتأثرين بالحرب قامت من اجل حفظ كرامة السودانيين وحظيت بدعم الجهات المصرية المختلفه وبرئاسة الدكتور عصام شرف رئس وزراء مصر الاسبق.
عملت اسناد في محالات الصحه والتعليم والدعم النفسي والاجتماعي وساهمت اسناد في توفير الغذاء والكساء والعلاج لكثير من الاسر المحتاجه
قامت بتدريب الشباب والمراة في مجالات متعدده.
اسست شراكات ناجحه جدا مع مؤسسات وجميعات واتحادات ومنظمات دوليه واقليميه.
كان للاخ الدكتور كمال حسن علي الدور الاكبر في انجاح مبادرة اسناد والذي تقدم خدمات لاكثر من 12الف اسرة سودانية
حوار – محمد جمال قندول