مساحة حرة .. كتب/بروف عبدالرحمن احمد عثمان : الحرب السودانية .. The stakeholders only knows

*هذه رسالة كنت قد ارسلتها بعد مضي خمسة عشر يوما على نشوب الحرب ، و لازلت متمسكا بكثير مما ورد بها ، لذلك رأيت أن اعيد نشرها اليوم بعد مضي عام و أربعة أشهر لعلها تقدم فهما أفضل لما يجري.*
*اعزائي القراء:*
*عن هذه الحرب أكتب . أتذكر أن كنت قد ارسلت بالاسافير [تكوكتك] في ثالث أيام حرب السودان فيديو باللغة الانجليزية يتحدث فيه رجل من العالم الاول ، يحدد فيه اصحاب المصلحة الخمسة في حرب السودانية هذه بكل جرأة و وضوح و كما قال هم : اميركا ، روسيا ، الصين و الامارات وادخلوا معهم السعودية لوزنها في العالمين العربي و الاسلامي . و لم يكتفي بهذه التسميات ، بل اضاف صراحة إن الشعب السوداني ليس من بين (اصحاب المصلحة في هذه الحرب يعني : أنهم ضحيتها) ،ولا زلت مقتنعا بأن الروس و الصينيين راغبون في اجبار السودان* *على قبول تبادل المصالح مع الآخر بشروطه ، و لكنهم قد يختلفون في التأتي ، لم يذكر المتحدث اسرائيل جزاءا من اصحاب المصلحة واحسبه قد أخفى ذلك تقربا . و لا شك عندي انها ذات مصالح استراتيجية ترمي لاضعاف مصر في عمقها الجغرافي ، و مصالح عقدية حيث أنهم يعتقدون ان السودانيين من ذوي اصولهم وقرباهم ليس بعلاقة سيدنا موسى ولكن بادريس و سليمان و اخرين من انبياء بني اسرائيل و من الثابت ان كوش قد ذكرت في كتبهم اربعين مرة . الحقيقة أن لا حميدتي و لا البرهان يسطيعان إيقافها ، بل احسبها قد زينت لهم فخطبوها.*
*يصرخ العالم الخارجي في وجهنا كل صباح : أوقفوا الحرب :* *اوقفوا الحرب وهم يدركون ان لا أحد منا يستطيع ان يوقف الحرب ؟ من يستطيع ان يوقفها فليوقفها ،فنحن ضحاياها و من يسعد بإيقافها ، فليس في استطاعتي و لا استطاعتك و لا استطاعة احد في السودان حتى البرهان او حميدتي ايقاف هذه الحرب ، لا من قبيل “الطرشانة ما بتسمع الصياح” فقط ، لا ، و بل احسب من يوقفها سيحاسب [لاحظ اني كنت اتكلم باسماء القادة بإعتبارهم المتحاربين الوحيدين في الساحة و لوقدر لي ان احدد المتحاربين اليوم لقلت انهم خمسة اطراف من اصحاب المصالح الذاتية المتعارضة : ▪︎الجيش و المستنفريين ▪︎ الدعم السريع ▪︎تقدم قحط▪︎ الايدلوجين بمافيهم الجذريين ▪︎ وجماعات جوبا وهم ثلاثة؛ القوات المشتركة بشمال دارفور ؛ اصحاب المسارات ؛ و الحركة الشعبية شمال و هؤلاء متحدين مع الجيش الان ، إلا ان قلوبهم شتى].*
*أعزائي السودانيين تقوم دراسات الحرب خاصة من الجيل الرابع على سبر اغوار العقل الجمعي للشعوب و سيكولوجية تحشيد المتحاربين ، و تعرف مجموعة المصلحة الخارجية متى توقف الحرب و لكن ليس قبل اضعاف الطرفين ، و بلوغ السيل الزبى و المدية المحز . هم يعرفون ان المتحمسين من الطرفين سيتساقطون فيها كما يتساقط الفراش على النار .*
*سبق ان قلت لكم ، و اظنني قد ارسلت لكم تسجيلا للدرويش (المتنبئ) السوداني (العامل فيها) درويش و لكني أظنه احد رجال المخابرات العالمية ذلك الذي وصف مخطط السودان المقبل بدقة وكان ذلك قبل عام ٢٠١٦ ، قال فيه سياتيكم وزير مالية يفاجئكم بارتفاع في الاسعار صادم (اقتصاد الصدمة) ، ثم يليه عام من يملكون اموالا في البنوك لا يستطيعون الاستفادة منها (انعدام السيولة)، ثم يأتي عام في اخره و أول الذي يليه هرج ومرج يموت فيه شباب و تقع و في أخر رمضان مقتلة عظيمة [احداث فض الاعتصام] . و يواصل قائلا : بعد اربعة سنوات أخرى و في آخر رمضان ايضا تنشب حرب بين رأسين وقال ان أحدهم سيموت في اولها ثم تقف في الحرب آخر عام ٢٠٢٤ او اول ٢٠٢٥ باوامر خارجية. فمن كان جزءا من الازمة لن يكون جزءا من الحل .*
*اضاف ذلك المتنبئ الخفي حينها سوف تتأكد جماعة المصلحة أن السودانيين سيفرحون باي نظام يأتي مهما كان ، و أكد من انه سيكون نظاما مرعيا من جماعة المصلحة و سيقفز دخل من يعمل بالسودان في اي عمل جاد يقوم به لمدة ١٢ ساعة في اليوم ، عشرين ضعفا .لاحظ إنه لم يقل سودانيا وليس ذلك بعزيز و أشير الى ان دخل الفرد في تشاد كان قبل الحرب عشرة اضعاف دخل في السودانيين بفضل النظام القابض و الرقابة الادارية الصارمة*
*و الآن و نحن نقترب من نهاية الحرب خرج علينا اصحاب المصلحة بأن لا مستقبل للدعم السريع و لا للايدلوجيين و العنصريين و أحسب ان العالم الخارجي اذكى من يأمر تقدم على السودانيين فقد اصبحوا كرت محروق*

مقالات ذات صلة