تقارير المخابرات البريطانية عن الثورة المهديه في السودان .. ترجمة/ د.بشير احمد محي الدين
▪️اسس قلم المخابرات في العام 1892 في فترة حكم الخليفة عبد الله التعايشي واوكلت له مهمة تأمين الحدود مع دولة الخليفة ووضعت نقاط متقدمة مهمتها جمع اي نوايا هجوم محتمل على حدود مصر الجنوبية وحماية سواكن وطوكر وميناء ترنكتات ومن ثم اختراق دولة المهدية ورصد احوالها السياسية والعسكرية والاقتصادية وتهديم الدولة عن طريق مجموعة العملاء التي تم تجنيدها.
▪️حيث كان يصدر تقرير شهري من مطلع العام 1892 ، وكان هيكل التقرير الشهري كالاتي: مقدمة الشودان عموماً، الاوضاع في ام درمان تشمل الفرقة العسكرية ، الرايات، بيت المال، التجارة ، مجلس الخليفة ، المشارع، الامراء كلهم، أي مستجدات ، ثم عمالات المهديه النيل الابيض وسنار والجزيرة ودارفور وكردفان والجنوب والشمال والشرق وغيرها بالاضافة إلى تحركات الجيوش والقبائل والزعماء والعملات والاسرى والسجون وغيرها.
يعنون كل تقرير بعامه وشهره ويرفع إلى سردار الجيش والخديوي ورئيس النظار والحكومة البريطانية، بجانب التقرير هناك كتاب المرشد وهو (يغطي الجغرافيا والتاريخ والقبائل والسلوك المحتمل للسودانيون على عمومه).
حصلت على عدد 4000 صفحة من النسخ الاصليه وشملت عدد 111 تقرير موجودة في مكتبة السودان بجامعة الخرطوم بعد الافراج عنها وهي مكتوبة باللغة الانجليزية.
▪️عكفت لمدة عام في قراءة المادة المبذولة كانت امامي وبعد التدقيق والبحث وجدت أن التقرير رقم 60 هو الانسب للترجمة لأنه يغطي قبل كرري بحوالي اربعة شهور وبعد كرري بحوالي شهرين وتضمن معلومات التحضير للحملة وبيان القوات وتحركها و التموين والامداد والعمليات العسكرية والامنية ومجالس الخليفة وقواته ودفاعاته وسلاحه بجانب الدراسات النفسية والاجتماعية للخليفة والامراء وبيان التجارة والمركز المالي لدولة الخليفة بجانب الثورات والمحاكم واوضاع الاسرى والبواخر وعلاقة الدولة بالخليفة وغيرها من تأسيس مستعمرة السودان بجانب السرد التاريخي مثل المحظيات عند المهدي والخليفة والاقاليم وعلاقات المهديه مع جوارها وموضوعات عن الجنوب وازمة فشودة وبني شنقول والترسانة والمطبعة وسك العملة وغيرها من الموضوعات المهمة.
▪️عكفت على الترجمة على مدي ثلاث سنوات حيث يقع التقرير في 148 صفحة من ورق A4 وخرجت بالتالي:
اولاً: التقرير سري وليس لاطلاع السودانيين، فهو لتنوير قيادة الجيش بالتالي لا مجال لتضليل قيادة الجيش فالمعلومات الواردة فيه حقيقية.
▪️ثانياً: المادة جمعت من الميدان أي بواسطة عملاء الانجليز واجريت عملية مضاهاة مع مع ذكر في المصادر و وجدتها متوافقه معها إن لم تكن اوسع منها.
▪️ثالثاً: تنظيم المادة شارح للاوضاع في السودان بصورة تبصر متخذ القرار، فالتقرير حوى اكثر من خمسين جدول تفصل كل شيء.
عكفت على مراجعة ما هو مترجم في المراجع التاريخية الاجنبية والسودانية ووجدت ان المترجم من تقارير المخابرات لا يساوي 1%ه من المادة.
▪️اصدرت الترجمة في كتاب صدر عن دار رفيقي للطباعة والنشر بجوبا في العام 2020م ،علماً أنني بعد الانتهاء من المسودة مكثت حوالي عامين ونصف من المراجعة لأني لا أدري من سيمسك كتابي، متخصص أم شخص غير مطلع فكان التجويد مهما في الترجمة.
الملاحظة الاساسية هي انني لم ادخل قلمي في النص الاساسي ولم اغير فيه، تركته كما كتبه اهله ومن ثم وضعت مقدمة من 40 صفحة و وضعت فيها ما أريد ان اقوله وتركت التقرير للباحثين كما هو وذلك مراعاة للامانة العلمية، ولعلمي أن المادة ستثير نقاش تجنبته تماماً فلم اصحح او اغير ما ورد فيه من معلومات تاريخية مهما كان موقفي منها.
طُبع الكتاب ووزع ونفذت نسخه كلها وبصدد الطبعة الثانية منه ..
الكتاب اصبح مرجعاً لما يحويه من تاريخ مفرج عنه.