حينما يحاول الجاهل الخائن ان يمسك دفة الحكم .. أ.د/ صلاح الدين خليل عثمان

ما زلت داخل صومعتى الفكرية، متوحدا فى غربة غريبة فى سكون الليل بعيدا عن دعاة التقليد أعداء الفكر والمعرفة قريبا من نهر العقل . كنت أتأمل أننا لو سرنا فى طريق حكومة حمدوك خائن الدولة ، العميل المرتزق ، المتآمر لإزالة السودان من الوجود والبلاء الذى معه، لن نستطع التقدم خطوة واحدة ، كما تدعى قحط أو تقدم التى جعلت من الأشياء حقائق ومن الظلال إصولا ، ومن الكراهية حقدا وإبادة وتخريبا. تحمل فى إحشائها دوافع شخصية ومنافع قبلية وخيانة وطنية قذرة . ليس لها وعى سياسى أو تعامل مع التحديات بفكر موضوعى ، علما بأن السياسة دراسة للتاريخ واخذ العبرة حتى لا نقع فى أخطاء الماضين . وكنت دائما أردد خلال محاضراتى فى المدخل إلى الفلسفة السياسية أن السياسة فكر وفن ومنهج وإدارة ، هى حكمة ، وأن النظريات السياسية جاءت من أجل ردم الهوة بين الواقع والعمل السياسى. قدمت جزر الأرخبيل اليوناني الحضارة اليونانية فكان أفلاطون وكتابه الجمهورية أول من قدم المثالية ( متخذا من المعرفة أصل الفضيلة) منهجا للبناء فى كتابه السياسى . أما كتابه القانون ، استبدل به المثالية ، بنظرية الدولة المتوازية وإستعاض عن سيادة المعرفة بسيادة القانون . ثم جاء أرسطو مؤسس علم السياسة ، قدم نظرية الدولة الدستورية معتبرا سيادة القانون أساسا لها . وكان للرواقيين دورا محوريا فى صياغة وتقديم نظرية القانون الطبيعى وتوالت النظريات السياسية حتى مطلع القرن السابع الميلادى حيث ظهرت أفكار مكيافلى وتوماس هوبز واسبينوزا وهم رواد الفكر السياسى الحديث . وفى عصرنا الحاضر يعتبر كتاب ( نظرية العدالة) للفيلسوف جون رولز احد اهم الكتب التى رسخ من خلالها مبدأ العدالة الاجتماعية ، وأعاد للفكر السياسى مكانته.
أما العالمين لايسبيت وهارى ماركث قدما فى مجال العلوم السياسية نظرية الحكم متعدد المستويات .( multi_level governance theory) حيث توسعت السلطات عموديا بين مراتب الحكومة المركزية ، وافقيا للحكومات المحلية والاقليمية الفصلي والمنظمات غير الحكومية والتى قد تساهم فى بلورة رؤية صحيحة من أجل اتخاذ قرارات سياسية حكيمة . أما حالنا فى السودان ، فعالية الفصل بين الفكر والسياسة والعزوف عن استقطاب السياسى المفكر ظاهرة خطيرة تعمق مفهوم الجهل السياسى وتهيئ لقيام طبقة سياسية جاهله، حيث إنعدام المعرفة وغياب الفكر السياسى . هو باب يقود إلى التخبط فى قراءة الأحداث والمتغيرات ومن ثم اتخاذ قرارات سياسية غالبا ماتأتى إرتجالية تنم عن جهل وفراغ فكرى . فالاخطاء تبعاتها قد تكون كارثية وقد لا يكون بالإمكان تلافيها الأمر الذى يؤدى إلى نتائج مروعة وخسائر فادحة ونحن منذ عقود ومشاكلنا تتعاظم *جهل سياسى ، هوس فى المال، عشق المناصب والكراسي، النفاق والكذب* ، كلها أعانت على هيمنة الجهالة العمياء ، هدفها تربع البلاهة والغباء على سدة الحكم . هى محاولة يائسة لمسك دفة الحكم . وبسعيها هذا فقدنا الذين يملكون فكرا موضوعيا . غابت عنا الأسرار وانمحت من عقولنا الافكار . النتيجة جهل ودمار، طبقة سياسية تافهة غير منطقية ، أصبح السودان مرهون بيد ثلة جاهلة والأدهى من ذلك هى تجهل انها جاهلة (انهم خلاصة رهان صهيونى إماراتي) إجتمع لازالة السودان من الوجود ففشل. وسرقة ثرواته اعانهم على ذلك معتوة إمارة أبوظبى
واهم نفسه أنه رئيس لدولة لها وزن، هو فى الحقيقة (demon with a glass hand)
or (A man with no memory of his past) .
اصبحت الآن ( اماراتى سبة بين الشعوب ) وستظل إلى أن يأتى اليقين .
دمت ياسوداننا حرا مستقلا شامخا بين الامم.

أ.د/ صلاح الدين خليل عثمان ابوريان الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والامنية.

مقالات ذات صلة