عمار العركي : كما توقعنا وطالبنا بالتحوط : *الفانو تسيطر على منطقة المتمة يوهانس الأثيوبية الحدودية مع السودان…ثم ماذا بعد هذا ؟
▪️بشكل مفاجيء للجميع فجر اليوم الاثنين 2 سبتمبر ، وبعد ساعات قلائل من تواجد والي ولاية القضارف واركان حربه في محلية القلابات الحدودية متفقدين اللاجئين السودانيين الواصلين حدود الولاية قادمين من الأراضي الأثيوبية ، دخلت القوات الخاصة باقليم الأمهرة ( فانو) منطقة المتمة الاثيوبية الحدودية وسيطرت عليها بشكل كامل دون مقاومة تذكر نسبة لعدم وجود دفاع منظم للجيش الاثيوبي بالمنطقة، والقوة الفيدرالية الاثيوبية الموجودة هي قوة رمزية من الشرطة والجيش الاثيوبي بغرض التأمين الحدودي واجراءات الهجرة والجوازات ، حيث انسحبت تلك القوة إلى داخل الآراضي السودانية بمحلية القلابات وسلمت للسلطات السودانية بعد تجريدها من السلاح .
▪️تبع ذلك بأن سمحت قوات فانو للاجئين السودانيبن العائدين والعالقين في مكتب تسجيل اللاجئين بمنظمة الهجرة الدولية بمنطقة المتمة الاثيوبية بالعبور إلى محلية القلابات السودانية قبل أن تغلق السلطات السودانية معبر القلابات الحدودي.
▪️كلمة السر في هذا التطور جنرال امهراوي منشق قبل شهرين عن الجيش الفيدرالي اسمه (تفرا مامو) المؤسس والقائد الروحى لقوات الخاصة بالاقليم ( فانو) وهذا هو وصفها القانوني والدستوري كحق لكل اقليم بانشاء قوات خاصة (ذلك قبل الخلاف مع ابي احمد الذى قام بحل كل قوات الاقاليم الخاصة مخالفا للدستور الأثيوبى المادة 29) بعدها ، تم دمغها بوصف (المليشا) ، وبسبب العشوائية وفقدانها للقيادة التخطيطية العسكرية المنظمة والمنضبطة ، التي توفرت بانضمام (مامو) للقوات وقيادتها ، وتحديدا قيادته بنفسه لخطة الاستيلاء على المتمة ، مع ملاحظة مهمة أن السكان والتجار بالمنطقة احتفوا واستقبلوا (الفانو) و (الفانو) لم تسرق او تنهب او تخرج المواطنيين من بيوتهم
▪️انفجار الاوضاع بمحلية القلابات السودانية واستيلاء الفانو على على المتمة الحبشية توقعناه وافردنا لذلك حلقتين بعنوان ( ولاية القضارف بين سندان الصراعات الحدودية ومطرقة الحرب الوجودية) ، ومقال آخر بعنوان ( ابي احمد تحت الضغط) وكان بمناسبة سيطرة الفانو على الطريق الحيوي الرابط بين “قندر والمتمة”، وانشقاق القائد التاريخي المؤسس لقوات الامهرة الخاصة ( فانو) عن الجيش الاثيوبي الجنرال الأمهراوي ” تفرا مامو” كتبنا نصاً (بأن الجنرال “مامو” سيغير في شكل المعارك والسيطرة لصالح الفانو التي تفتقد القيادة والتخطيط العسكرى المنظم).
▪️وكتبنا أيضاً ( بان “مامو” من كبار صقور جنرالات الأمهرة في الجيش الاثيوبي المتشددين في الاستيلاء على الفشقة ، نتوقع بانشقاقه، حدوث فارق كبير في موقف قوات الأمهرة على الميدان خلال المواجهات القادمة انطلاقاً نحو محور الطريق الى المتمة الحدودية ، ، خصوصاً معضلة تمسك “فانو” بالمواقع بعد طرد الحيش منها ، فكثيراً من الانتصارات لم يُحافظ عليها لعدم وجود القيادة المؤثرة والخبيرة).
▪️خلاصة القول ومنتهاه:
يأتي هذه التطور في ظل تحديات ماثلة بولاية القضارف الحدودية ، ووسط مخاوف وتهديدات على الوضع الأمني والإنساني لآلاف اللاجئين السودانيين في منطقة المتمة الإثيوبية ، وإفرازات سالبة ستنعكس سلباًٍ على الأوضاع بالولاية والسودان عموماً إن لم يتم التدارك والمجابهة وحسن ادارة أزمة هذا المستجد .