الولاية الشمالية الوجهة المستحيلة.. بقلم/ إسماعيل شمس الدين
منذ إشتعال الحرب الطاحنة التي إشتعلت في البلاد وعاثت فيها المليشيا المتمردة فسادا ومارست كافة أشكال الإنتهاكات كان من الواضح لكل متابع أن الآله الإعلامية للمليشيا التي يديرها العملاء هي في حقيقة الأمر الرأس المدبر والقائد والموجه لمسار عملياتها، عبر مجموعة من القنوات ونشطاء الميديا، الذين يقع على عاتقهم محاولات تثبيط الروح المعنوية لجنود القوات المسلحة وجرهم للتشكيك بقياداتهم وقادات الفرق والألوية في محاولات بائسة لإسقاط كل الشرفاء من مناصبهم وهدم أعمدة وأركان الصمود وتمهيد الطريق أمام المليشيا.
وفي ظل الهزائم المتوالية على المليشيا التمردة وأعوانها في جميع محاور القتال ظلت الآله الإعلامية للمليشيا تتخذ ذات النهج المكشوف في إستهداف قيادات القوات المسلحة، وكانت الولاية الشمالية هي وجهتهم المستحيلة وذلك الحصن المنيع الذي تصدي لجميع المؤامرات ومحاولات التركيع، حيث بدأ الإستهداف بالطعن في نزاهة قيادات الفرقة ١٩ مشاة وشعبة الإستخبارات بالتلفيق وإفتراء الأقاويل، ويستمر الإستهداف ليصل أخيراً وليس آخراً إلى بوابة الولاية محلية الدبة وقيادات اللواء ٧٣ مشاه وشعبة الإستخبارات بالتخوين والتثبيط، الأمر الذي يدعونا للسؤال لماذا الولاية الشمالية؟ ولا نجد إلا إجابة واحدة إنها قلب السودان! ولا عجب، حيث كانت أول ولاية أصابتها رصاصة الغدر والخيانة، إلا أنها بحنكة قياداتها العسكرية وخبراتهم إستطاعت دحر المليشيا المتمردة من مدينة مروي ومن ثمة كافة حدود الولاية وتمزيق أولى أوراق المؤامرة بإحتلال السودان، كما سيرت الولاية منذ إشتعال الحرب العشرات من القوافل السخية من الدعم لإسناد القوات المسلحة بولاية الخرطوم ومنطقة وادي سيدنا العسكرية، وكانت سباقة بإنسانها الواعي بحجم المؤامرة والمخطط حيث فاق عدد المستنفرين والمستنفرات بالولاية ال ٥٠٠.٠٠٠ فرد، يشارك من بينهم المئات في معركة الكرامة في مناطق القتال المختلفة، وأيضاً نجت الولاية في تنظيم موجات النزوح والوافدين بمستوى عالي من الإحترافية دون حدوث أي خلل بالتوازن الأمني، كما واجهت ماخلفته الكوارث الطبيعية من سيول وفيضانات والأوبئة الصحية بمسؤولية عالية، واستطاعت مكافحة الظواهر السالبة عبر قواتها النظامية والقوات المساندة.
كل ذلك إنما يشير بوضوح لمستوى التنسيق العالي بين حكومة الولاية والأجهزة النظامية لمواجهة التحديات الكبيرة في ظل الحرب الدائرة، الأمر الذي من شأنه توطيد دعائم الإستقرار وجذب المزيد من الإستثمارات مما يعزز من مكانة الولاية أمنيا وإقتصادياً.
وفي خضم هذه النجاحات المتسارعة تحاول المليشيا المتمردة وأعوانها جاهدين إحداث خلل أمني يكسبون من خلاله ولو شبه إنتصار يفخرون به في ركام الهزائم، فخسئوا وما لانت العزائم.