فرانثيسكو برينيس – وريث جارسيا لوركا .. بقلم : سيف الدين حسن بابكر
___________________________
فرانثيسكو برينيس يعتبر احد اعظم شعراء الاسبانية فى النصف الثاني من القرن العشرين، وهو شاعر ينتمي لجيل الفرنسى جاك بريفير والشيلي بابلونيروا. أبعدته عن الأول جبال البريني وباعد الاطلنطى بينه وبين الثاني، ولكن ظل لكل منهما مدرسته الشعرية المتميزة وجرسه الشعرى.
تميزت أشعار فرانثيسكو بالتفاصيل الصغيرة الغارقة فى الحميمية التى إستمداها من مفردات جارسيا ماركيز لوركا وايقاعات الفلمنجو.
تعتبر قصيدته المسماة ‘ علة الحب’ أنموذجا لطابعه الشعري والتى نقدم ترجمة لها علها تبوح بالقليل من مدرسته الشعرية :
علة الحب
عندما سألوني عن علة الحب
لم أقل أبدا: أنتم بالفعل تعلمون كم هو جميل!
( ربما هناك وجوه أجمل)
ولم اصف بعضا من خصال روحها
التي كانت تظهر في عاداتها،
أو إستعدادتها للصَمت أو الابتسام
مثلما كنت أرغب فى داخلي.
كانت أمورا تتعلق بالروح،
عنها لم اقل شيئا.
(ويجب أن أضيف أنني التقيت بارواح أسمى)
إنني أعرف ألآن حقيقة حبي:
كان وجوده يطغى على النقص الانسانى،
وَمجردالتفكير في أن الروح والجسد لا ينسجمان فينا
يبدو فظيعا،
فالجسد يحجب
ملاحة الروح،
وضوحها،
خلاصة التجربة الحزينة،
والطيبة نفسها.
ثمة أحداث هامة لانكتشفها أبدا،
أو نكتشفها متأخرا.
يكذب الجسد، وفى أحيان أخري
الدفء العاصف،
الضوء الَمهزوز ،
البرودة الشديدة؛
ويكشف الألم لنا
عن زيفه الجاف.
فلتعرفوا الآن حقيقة حبي:
فيه إئتلفت الروح والجسد
كالضوء حين يسقط على المرآة
(كان ضوءا شحيحا وكانت مرآة صغيرة جدا)؛
كان عالما مثاليا محفوفا بالمخاطر.
كائنا يكبر بجانبي ويرتب فوضاي؛
فأحببت كماله المحدود.