الدكتور دبرتصيون جبرا ميكائيل يقود تمردا ثانيا فى تقراى .. هل تؤدى خلافات قادة تقراى إلى حرب أخرى ؟؟
بقلم : عبد القادر الحيمي
٢٧ اغسطس ٢٠٢٤
فى الوقت الذى يقف فيه شعب السودان بقوة ودعم لا حدود له الي قواته المسلحة فى معركة الكرامة ضد ميليشيات آل دقلو وداعميها فى الخليج ودول الجوار، وتخوض المؤسسة العسكرية معارك مجيدة فى حرب تستهدف تفكيك البلاد ووحدتها ، تتشكل فى إقليم تقراى شمال إثيوبيا المجاور للحدود الشرقية بذور خلافات عميقة تهدد باستقرار القرن الافريقي المضطرب وشرق السودان
الخلافات بين قادة إقليم تقراى وهى حتى الآن أزمة سياسية حادة لكنها تتطور باستمرار واحدثت انقسام حقيقي وخطير فى تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تقراى، TPLF .بدأت الازمة عندما دعا د. دبرتصبون جبرا ميكائيل رئيس تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير التقراى الاسبوع الماضى إلى انعقاد المؤتمر الرابع عشر للحزب الحاكم وهى الجبهة الشعبية لتحرير تقراى.
وفقا للدستور الاثيوبى لايد من إجراءات معينة لانعقاد مؤتمرات الاحزاب الإثيوبية تتخذ وتنسق مع مجلس الانتخابات الوطنى الاثيوبى NEBE
رئيس الادارة المؤقتة لتقراى ” قيتاتشو ردا” رفض انعقاد المؤتمر ووصفه بمخالفته للقانون وقاطع جلساته ومعه أربعة عشر عضوا من اللجنة المركزية ، فتمت إقالة ” قيتاتشو ربدا” من التنظيم ومعه الأربعة عشر عضوا وخفضوهم إلى أعضاء عاديين وتم انتخاب شخص آخر نائبا لدبرتصيون بدلا من قيتاتشو ردا الذى لايزال رئيسا للإدارة المؤقتة لتقراى وكان قد تم تعيينه بواسطة رئيس الوزراء إبي احمد بقرار اتحادى وفقا لاتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير تقراى فى بريتوريا بجنوب أفريقيا وقبله بيوم انتخبت جبهة تحرير تقراى قيتاتشو ردا رئيسا للإدارة المؤقتة للاقليم.
اعترض مجلس الانتخابات الوطنى الاثيوبى على انعقاد المؤتمر واصدر بيانا جاء فيه ( أن مؤتمر جبهة تحرير
تقراى الذى دعا اليه فصيل د.دبرتصيون ينتهك الدستور وان القرارات التى اتخذها المؤتمر لن يتم قبولها والموافقة عليها وأضاف بيان مجلس الانتخابات وفقا للقانون كان مطلوبا من الجبهة الشعبية لتحرير تقراى أن تخطر مجلس إدارة الانتخابات قبل 21 يوما من مؤتمره للسماح للهيئة الرسميةبالتحقق من عدالة القضية المؤدية لنتائج المؤتمر وان لم تقبل ذلك الجبهة الشعبية لتحرير تقراى قرارات مجلس الانتخابات الوطنى الاثيوبى ،NEBR فإن ذلك يعني صراعا آخرا فى المنطقة ) .
كما رفض مجلس الانتخابات الوطنى الاثيوبى NEBE طلبا لدبرتصيون لاستعادة الجبهة الشعبية لتحرير تقراى وضعها القانوني الذى كان قبل الحرب ومنحها بدلا من ذلك شهادة قانونية استثنائية كحزب سياسي جديد بشروط جديدة.
اعترض. دبرتصيون بشدة على مجلس الانتخابات وقال انه يقوض اتفاقية السلام وينهى 50 عاما من إرث الحزب وتاريخهه السياسي وياتىء رفض دبرتصيون وفصيله لقرارت مجلس الانتخابات الوطنى الاثيوبى لان الحكومة الفيدرالية غيرت القانون الذى بموجبه يتم تسجيل الحزب ، وهذا التغيير فى قانون تسجيل الاحزاب قاد الجميع نحو الازمة.
قوات دفاع التقراى TDF
اعلن اللواء تادسي وريدى رئيس دائرة السلام والامن بأمانة مجلس ااوزراء فى تقراى عبر عدة بيانات حظر،المظاهرات والاحتجاجات وصرح بحق كل فصيل بعقد اجتماعاته دون الاخلال بالامن وأضاف من حق كل تقراوى أصيل المشاركة فى العمل السياسي دون تدخل من الخارج.. تتكون فوات دفاع التقراى من 270 الف من المجندين لديهم تدريب جيد وبنية عسكرية افضل بكثير من تلك التى بالجيش الاثبوبى والجيش الارترى، لكن قوات التقراى قبل الحرب ليست التى هى الآن فقد تأثرت كثيرا وضعفت وكذاك نفس الأمر ينطبق على الجيشين الاثيوبى والارترى وان كان الاخير افضل نوعا من نظيره الاثيوبي.
الجنرالين:” تادسا وريدى” و” صادقان” اللذان قادا قوات دفاع التقراى واداروا المعارك فى حرب السنتين ضد الجيش الفيدرالى الاثيوبى هما داعمين لقيتاتشو ردا لانهما مع استحقاق السلام والتنمية وتصف المعارضة الارترية أن د. دبرتصيون يمينى متتطرف ويدعو مثل افورقى إلى إقامة دولة ” اغازيان” التى تضم تقراى وارتريا وإجزاء من إثيوبيا وشرق السودان وهو مشروع استنساخ لمملكة اكسوم نادى به احد البروفسيرات التقراى فى الثلاثينات من القرن الماضى.
الصراع يتصاعد ويتتطور بتسارع بين فصيلى قبتاتشو ردا ود
. دبرتصيون وكل يوم يتخذ مشهدا جديدا فقد اصدر رئيس الادارة الانتقالية بالأمس قرارات بتعيينات جديدة لمدراء،المناطق
فاعلنت الجبهة الشعبية لتحرير تقراى اعتراضها على المعينين من قبل الادارة المؤقتة ورفضت قبولهم ..كان قيتاتشو ردا قد إقال ” ليا كاسا” وهو عضو تنفيذى فى الجبهة الشعبية لتحرير تقراى من منصبه مدير إحدى المناطق الجنوبية الشرقية وعين مكانه شخصا آخر..
المتابع لما يدور من ناحية فى تقراى واثيوبيا خاصة بعد انتهاء الحرب في تقراي فإن الملفات السياسية من ناحية أخري لدول المنطقة وبؤر التوتر فى القرن الافريقي وتداعياته من نزاعات إقليمية تتمحور حول النزاعات الحدودية الي نزاعات حول السدود والمياه وبعض الملفات الأخرى الخ …. ادت الى نشوء تحالفات وتكتلات رغم تباين مواقفها فيما بينها الا انها تشكل تحدى حقيقي لنظام ابى احمد، تابع مواقف ارتريا ومصر والصومال من اثيوبيا وتابع مواقف تركيا والامارات وروسيا تجاه البحر الاحمر وسواحله..
أن تفاعل الأحداث وتصورها فى تقراى يتفاعل مع حركة تحالف دولى يقوده اسياس افورقى ضد إثيوبيا
ويقول احد اقطاب المعارضة الارترية ( أن د.دبرتصبون اكمل استعداده للانضمام إلى حلف اسياس افورقى وهو احد أبرز المعارضين على اتفاقية سلام بريتوريا ) وبالفعل تحفل مواقع الأخبار الإثيوبية المختلفة عن تواصل تنظيم الجبهة الشعبية للتقراى مع نظام الهقدف وهو التنظيم الحاكم فى ارتريا بل حتى هناك من يؤكد بالتنسيق العسكرى بين تنظيمي ” الهقدف ” وجبهة تحرير شعب تقرأى والتى ولدت من رحم الهقدف.
الانقسام فى الجبهة الشعبية لتحرير تقراى كما يقول المراقبين ليس سياسيا فحسب بل له بعدا مناطقيا وجهويا وفقا للصراعات فى اثنيات القرن الافريقي، حيث تم الانقسام على ذلك الأساس، ينتمي دبرتصيون وفصيله إلى غرب تقراى فى مناطق، أكسوم وشرى، واندا سلاسى حتى حدود ارتريا شمالا. بينما ينتمي قيتاتشو ردا وفصيله إلى مناطق شرق تقراى وعدوة وكل المناطق الاخرى حتى العاصمة مغلى.
وصل أمس السفير الأمريكي فى إثيوبيا
أرفين ماسينغا إلى مغلى عاصمة تقراى للتباحث مع طرفى النزاع فى زيارة تستمر لثلاثة ايام . الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة لعبت دورا كبيرا فى الوساطة فى حرب السنتين التى أوقفتها عبر المفاوضات لكن لاتزال القضايا الرئيسية لم يتم التوصل إلى حل لها ولم تستطع حكومة أديس ابابا وفقا لاتفاقية السلام تسليم مناطق غرب التقراى لتعود لاقليم التقراى وفشلت فى ذلك تماما لسيطرة امهرا عليها بواسطة قوات الإقليم الخاصة وجيش امهرا الشعبى فانو..وصارت تلك القضية احد اسباب انقسام تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تقراى التى وجهت الاتهامات إلى رئيس الادارة المؤقتة قيتاتشو ردا لتقراى بالولاء لابى احمد.
هناك تخوف كببر وتوجس. وشكوك فى قدرة قياتشو ردا فى الاستمرار بالبقاء رئيسا للإدارة المؤقتة ، والتخوف الأكبر أن يمتد هذا الانقسام إلى قوات دفاع التقراى وهو ما سيقود الجميع للحرب التي سوف تهدد بقاء نظام ابى احمد وعندها ستختلط جميع الأوراق فى القرن الافريقي الذى لاتعرف دوله الاستقرار على الإطلاق.