دعوات نسوية لوقف الحرب وفرض حظر للسلاح بالسودان
دعت رئيسة منظمة الحارسات، هادية حسب الله، السبت إلى ضرورة وقف الحرب فوراً وفتح الممرات الإنسانية تمهيداً للسلام والاتفاق على حظر شامل للسلاح في جميع أنحاء السودان.
وشددت على أهمية اتخاذ ترتيبات عملية لحماية المدنيين وإيصال الإغاثة للمتضررين في معسكرات النزوح وجميع أنحاء البلاد.
وقالت خلال مخاطبتها مؤتمر”نحو أجندة نسوية مشتركة من أجل السلام واستعادة ثورة ديسمبر” المنعقد في العاصمة الأوغندية كمبالا أن “عملية الوقف الفوري للحرب وفتح الممرات الآمنة يجب أن تكون على رأس أولوياتنا، خصوصاً مع معاناة شعبنا من المجاعة في مناطق متفرقة من البلاد”.
وأضافت” يجب أن نتفق على حظر السلاح من كل السودان وإجراء ترتيبات عملية لحماية المدنيين وإيصال الإغاثة للمتضررين”.
ودعت حسب الله إلى بدء عملية سلام تحقق سلاماً مستداماً لاستئناف مسار ثورة ديسمبر، وليس مجرد هدنة مؤقتة. وأشارت إلى أن عملية السلام يجب أن ترتبط باحترام جميع الأطراف المشاركة لحقوق الإنسان والنساء.
وشددت على ضرورة استبعاد المؤتمر الوطني من أي دور في مستقبل السودان السياسي، قائلة: “لن نقبل بأن يكون النظام السابق جزءاً من السلطة في المستقبل بعد كل ما ارتكبه من فظائع”. وحثت النساء على التحرك ضد محاولات التقسيم والتضليل التي تسعى لتفريق القوى المدنية.
وأضافت: “نحن كنساء متضررات من هذا المخطط، سنتقدم الصفوف مع القوى الأخرى غير القادرة على الوصول إلى أجندة مشتركة، وسندفع بالحراك الشعبي لإيقاف الحرب”. وشددت على ضرورة الاتفاق حول أجندة مشتركة تحقق سلاماً عادلاً وتحاسب كل من اغتصب وانتهك النساء ودمّر البلاد.
واعتبرت حسب الله المؤتمر جزءاً من محاولات توحيد الجهود في المجال النسوي لتعبيد الطريق نحو أجندات مشتركة للنساء. وأكدت على قدرة النساء على التسامح من أجل تحقيق المطلوب في الأوقات الصعبة، وتعزيز التضامن النسوي ودعم بعضهن البعض.
من جانبها، أقرت نائب رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري، بثينة دينار، بوجود أخطاء كثيرة خلال تجربة الثورة السابقة، منها الانقسامات وسوء إدارة الفترة الانتقالية التي أدت إلى الانقلاب.
وقالت دينار خلال مداخلتها في المؤتمر: “نحن نعمل على انتقاد هذه الأخطاء، ويجب علينا تحمل المسؤولية الكاملة عنها، سواء كان ذلك يتعلق بتمثيلنا في مجالس السيادة أو الشركاء أو السلام، أو الإخفاقات التي حصلت من الذين قدمناهم. كان على قوى الثورة أن تحرس ثورتها”.
وأكدت على أن الحرب الحالية تتيح فرصة لبناء دولة جديدة تحقق شعارات ثورة ديسمبر، مشيرة إلى أن الأجواء الحالية تتطلب من النساء الاتفاق على أجندة نسوية جديدة.
الصراعات الخفية والعلنية
من جانبها، قالت منسقة حملة “نساء ضد الظلم”، إحسان عبد العزيز، إن الوضع الراهن يركز على خلفية الصراع الذي بدأ بعد ثورة ديسمبر، سواء كان ذلك صراعاً خفياً أو علنياً، وعلى عدد من الفاعلين، ومن أبرزهم وجود العسكر في السلطة، وهو أحد أسباب الصراع السياسي.
وأضافت أن الفاعلين في الصراع هم العسكر بشقيه (الجيش والدعم السريع)، بالإضافة إلى القوى السياسية، سواء كانت ضمن قوى الحرية والتغيير أو خارجها، مثل الحزب الشيوعي والتجمع المدني.
وأقرت بوجود عدة سلبيات وإشكاليات منذ بداية الفترة الانتقالية أضعفت الثقة بين مكونات الثورة، منها فشل تكوين المجلس التشريعي، وهو أمر مؤسف استمر حتى انقلاب 25 أكتوبر، حيث لم تستطع حكومات الفترة الانتقالية تشكيل المجلس التشريعي رغم أهميته.
وأشارت إلى أن قرارات مجلس الوزراء كانت مرهونة بموافقة مجلس السيادة الذي كان تحت سيطرة الرئيس عبد الفتاح البرهان، وأن القرارات الخاصة بالوزارات التنفيذية والإدارية كانت خاضعة لسيطرة البرهان والدولة العميقة خلفه، مؤكدة أن هذه المظاهر ساهمت في التأسيس السلبي للمرحلة الانتقالية لثورة ديسمبر.
وأكدت أن الفترة الانتقالية عجزت عن تحقيق شعارات الثورة (حرية، سلام، وعدالة)، بدليل استمرار المظاهرات في الشوارع التي قوبلت بالرصاص وراح ضحيتها عشرات الشهداء قبل الانقلاب.
وتحدثت عن فشل لجنة فض الاعتصام برئاسة نبيل أديب في الخروج بتقرير لتقصي الحقائق يرضي طموح أسر الشهداء والضحايا والشارع السوداني، مما ساهم في الشعور بعدم وجود عدالة انتقالية وخلق حالة من الغبن على الحكومة.