خبر و تحليل عمار العركي .. اثيوبيا : تعويم اقتصاد ، وغرق سياسة ابي احمد

▪️فور إعلان البنك المركزي الإثيوبي عن تعويم العملة المحلية هبطت قيمة “البر” بنسبة 30% إلى 74.74 مقابل الدولار، وفقاً لبيان البنك التجاري الإثيوبي – بلغ حجم الديون الخارجية لإثيوبيا اكثر من 28 مليار دولار، في ظل ارتفاع كبير في معدل التضخم وشح في احتياطات النقد الأجنبي-.
▪️ادى التخلف الجزئي عن سداد الديون و الصراع الذي استمر عامين في منطقة تيقراي الشمالية إلى تعليق العديد من برامج المساعدات التنموية ومساعدات الميزانية.
كما أن سياسة ابي احمد ضد “جبهة تحرير تقراي”، سببت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية في الإقليم من قطع للاتصالات والكهرباء بكامل الإقليم فضلاً عن الأضرار التي طالت المرافق الخدمية والمؤسسات العامة وعلى رأسها الخراب الذي حل بمطار مدينة أكسوم التاريخية، مما أوقف خدمة المطار بالكامل وأضر بقطاع السياحة .
▪️تعتبر منطقة تيقراي مركزاً مهماً لنشاط التصنيع والتعدين في اثيوبيا ، وبالتالي كان للصراع فيه تأثيراً مضاعفاً على بقية إثيوبيا إذ تستضيف المنطقة 5120 مؤسسة تصنيع صغيرة ومتوسطة وكبيرة.
▪️كما اصيبت قطاعات كثيرة بأضرار وخسائر وصلت إلى حوالي 100 مليار دولار، منها شركات الكهرباء والإتصالات والبترول والطيران والبورصة والبنوك، وعلى سبيل المثال تكبدت شركة إثيوتليكوم للاتصالات وحدها خسائر بأكثر من 32.5 مليون دولار، رغم انها كانت قد اعلنت عن أحباط هجوماً إلكترونياً كان يمكن أن يكلفها نحو 995 مليون دولار، كما أن شركة الكهرباء الإثيوبية أيضاً تعرضت لخسارة بنحو 8 مليون و225 ألف دولار.
تعتمد إثيوبيا في الحصول على العملات الصعبة على المنتجات الزراعية، والتي توفر أكثر من 50% من هذه العملات.
▪️كان الإقتصاد الإثيوبي يستفيد من التمدد في اراضي السودان الزراعية بنحو ثلاثة مليون فدان داخل العمق السوداني، وفضلت كثير من الشركات السودانية المستثمرة في الزراعة في شرق السودان أن تختار إثيوبيا مركزاً لتجميع المحاصيل وتصديرها حتى أصبحت إثيوبيا تحتل مركزاً متقدماً على السودان في صادرات السمسم و القطن.
▪️هذا المناخ شجع إثيوبيا على أن تقيم صناعات تحويلية متكاملة طفرت بمعدل النمو الإقتصادي الإثيوبي، وإزدهرت صناعات النسيج المتكاملة و الصناعات التحويلية. وفي الفشقة بالإضافة للسمسم والذرة تزرع كذلك القطن كمادة خام لمصانع النسيج المتكاملة وبالتالي كانت “الفشقة” ذات صلة وثيقة بهيكل الإقتصاد الإثيوبي.
▪️ولكن سياسة وأطماع وعداء “ابي احمد” القائمة على “خدمة أجندة خارجية” أعماه عن رؤية كل هذا ، وطمع في الفشقة بأكثر من ذلك بان يقتطعها من السودان بعمق 50 كيلو متر ويحولها لملكية خاصة وخالصة لإثيوبيا.
▪️ سياسة رئيس الوزراء ابي احمد المعادية للسودان قبل وبعد الحرب في السودان جعلت إثيوبيا على شفا انزلاق سياسي واقتصادي ومهددة بشبح حرب أهلية داخلية بعد أن زادت الكراهية العرقية التاريخية بين عرقيتي الأمهرة والأورومو من جهة وبين الامهرة والأرومو ضد التقراي من جهة أخرى ، و بين التقراي والتقرنجا في اريتريا المجاورة ، وأصبح آبي أحمد في نهاية المطاف ديكتاتوراً يستغل السلطة السياسية لصالح أجندة خارجية ومن اجل بقائه في السلطة ولا يكترث إلى شبح الحرب الاهلية.او تفاقم الجوع وتدهور الأحوال المعيشية او إلى ( تعويم البر الأثيوبي وبرنامج الاصلاح الاقتصادي ) وفق روشتة او “مصيدة” صندوق النقد الدولي التي دخلها ابي احمد ولن يخرج منها سليماً .

▪️*خلاصة القول ومنتهاه:-*
▪️ إن إثيوبيا وبعد أن كانت تقود معدلات النمو “الاقتصادي والسياسي” في افريقيا أصبحت بسياسيات ابي احمد الخرقاء في مفترق طرق بسبب حروب اهلية اشعلها واخرى جوارية يسعى لاشعالها مع السودان والصومال واريتريا وفق الأجندة الخارجية المعادية لكل دول المنطقة .

مقالات ذات صلة