لماذا غضب أسياس من الحراك السوداني الإثيوبي .. أنور إبراهيم –كاتب إثيوبي
الراصد الإثيوبي – أديس أبابا
كثيرة هي التقلبات التي تشهدها الساحة السياسية في منطقة القرن الأفريقي ، والأغرب تحركات رئيس دولة أريتريا أسياس أفورقي ،والتي منذ أنفصالها أو أستقلالها عن إثيوبيا كما يحلو للبعض ، لم تقدم لشعوبها أي أبتكارا أو أي جهود استقرار تذكر ، سوي الوضع الحالي المستمر “السجن الكبير “.
دائما يدخل أسياسي في حالة من الغضب والثوران جراء أي علاقة متحسنة بين أيا من دولتي المنطقة ، ويعتبرها حراكا ضد إمبراطوريته المعزولة ، وبعد عملية سلام كان يضع عليها أمالا للقضاء علي حليفه التاريخي وعدوه اللدود مؤخرا الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ،ولم تقدم له شيئا سوي أضاف طابع مجرم حرب معاصر بالإضافة للتهم الكثيرة التي توجه اليه منذ العام 1993 وحتى يومنا هذا .
ومؤخرا بعد أن تغيرت تحركاته شمال -الشمال ، وعبر البحار لخلق حلف أخر من اجل إيجاد مخرج له من الانقسامات التي تحيط بتحركاته من كافة المواقع ، رأي أن هنالك حراك كبيرا بدأ ضده حتي أن لم يكن حقيقا ، فربما يكون مشروع ضد كيانه أو الهدف منه أعاقة جهوده لتدمير ماتبقي من دول المنطقة .
فكانت ثورة تحركات متعددة ، بدأت بتحركات إقليمية ودولية ، ولابد أن تكون في الأول ضد الحليف الأخر ، الذي قدم له فرصة من ذهب للانفتاح الي العالمية بعد أتفاق سلام ، لم يقدم لتلك الشعوب سوي حربا أخري متطورة ، وأزمة أنسانية طاحنة وتحالفات لم تقدم للمنطقة سوى “خراب سوبا “.
التخوفات الإريترية جأت بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الي بورتسودان ولقائه بالبرهان ،تلك الزيارة التي عملت علي خلق تقارب أماراتي سوداني ، بعد جملة من الاتهامات والهجوم المتواصل ،وكذلك ما خفي اعظم فأن الزيارة من المتوقع أن يكون قد ناقش فيها البرهان وأبي أحمد ملفات عديدة إقتصادية وسياسية وأمنية ،والتي جاء بعضها بالعديد من التحركات الإقتصادية التي أثمرتها الجهود والتحركات ،وربما ملف المواني السودانية كحلول لإثيوبيا قد يكون من بين المشاورات “فقط في أنتظار السلام السوداني ، كل شئ متوقع بعد ذلك “.
وبعد إعلان إيقاف رحلات الخطوط الإثيوبية إلى أسمرا اعتبارا من 30 سبتمبر من قبل هيئة الطيران المدني ،والتي ستواكب بداية العام الإثيوبي الجديد 2017 “التقويم الإثيوبي “، ومن المتوقع أن تكون أسمرا قد عملت علي إيجاد خطوط بديلة للإثيوبية حيث يجد الإريتريين المغتربين ناقل أخر “أبحث عن تحركات دول أخرى في المنطقة تسعى لتشكيل ضغط علي إثيوبيا إقتصاديا وسياسيا ” ستجد الحل دائما موجود لديها .
وأسياس لن يتوقف عند ذلك بل سيحاول أن يقدم علي خطوات تجاه دول أخرى منها السودان وقد بدأت تلك الخطوات احترازية منذ فترة “موضوع القنصل العام في السفارة السودانية بأسمرا ..وغيرها من الملفات”، وإيواء مجموعات معارضة ، ودعوة مجموعات سودانية مسلحة ، ودعم حراك مليشيا فانو بإقليم أمهرا الإثيوبي التي تحارب القوات الحكومية منذ أكثر من عام ، ومغازلة التيغراي بعد حرب ضروس معهم كنوع من التقرب ،ومحاولة أستمالة جبهات الأورومو المعارضة التي كانت يوما ما أحدي أذرعه لضرب إثيوبيا .
والدولة الثانية التي قد قد يحاول أسياس معها علي الرغم من بعدها الجغرافي ، قد تكون الأمارات التي تعتبر عودة علاقتها مع بورتسودان يعتبر هاجسا للنظام الأريتري ، الذي فقد البوصلة بالابتعاد عنها ،وهي التي رعت السلام الإثيوبي الأريتري ، ويمكن أن نقول محاولتها في لعب دور في عملية السلام الإثيوبي الإريتري كانت فرصة الأساس للخروج من قبره .
أذا بعد حرب تيغراي والحرب السودانية ، ملفات عديدة أخرى لأ بد لنا من أن نتوقع تحركات جديدة وائتلاف أخر مابين إريتريا ودول تسعى لفك الحلف الإثيوبي السوداني الإماراتي والذي يعتبر في أولي خطواته ، ذلك الحلف الذي قد يكون له دور في وضع حل للحرب السودانية “الله قادر “.