مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني : لنذهب الي جنيفا للهجوم فقط !
ليس لدي كثير اختلاف حول اراء الخبراء والمحللين السياسيين واعني من تحفظوا على الذهاب لمفاوضات جنيف بسويسرا ، وكذلك الذين على اراء من رفضوا بشدة مبدأ الموافقة على التفاوض عبر منبر جديد خلاف جدة ورفض فكرة الذهاب إلى سويسرا ، وهم من ناشدوا الحكومة السودانية بإعلان المقاطعة لمنبر جنيف ، فكل له مبرراته وحيثياته ونقاطه الجوهرية ، بيد ان مالفت نظري من بين تلك الاراء هو تسجيل صوتي لخبير القضايا الأمنية والسياسية اللواء عبدالهادي عبدالباسط ، والذي أشار خلال حديثه الي ان منبر جنيف بما له وعليه من تحفظات بكونه محاولة مكشوفة ومفضوحة لإلغاء منبر جدة والغاء مجهودات المملكة العربية السعودية السابقة ، وكونه تصفيرا لعداد المفاوضات السابقة بين الحكومة السودانية والتمرد ، وسعي من الولايات المتحدة الأمريكية لفرض الدعم السريع ليكون ندا ونديدا للحكومة السودانية بحسب ما أشارت الدعوة التي كتبت بعناية وتضمنت إشارات أولية لشكل ومألات التفاوض ، مضيفا بالقول ان الإدارة الأمريكية وكأنها لاتعترف بقرار المجلس السيادي الذي قضى بحل الدعم السريع بكونه الان في خانة المليشيا المتمردة على الدولة ، وهو مايعد مواصلة للصلف الأمريكي الذي ترفضه العقلية السودانية ، فالدعوة لاستئناف التفاوض من خلال منبر جديد بسويسرا تحمل الكثير من الاستفزاز والغطرسة والتعامل بالدونية مع السودان ، وهذا ما يعتبر سذاجة من الإدارة الأمريكية بظن واوهام ان كل ماستقوله وتفرضه علينا سيبقى هو الأمر الواقع والذي ستقبل به الحكومةَ السودانية، والتي لاتسميها أمريكا بحسب الأعراف الدبلوماسية واتفاقيات و بروتوكولات الأمم المتحدة ، بل تتعمد ان تنعتها بالطرف الأول أو طرف النزاع او الجيش السوداني وهي إذ تتجنب ذكر اي اشارة للحكومة السودانية.
ونبقى مع اللواء عبدالهادي عبدالباسط والذي اقترح ان يكون منبر جنيف فرصة مواتية لان نسترد كرامتنا التي حاولت أن تسرقها منا الولايات المتحدة الأمريكية وبعض اتباعها على المستويين الإقليمي والدولي ، ويضيف اللواء عبدالهادي بالقول لنجعلها فرصة سانحة ومواجهة اخيرة في الميدان الدبلوماسي مع الولايات المتحدة الأمريكية واتباعها لنمرمط ونعرك أنوفهم ولنلقنهم دروسا حول ادب الاحترام ومعاني العزة والكرامة والصمود ونعني بوجه خاص اليانكي الأمريكي
وكل من لف لفها ، لنذهب الي جنيف بوفد يحمل عزة وكرامة السودان بقيادة وزير الخارجية وليس ممثلا للجيش السوداني وان رفضوا رفضنا نحن بضراوة وشموخ الأجداد الذين علموا الجبل الثبات .
لنذهب الي جنيف ونحن أكثر جاهزية لمعركة دبلوماسية شرسة لنعرض بضاعتنا ونعكس وَجه السودان الحقيقي الذي نعرف ولنعبر عن
عزتنا وكرامتنا وثقافتنا وتراثنا بكل شي شجاعة وثبات ، لنذهب لكشف الخونة اللئام وكل العملاء ولنكشف اعداد وأنواع المرتزقة الذين جابتهم الإمارات بمساعدة عدد من دول الجوار السوداني ، لنذهب الي جنيف لرفض الاستخفاف و الاستهزاء بالاوطان ولرفض كل تهديد او وعيد او تحذير يمس كرامتنا وسيادتنا .
لنذهب الي جنيفا برأس مرفوعة وقد ذهبنا إليها من قبل في مطلع يوليو فاحرزنا أهدافا في مرمى العمامرة وكسبنا احترام شعبنا واحترام بعض دعاة العدل والإنسانية في العالم ، لنذهب الي جنيفا محملين بكل ملفات ومستندات الادانة وفلاشات الأفلام الوثائقية باللغتين الانجليزية والفرنسية ، لنكشف امام العالم جرائم المليشيا وتدميرها وتخريبها للمنشأت والمستشفيات وكذلك بعض الأفلام المصورة عن الجرائم الفظيعة التي صورتها عناصر المليشيا بنفسها وابرزها تصفية الاسري وتصفية بعض المواطنين العزل ، كما حدث في ودراوة ومنطقة الهلبة و السوكي مؤخرا ، سنذهب لكشف وفضخ دموع التماسيح عن أوضاع النازحين و اللاجئين ولنكشف زيف ادعاءات الولايات المتحدةوالامارات عن القضايا الإنسانية وهي التي اتخذتها الإمارات ذريعة خبيثة لتمرير الأسلحة الأمريكية عبر الحدود السودانية التشادية ، سنذهب الي جنيف لنستغل المنبر بكونه فرصة هجومية لنا للدفاع عن السودان الذي عاني من ظلم ذوي القربي ، سنذهب الي جنيف ونصمم ان لانلتقي ونشاهد الوجوه الكالحة للخونة المرتزقة من يمثلون وفد المليشيا ، سنذهب فقط لاحراز أهداف ولن تتلقى شباكنا بإذن الله تعالى أهدافا كما حدث في منبر جدة في المحادثات الأولى التي تنازلنا فيها عن الكثير الذي ينتقص من كرامتنا وعزتنا ، سنذهب ونحن هامتنا مرفوعة ، وشروطنا لن نحيد او نتنازل عنها مهما كانت الضغوط او المغريات ، وابرزها استسلام كامل لمليشيا الجنجويد وتسليم اسلحتهم للقوات المسلحة السودانية وتسريحهم وتطبيق برنامج ال DDR
على أفراد مليشيا الجنجويد Disarming & Dismoblization and Reintigration
نزع السلاح والتفكيك واعادة الدمج في المجتمع ، ولن نقبل بأقل من ذلك.