عيد القوات المسلحة “١٤- أغسطس- ٢٠٢٤ مـ” .. أ.د/ صلاح الدين خليل عثمان

السودانيون يحتفلون اليوم مع قواتهم المسلحة ويثنون على تضحياتها، فهى عندهم درع السودان الواقى وعنوانا لوحدته الوطنية. لسان حالهم يقول كل عام وانتم بألف ألف خير ، عساكم من عواده ، سلمتم للوطن وسلمكم الله من كل عدو أجير معتد أثيم . يا من تخلدتم فى القلوب وكتبتم إسمكم بماء الذهب على سماء الوطن لتعانقه أشعة الشمس وتقتبس من نوره وهجا تضئ به أرضنا الطيبة .
سلاما لكم يا حماة الوطن من قلوب نبضها يدعو لكم بالنصر أينما كنتم ،حين يتكلم البعض عن الرجولة والجيش السودانى، تخرس الحروف، تتراكع إجلالا وهيبة، تتوارى خجلا. لأنهم يحملون هذه المعاني السامية و يتحملون المهام الوطنية القاسية الصعبة . إنتصارات الجيش فى معركة الكرامة جعلتنا نعيش العيد قبل حلوله . قف تأمل الجندى منا ! رضع العزة والإباء ، تلقى دروس التضحية والفداء ، والاخلاص والوفاء من عمق تاريخ جيشه الباسل . وقف شامخا فى وجه المليشيات المدحورة قائلا : قتلنا قادتكم عنوة …. ضباع ترعرعت فى رسوم المنازل. الجندى السودانى بطبيعته سيد المعارك . وفى تراثنا السودانى الموت عنده عيد . جنودنا …اذا شهدوا الوغى كانوا كماة… يدكون المعاقل والحصونا. قواتنا – كما بينا- عرفها التاريخ ، نحتت بطولاتها بأحرف من نور . تقاتل الأن داخليا فى معركة الوجود والكرامة وخارجيا حماية لبعض الدول العربية . عرفت دوليا أنها رمزا للقوة، وألو بأس شديد . من حق الشعب ان يحتفل مع قواته المسلحة طالما أهدته هزيمة الدعم الصريع واستسلام معظم قادته والبقية مطاردين كلصوص هاربة، هم الجبناء حقا. صدق المناضل مانديلا عندما قال : الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم والشجاع لا يذوق الموت الا مرة واحدة. وبمناسبة هذا العام يلاحظ ان القوات المسلحة حققت طفرة مشهودة فى تحديث قدراتها الاحترافية وتنمية وتأهيل العنصر البشرى ، وتطور لافت لمنظومة الدفاع الوطنى . وتعمل حاليا على صون سيادة الوطن وأمنه وحماية الحدود وحرمة الأراضي ووحدة الشعب وفاء لرسالة الشهداء. ان قوة جيشنا الآن تكمن فى تأسيس رابطة قوية صلبة مع الشعب ( جيش واحد شعب واحد ) الفخور بمؤسسته العسكرية، ومما يزيدها حظوة وتقديرا أنها فى ضمير الأمة السودانية. عشت ياجيشنا ياعزنا يا حامى الوطن ، ياحصننا المشيد الحصين .جندينا اذا سمع المنادى يقول من للمعضلات والقتال والفداء؟ هب مجيبا أنا انا أنا. خلقت من الحديد أشد قلبا…وقد بلى الحديد وما بليت. وفى الحرب العوان ولدت طفلا … ومن لبن المعامع قد سقيت . عاش السودان وعاشت قواته المسلحة ، المجد والخلود للشهداء الابرار، الشفاء العاجل بإذن الله للجرحى والمصابين .اللهم أحفظ سوداننا وجيشنا العظيم ،هم الأبطال المحاربين واجعلهم دائما قاصدين لكل عدو معتد أو أجير .الشعب السودانى الأن فخورا بجيشه يردد فى معركة الكرامة… لقد شفى أنفسنا وأبرأ سقمها … قيل البواسل ويك جيشنا أقدم . أقول لجيشنا المنتصر بإذن الله.
والله ما جلست لقوم احدثهم الا وكنتم حديثى بين جلاسى ..

أ.د/ صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان
الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والامنية .

مقالات ذات صلة