الخبير والإستشاري في الشأن السياسي والمدني محمد أحمد الشايب ..يكتب ..في الرد على مبارك الفاضل
ان الهدف والغاية من هذه الحرب الكارثية المدمرة للسودان هو التنافس والصراع الدولي والاقليمي حول موارد وجغرافيا موقع السودأن وتوجهه السياسي ، وهو هدف منذ الاستقلال وحتي اندلاع الحرب وهو السبب المباشر في عدم استقرار الوطن ، والسبب الثاني يتعلق بالارض حيث الجوار شرقا وجنوبا وغربا بصورة خاصة بنية الاستيطان والتغيير الديمغرافي في دار فور ، وتحديدا في ثلاث ولايات غرب دارفور ووسط وشمال دار فور ، وهو هدف يشكل عقيدة ومبدا لعرب الشتات بغرب افريقيا والتي يراد تفريغها لمصلحة ثلاث دول كبري للاستحواذ علي مواردها ، وهذا المخطط لدارفور تحديدا بدا في الظهور منذ 1972 حيث استدركت حكومة نميري ذلك بانشاء حرس الحدود ، وتوالت رغم ذلك الهجرات حتي بلغت ذروتها في منتصف التسعينات واوئل سنة 2000 ، فالحرب لا يمكن ان تنتهي ما لم تتم تسوية هذه المسالة جذريا ، والحقيقة وان توقفت الحرب فالفرضية الحتمية تحول غالب قوات الدعم السريع المتمرده الي حركات مسلحة لبلوغ هدفها ولو بعد عقود ، وبذات القدر هنالك مطامع في الجنوب حيث لم تتم تسوية الحدود ل 20 عاما وفقا لاتفاق نيفاشا ، ليس ذلك فحسب فقضية جنوب كردفان رهينة بذلك ولا زالت فرقتان من الحركة الشعبية لجنوب السودان متواجدة هناك ، ثم الشرق ما لم تتم تسوية مسألة القبائل المشتركة مع ارتيريا ستظل نيران الحرب يمكن أن تشتعل ، ثم اثيوبيا سواء باستيطان ما يقارب ال ثلاث ملايين لاجئي وفقا لجهود الامم المتحدة ورفض السودان علاوة علي مشكلة الحدود في الفشقة ومطامع دولة الامارات واسرائيل فيها ، وهو ما يعرف بالصراع حول سلاسل المياه والغذاء ثم بقدر اننا تحملنا مآسي هذه الحرب المدمرة وندفع ثمنها فانها في الأساس موجهة لمصر بالدرجة الاولي اقتصاديا وحياتيا حيث لا ملاذ لمصر مستقبلا لتامين الغذاء والمياه الا جنوبا ، والسودان تحديدا وعطفا علي اتفاق كامب ديفيد فمياه النيل افتراضا تصل اسرائيل فهي مسالة بقاء لها (المياه) ، ان دعوة أمريكا ذات اهداف وغايات مخطط لها منذ مغادرتها منبر جدة علاوة علي القضايا العالقة بينها والسعودية ثم امن البحر الاحمر وتحفظات الدول المتشاطئة السودان ومصر والسعودية علي قوات تحالف الازدهار وكلها يمكن أن تكون قضايا مؤجلة ، فقط الان فرض مبادرتها لنجاح الحزب الديمقراطي في البقاء بالبيت الابيض لدورة ثانية ، لذلك ينبغي ان يكون موقف الحكومة قويا وثابتا ويستند وينطلق من مصالح السودان العليا ويدعمها الشعب وكافة قواه السياسية والمدنية ، بان يتم الوفاء بالمواثيق والاتفاقات الموقعة بجدة اولا دون اي مساومات واي تنازلات ، سينسف عملية وقف وانهاء الحرب وبما تاسس عليها كليا برمتها ، والسؤال لماذا جنحت امريكا استباق لقاء جيبوتي الهادف لتوحيد وتنسيق الجهود ؟ بل كيف يمكن أن نتصور ابعاد الجامعة العربية واعطاء دور هامشي للاتحاد الأفريقي المنعقدة له بموجب ميثاقه وتفويض مجلس الامن الدولي مسؤولية حفظ الامن والسلم الاقليمي ؟ وان رفض حكومة السودان كطرف الانجرار نحو مساعي هذه المفاوضات ليس بالجديد في كل الازمات والنزاعات التي شهدها الاقليم والمنطقة ، فرفض او التحفظ علي اي مبادرة امر سيادي يتعلق بالمصالح الوطنية العليا .