مريم الهندي تكتب عن … [جدلية الحرب والسلام في السودان]! على نسق من الحرامي السرق الروب!
في بدايات الحرب قدمت المملكة العربيه السعوديه والولايات المتحده الأمريكية مبادرة لإيقاف الحرب في السودان ودعت الطرفين العسكريين المتحاربين لطاولات المفاوضات الغير مباشرة فحضر الوفد العسكري الممثل للجيش وكذلك حضر الوفد العسكري الممثل للدعم السريع (قبل الحل)،فكانت أنجح المبادرات التي قُدمت وأكثرها تقدما مع ملاحظة انه لم يكن ،هنالك تمثيل لدولة مدنية او غير مدنية فقد كان التمثيل عسكري
صِرف فكان منبر جده منبر للمفاوضات العسكريه والذي تمخض عنه مقررات ذات بنود ممرحلة والتي في محتواها لم يخرج عن المطالب الدولية حيال حقوق المدنيين والدعوات للحفاظ على حقوق الإنسان وعدم انتهاكها
والتي كانت اولى مراحلها ضرورة خروج وانسحاب عساكر الدعم السريع من الاعيان المدنية، فاشترط الدعم السريع ضرورة إرجاع الكيزان للمعتقلات وكان هذا البند يلي البند الاول بالاضافه لإدخال المساعدات الانسانية، للمدنيين وفي هذا الصدد يوسفني ان اقول للدعم السريع بانه قد سبقكم بها قيادات الكيزان نفسها وذلك بكتابة تعهدات منهم موثقة إعلاميا وضحوا فيها أسباب خروجهم من المعتقلات والتزامهم التام بالرجوع متى ما سمح الامر بذلك ،
مما لايجعل هذه النقطه نقطة لإثارة الجدل او المغالطه.وهذه النقطه تحديدا تضعني أمام سخرية القدر وامام المفاضلة التي فرضها علينا الدعم السريع وشقهم السياسي قحط (وكلمة الحق التي ارادو بها باطل) من هذه المساومه المشؤومه بين خروجهم من بيوت ال ٤٩ مليون نسمه الذين تم القائهم على قارعة الطريق واحتلوا منازلهم، و تحججهم بال٩الى١٠ الى٢٠ فردا من قيادات الكيزان الذين ايضا تم اخراجهم في ذات التوقيت من سكناتهم (المعتقلات) لذات السبب (الحرب). أيهما اولى بالرجوع لسكناته هل الشعب الذي طرد واخرج من دياره ام قيادات الكيزان الذين ايضا خرجو سواء بسواء مع الشعب السوداني من معتقلاتهم!!.
العجيب الان قيادات الكيزان وضعهم آمن مطمئن في مساكنهم والشعب ملقا على قارعة الطريق بالداخل والخارج..!!فمن هو المسؤل عن هذه الصورة المقلوبه وأيهما اولى بالرجوع لسكناته!!هل من الحكمه ان ترهنو مصير الكل من اجل الجزء وايهما اولى واحوج ايها العقلاء!؟يا الاهي ماهذا الاستهبال!
وبالعوده لمنبر جده نجد انه في هذا المنبر ياكرام لم تكن هنالك دولة حاضرة لا سودانية ولا اجنبية فقط الوسطاء ووديا (السعودية وامريكا) والطرفين العسكريين، و ما اذكره جيدا أن قحت بذلت محاولات حثيثة ومستميته لاقحام نفسها كطرف مدني (حكومه يعني) معلقه ذلك بأنها الممثل المدني في هذا المنبر.يعني فكرة اقحام الحكومة بدات من قحط! ولتصل لهذا الدف لم تترك لا اتحاد افريقي ولا ايقاد ولا اوروبي ولاسفارة ولا إمارة الاوطرقتها ولكن السؤال لماذا ياترى وبأي حق أو أي منطق! اعلم، ولكني ساترك لحضراتكم مساحةللتفكير واستنتاج الجواب. يبدوا انهم يعتبرون انفسهم هم الحكومه المدنية المنتخبه التي تم الانقلاب عليها من قِبل شركائهم العساكر في سلطه المسخ الهجين (لامدنيه والعسكريه).التي انتجت لنا هذا المخلوق الممسوخ المشوه الذي فرخ لنا الحرب والدمار الشامل فالحكم المدني الديمقراطي له اوعيته المعروفه عالميا وتاريخيا [ احزاب+انتخابات= حكم مدني ديمقراطي]
فحقيقة الامر لهذا المسخ هو نتاج لصك شراكه بين طرفين وتم فسخه بانقلاب وما استقالة رئيس وزرائهم السيد حمدوك إلا تعزيزا لفض تلك الشراكة واجهاضا لهذا الممسوخ وانتهاء لفترة حضانة هذا الجنين المشوه الذي انجبته الممسوخة قحط ففرخ فيمابعد (تقزما) فقد تم إعلان انتها صلاحيته.
لهذا السبب يرفض المماسيخ الاعتراف بحكومة في السودان هم ليسوا طرفا فيها! بالضبط كما فعلوا مع حمدوك حينما تحالف مع العسكر بعد شهر من إجهاض العسكر لجنينهم، فطردوا حمدوك مما اُجبر على الاستقالة عملا بالمثل (يافيها يااخفيها)!اخفيها طوالي.
اليوم عادة امريكا وخاطبت السودان معترفه بحكومة السودان بدون هجين اوتهجين برئاسة مجلس سياده كامل الدسم يرئسه البرهان وعلى ذا الاساس دعته للجلوس بجده للنظر في سبل إيقاف الحرب وهذا الاعتراف يجهض ايضا ادعاء المماسيخ (الانقلاب على سلطه الهجين اوالعجين) ،
على اي حال اوفد (البرهان هذا الكاهن) الحكومة التي اعترف بها السيد بيريليو ولم يذهب هو! للنظر في الامر فما كان من امريكا الا ونقضت غزلها بعدولها عن فكرة الاعتراف بالحكومة وصرحة بأن المطلوب هو العسكر ( البرهاااان /حميتي )! مما اوقعها في خطئين كبار هما بعدولها المغتاظ عن الإعتراف بالدولة، ستعوق أهم بنودها التي وضعتها في منبر جده وهو [الية وصول المساعدات الانسانية للمدنيين وهذا دور الحكومه..
فعلى عاتق الحكومه سيقع أعباء مابعد إيقاف الحرب فمفوضية العون الانساني هي المؤسسه الحكومية الوحيدة التي ستضمن وصول المساعدات الانسانية للمتضررين وستضمن التنسيق العالي بين المنظمات الوطنية والدوليه . وعبر وزارة الصحة سيتم وصول الاسعافات الطبيه الاولية للنازحين واللاجئين وعبر وزارة الداخلية واللجنة الامنية بالولاية المعنية ستضمن الترتيب الأمني للمسؤولين الاممين من طرق آمنة والتجهيز للمتطوعين العون الانساني وعبر وزارة المالية سيتم تأمين الوسائل الاقتصادية ..الخ ورفع إحصائيات قيمة الضرر والنظر في كيفية سد الفجوة الغذائية التي أحدثها الحرب وعبر وزارة الشؤون الاجتماعية سيكون الملف الانساني والاجتماعي حاضرا بقوة فهو أضخم الملفات تقاريرا]. فالعدول عن الاعتراف بالحكومة تكونوا قد وقعتم في هذا الخطأ الجسيم،
الخطأ الثاني ان امريكا لن تستطع الدخول للسودان تحت أي ظرف مالم تعترف بسيادة الدولة
اما اذا كانت امريكا تطلب فقط الجلوس مع العسكر من الطرفين فاذكرها بانها بالفعل قد جلست معهمااااء من قبل في منبر جده وتم الإتفاق العسكري الغير مباشر بين الطرفين بل وتم التوقيع على مقررات إنهاء الحرب.في ١١/مايو/٢٠٢٣!!!
ولكن يبدوا ان المؤلم لامريكا هو ليس حضور او غياب الحكومه او حضور اوغياب العسكر انما هو (انه لم يلتزم عسكر الملايش بالبنود مما اخرج العسكر الجيش من اللوم ووضع طوق المضاغطه على عنق أصحاب المبادرة وعلى عسكر الدعم السريع وحدهم)!.
فان كانت امريكا معترفه بحق بحكمومة وسيادة السودان كما صرح بذلك السيد توم بيرايو فاهو قد حضر من يمثلون حكومة السودان وهنا ليس من الحصافة التدخل في الشؤون الداخليه وإبداء الرأي حول الوفد الممثل للحكومة!فهؤلاء هم شركاء السلام. هذا من جهة ومن جهة أخرى اذكر امريكا بأنها يجب ان لاتنسا بانها مجرد وسيط (حلال مشاكل يعني) كما أنه ليس من اللياقه فرض اي شروط على حكومه تود ان تتعاون معها لحل مشكله مما سيفرض علينا بالمقابل كشعب تم تشريده الركون لفرضية ان امريكا ظلت تقف في الظل كطرف أصيل في اشعال الحرب في السودان وليست حجازا كما تود ان تصور لنا! ولايليق بالوسيط تحديد الاطراف والمراقبين والمكان والزمان والاجنده والتلويح بالعصا في حال أبدى أحد الطرفين أي تحفظ هذا سيجهض حقه برفع كروت الضغط وإعلان المواقف الوخيمه وذلك على نسق (الإيطاري او الحرب!) هذه اللغه بغيضه لن تفضي إلا لمزيد من التعقيد الغير مركز وهنا اقول بأن السودان لم يعد لديه شي يخشى أن يفقده ولم تعد لغة الوعيد والتهديد تنجز معه.فهنالك حكمه تقول (لاتقف أمام من ليس لديه شي يخسره)
عليه ان كانت امريكا تطلب الطرفين العسكريين فقط للجلوس لإيجاد حل عليها،
اولا،، أن تستشعر أنها مجرد وسيط وان تقف على مسافة واحده وان تبعد عن لغة التعالي وان تحترم سيادة الدوله ثانيا،، اذكر امريكا بأن العسكريين بالامس وتحديدا ف ١١/ مايو/٢٠٢٣ المنصرم كانوا قد جلسوا مع امريكا والمملكة العربية في مبادرتهما الأولى لإنهاء الحرب في جده ودون تحفظ او تدقيق وتم التوقيع بين الطرفين العسكريين وتبقى فقط التنفيذ.!
نحن من نسال ماذا حدث حيال التنفيذ ياوسيط! لما لم نسمع لأمريكا صوت مضاغطه حيال الملايش ليجبروها على الانسحاب من بيوت المدنيين العزل!
اما اذا كانت امريكا تطلب جلوس الحكومه في شخصها دون تحديد فهاهي الحكومه قد بعثت بممثليها الذين تثق بهم ليدلوا بدلوهم في كيفية إيقاف الحرب فهم بارعون و قادرون على استكمال ملف إدارة السودان مابعدالحرب كلا بحسب وصفه الوظيفي وبامتياز
اذا ليس من الحكمه عدم الاعتراف بالحكومة او الدولة فاذا كانت امريكا لديها مفهوم لتغيير هذه الحكومه بحكومه قحطية فأقول لك ياامريكا (المجرب لايجرب) فحكومة قحط هي التي اوصلتنا لهذا القحط الذي نحن فيه الان واقولها لكم بالصوت العالي حكومة قحط حكومه فاقده للرؤيه وفاقدة للأهليه وفاقده للشرعيه وفاقده للسند السوداني الشعبي الشامل قبل ان تقوم الحرب،وفاقده للرشد وهي سبب اشعال الحرب وهي حكومه ساقطه شكلا ومضمونا،وذلك السقوط ليس بجديد بل هو سقوط حر منذ المليونيات التي كان آخرها مليونية ٣٠/يوليو الشهيره حيث تم طردهم جميعا امام عيني دون فرز من الشوارع وعبر الاطفال والسفهاء لم يكلف الثوار أنفسهم عناء الطرد من شدة احتقارهم لهم. اما ان كانت امريكا ترغب في المساهمه في تأسيس دوله مدنية حقيقية فأقول لك أنتي مضطره على الاعتراف والتعامل مع الدولة المدنية الحاليه بحكم الامر الواقع فهي التي ستحدث النقله السلسه للبلاد من مربع الحرب إلى مربع ارساء السلام وتمتينه والإشراف على إصلاح ماافسده القحاطه والملايش وتجهيز البلاد ومن تبقى من العباد والاستعداد لخوض دورة انتخابات ديمقراطية رابعه فيها خيار شعبي شامل حقيقي لا لبس ولا التفاف ولاتدخل دولي وانما إرادة وطنية صرفه.
عليه، لا أجد مبرر مقنع او جديد مبدع يسوقنا لجنيف قبل مضاغطت الملايش لإنقاذ مقررات جده لإيقاف الحرب، بعدها يمكننا أن ننتقل لجنيف كمنبر محترم لنرسم عبره معا خطه انسانية لدعم الانسان السوداني الجريح ، بهذه الالية يمكننا جعل كلا من منبر جده منبر حقيقي لوقف الحرب ومنير جنيف منبر للسلام في السودان.
خلاف ذلك لا اعتقد ان امريكا ستنجح لها اي محاولة الا اللهم إن كانت ترغب في المغامره بالضبط الحر واعادة تجربتها في العراق في السودان. وهنا لا انصحها فهي أمام انتخابات تحدد مصيرها فهذه تعد قفذه في الظلام لا اتوقعهم سيعيدونها في السودان ولن تفضي الا لتوسيع دائرة الحرب وانتشار الملايش وتهديد الامن الإقليمي والعربي والهجرة الغير شرعية وانتشار الجريمه والمخدرات و
بالتاكيد السودان لن يقف مكتوف الايدي مما سيدفعه لإيجاد تحالفات دوليه من الوزن الثقيل لتكون المعادلة حديد لاقى حديد.ولا اعتقد ظروف امريكا الانتخابية تسمح لها بفتح بؤر مشاكل إضافية على التي هي في فلسطين وغزة نهايك عن إيران واليمن مازالت النيران تستعر تحت رمادها
فالحزب الديمقراطي الامريكي يخوض حربه الضروس أمام الجمهوري ويجب أن لاننسى أن ترامب خصم قوي سيلعب بكل الاوراق ليكسب الانتخابات
فلما لانلعب لعبة win and win بدل هذا التحدي الذي فشل؟
مودتي، مريم الهندي رئيس تجمع المهنيين الوطنيين