أربعة من رسل الإنسانية بمصر يحاربون جشع وغلاء المدارس السودانية .. مركز العالمية نموذجا
*كتب: محجوب ابوالقاسم*
في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الكثير من الأسر في القاهرة وبالاخص التلاميذ في المراحل التعليمية المختلفة، قررت مجموعة من المعلمات العصاميات تجاوز الصعوبات وإحداث فرق حقيقي في المجتمع. برؤية ملهمة وإصرار لا يلين، افتتحت هذه المعلمات مؤسسة تعليميةجديدة( مركز العالمية )يهدف المركز إلى تقديم تعليم نوعي للطلاب من أسر تعاني من ظروف معيشية صعبة. رغم الضغوطات والتحديات التي تواجههن، يجسدن بأعمالهن قصة نجاح وإرادة قوية لتحسين حياة الأطفال وتوفير مستقبل أفضل لهم.واختاروا للمركز مدينة بدر لكي يكون الانطلاق.
*خدمة للجميع*
قالت الأستاذة صفاء بابكر عبيد مدير مركز العالمية بأن الفكرة الأساسية هي خدمة للجميع من ناحية المعلم الذي لجأ من ويلات الحرب ويعيش ظروف استثنائية صعبة في وقت فقد فيه وظيفته ومصدر رزقه ومن ناحية أخرى مساعدة للطلاب وأولياء امورهم وأضافت صفاء بأن المركز يتعامل بمهنية وبه العديد من المعلمين الاكفاء في جميع المراحل الدراسية ومن حيث الرسوم المفروضة على ألطلاب تختلف من مرحلة لأخرى ومتناولة في يد الجميع وقالت بأن هناك فئات ستعفى من جميع المصاريف الدراسية كالايتام وأكدت صفاء بأن المركز لن يحرم اي طالب من الامتحانات بسبب الرسوم كما جرت العادة في المؤسسات التعليمية الأخرى.
*موقف مستفز*
قالت الأستاذة رشا بابكر انها كانت تعمل في مدرسة وإحدى الفصول مكتظة بالتلاميذ وبه أكثر من اربعين طالب ولاتوجد أدنى مقومات التعليم لذلك أثرت عن نفسها أن تستقيل وتترك العمل بالمدرسة واتجهت مع زميلاتها لتكوين مركز تعليمي قائم بذاته، وأضافت رشا بأن التعامل في المدرسة لابد أن يكون بأخلاق واتخاذ التدابير اللازمة لتسهيل العملية التعليمية.
وقالت في مركزهم اثروا على أنفسهم بعدم الضغط على أولياء الأمور حتى يستطيع الطلاب من تكملة دراستهم لان سبب لجؤ الأسر إلى مصر الشقيقة الأمن والسلامة والتعليم.
*محاربة الغلاء والجشع*
اكدت الاستاذة عبير طه محمد ماهر بأن الرسوم المفروضة على الطلاب في عدد كبير من المدارس باهظة جدا مقارنة مع مايتقاضاه المعلم من المدرسة ، واضافت باننا مجبرين على فرض رسوم المركز باعتبارها تغطي تكاليف التسيير والمرتبات فقط وقالت بأننا نريد محاربة طمع وغلاء الرسوم المفروضة على الأسرة المنكوبة بسبب الحرب ولا نريد أن نكون عائقا في إكمال الطلاب لتعليمهم.
*ممارسات سئية*
ابانت الأستاذة شذى حسن عن ممارسات سئية تمارسها بعض المدارس والمراكز التعليمية من حيث البنية التعليمية وعدم وجود متخصصين لمراعاة الحالات الخاصة وأضافت بأنها قدمت استقالتها من المدرسة التي كانت تعمل بها بسبب اكتظاظ الفصول الدراسية وذكرت بأنها كانت مسئولة عن فصل ثانية ابتدائي وبه ٤٠ طالبا وكل يوم في زيادة بالرغم من وجود حالات خاصة بالفصل، وأضافت بأن
تغيير المعلمين من الفصول باستمرار يؤثر على فهم وتحصيل الطلاب وكان غياب التوجيه له اثر كبير في مسيرة الطلاب بالمدارس السودانية بمصر
*بارقة امل*
أردنا هولاء المعلمات أن يكون لهن شان في مسيرتهن في مجال تعليم النشء واثرن على أنفسهن بأن يعملن من أجل مستقبل أفضل للطلاب مستصحبين معهم المعاناة التي حدثت لأولياء الأمور الذين أصبحوا مابين نازحين ولاجئين، فسيكون لمركز العالمية شان كبير في القاهرة مابين المراكز والمدارس الموجودة وذلك بسبب اصرارهن على الجودة والتميز.