عملية نهب وتهريب واسعة تطال محتويات متحف السودان القومي
قالت مصادر موثوقة لSBC إن عملية نهب وتهريب واسعة طالت محتويات ومقتنيات متحف السودان القومي الذي يقع في دائرة سيطرة قوات الدعم السريع بالخرطوم منذ الأيام الأولى للحرب.
وأثبتت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية أن شاحنات محملة خرجت بداية العام من داخل المتحف، واتجهت نحو الحدود مع دولة جنوب السودان بحسب هذه المصادر. ورجحت ذات المصادر أن حمولة الشاحنات معروضات من المتحف، حيث يحتوي متحف السودان القومي على تحف وتماثيل ومقتنيات أثرية ذات قيمة وطنية وتاريخية ومادية عالية.
وأكدت مصادر وثيقة الصلة تحدثت لSBC أن عدداً من محتويات المتحف عرضت بالفعل على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ولم يتم التأكد من أن عمليات البيع والشراء قد اكتملت بعد أم لا. وتحصلت SBC على مواد مصورة تؤكد عمليات عرض بيع محتويات المتحف القومي.
وراجت مع بداية الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 معلومات تشير لنهب المتحف القومي بعد بث مقاطع فيديو لأفراد من السريع يتحركون داخله، فسارعت الأخيرة لنفي هذه المعلومات مؤكدة حفاظها ومسؤوليتها على المتحف ومحتوياته، لكن المعلومات والبيانات الأخيرة التي تحصلت عليها SBC أكدت حدوث عملية النهب والتهريب لمحتويات المتحف وتسريبها خارج الخرطوم.
ويعد متحف السودان القومي من أكبر المتاحف في السودان وقد افتتح لأول مرة في العام 1904 ثم أعيد افتتاحه في مقره الحالي على شارع النيل بالخرطوم في العام 1971. ويحتوي المتحف على مقتنيات أثرية دالة على جميع فترات الحضارة السودانية منذ العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية، وتشتمل الصالات الداخلية للمتحف على العديد من المقتنيات الحجرية، والجلدية، والبرونزية، والحديدية، والخشبية وغيرها في شكل منحوتات وآنية، وأدوات زينة ولوحات جدارية وأسلحة وغيرها. أما فناء المتحف وحديقته فعبارة عن متحف مفتوح يشتمل على العديد من المعابد والمدافن والنصب التذكارية والتماثيل بأحجام مختلفة، والتي كان قد جرى إنقاذها قبل أن تغمر مياه السد العالي مناطق وادي حلفا وتمت إعادة تركيبها حول حوض مائى يمثل نهر النيل حتى تبدو وكأنها في موقعها الأصلي.