السفير البريطاني في السودان ودموع التماسيح! .. كتبه: أ. عبد السلام إسحاق
أعلنت السفارة البريطانية في السودان، بقيادة سفيرها جايلز ليفر، عن انتهاء مهمته في البلاد. وأوضح جايلز ليفر: “بعد مرور ثلاث سنوات، أترك البلاد بقلب محمل بالأسى، نتيجة النزاع المستمر، الذي يمثل مأساة للشعب السوداني. ومع ذلك، أنا فخور بالدور الذي تقوم به المملكة المتحدة في دعم المجتمع المدني والمؤسسات المدنية المعارضة للنزاع، بالإضافة إلى مساهمتنا في الجهود الإنسانية”. وأضاف في تغريدة عبر حسابه على منصة أكس: “لقد أدى النزاع إلى تفاقم الانقسامات، وأدرك أن بعض السودانيين يخالفون بشدة بعض جوانب السياسة البريطانية، لكن الهدف الأساسي للمملكة المتحدة يظل دعم قيم الثورة السودانية (الحرية والسلام والعدالة والحكم المدني)”. (النيل الإلكترونية، 29/8/2024م).
*التعليق:*
من يقرأ تصريحات السفير البريطاني يظن أن بلاده بريئة مما يجري في السودان من حرب عبثية قضت على الأخضر واليابس ولم يسلم منها حتى الشجر والحجر!
هذه التصريحات لم تعد تنطلي على أهل السودان الذين أصبحوا يدركون أن من أشعل الحرب هي دول الغرب وعلى رأسها بريطانيا مع أمريكا عبر عملائهم من المدنيين والعسكريين، حيث تميل بريطانيا إلى السياسة الخبيثة الناعمة. وكان الاتفاق الإطاري القشة التي قصمت ظهر البعير والذي سعت بريطانيا من خلاله عبر عملائها من المدنيين بجعله الجسر الذي تعود من خلاله للسيطرة إلى حكم السودان، وعلى أقل تقدير مناصفة الكعكة مع أمريكا، إلا أن امريكا كانت تدرك ذلك، وتغدت ببريطانيا قبل أن تتعشى بها، وهنا أشعلت أمريكا الحرب وجعلت رحاها تدور بين عملائها العسكر. وبهذه الخطة صارت بريطانيا كسيحة ولكنها لم تيأس بل حركت عملاءها بتنظيم صفوفهم عبر أجسام مدنية مختلفة، (تقدم) على سبيل المثال، فقاموا بأعمال لعرقلة عملاء أمريكا وبالتالي أرغمت أمريكا على إطالة أمد الحرب في السودان بغض النظر عما يواجهه أهل البلد من قتل وتشريد ونهب للممتلكات وتخريب للمؤسسات العامة واللجوء لبلدان الجوار ونزوح داخلي في ظل أوضاع صعبة من سيول وفيضانات وغلاء طاحن للأسعار!
على السفير البريطاني أن يعلم أن بلاده سوف تجد الرد والعقاب قريبا لأفعالها في بلاد المسلمين المختلفة، وذلك عندما يقيم المسلمون كيانهم الجامع؛ الخلافة على منهاج النبوة، فهي وحدها من ستقطع دابر الكافرين وتغلق أوكار الشر والتآمر من السفارات الأجنبية الحاقدة والمنظمات التابعة لها.
كتبه: أ. عبد السلام إسحاق
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان