ا.د/ صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان يكتب : يسألونك عن الكرامة ( المعركة الخالدة )..

بسم الله الرحمن الرحيم

*يسألونك عن الكرامة ( المعركة الخالدة )..*
فى صبيحة الخامس عشر من أبريل بدات حرب الكرامة. وتعالت منذ البداية نداءات النصر. الكرامة فوق كل شئ هى الشعور بالعزة والرفعة والابتعاد عن ما يذل النفس .هى الكبرياء ، الأنسان لا يرث الكرامة ولا المهانة بل يصنعها بنفسه . كرامتى وعزتى فوق الجميع . فلا أحد يستحق ان أذل نفسى ولو للحظة من أجله . على سبيل المثال الكرامة لا تجبر نفسك على أحد ولا تجبر أحد عليك . عزة النفس هى أن تتغمص دور المكتفى باى شئ ، وأنت فى أمس الحاجة لكل شئ. والنفس الانسانية تعتبر عزة النفس من المبادئ الجميلة التى تعبر عن عدم الرضا بالتقليل من شأن النفس والكرامة. قال الشاعر اجيحة بن الجلاح :
*كريم نال الكرامة منا*
*ولئيم ذى نخوة قد أهانا*
*ثم لم يرجع الكلام الينا*
*لو ترى فى الكلام أن قد أذنا*.
وقال عنترة:
*لا تسقنى ماء الحياةبذلة بل فاسقنى بالعز كاس الحنظل*.
*ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب مسكن*.
وقال :
*حكم سيوفك فى رقاب الغدل*
*واذا نزلت بدار ذل فأرحل*
*واذا بليت بظالم كن ظالما*
*واذا لقيت ذوى الجهالة فأجهل*.
الكرامة مجد يأتى نتيجة عقل مستقيم وجاد .تجلت فى قول شكسبير على لسان ( ياجو) احد ابطال مسرحيته الاثيرة( عطيل ) انى أحتقر الأنسان المطيع الذليل الذى يحنى ركبته إستجداء ويقضى عمره منكبا على عبوديته معتزا بذله. الكرامة حق الفرد فى ان يكون له قيمة وان يحترم لذاته وان يعامل بطريقة اخلاقية وتقدير . الكرامة هنا كرامتان. كرامة الرجال وكرامة الوطن ،وعن معركة الكرامة الشعب السودانى مقاتل بطبعه. بالدماء الغالية دفع عن الوطن فاتورة العز والكرامة وسطر أروع الأمثلة للبطولة لتحرير الارض من دنس المليشات ، ليحيا الوطن فى أمن وأمان وتظل راية السودان عالية خفاقة فى سماء المجد .لا سعادة بلا كرامة. قف تأمل فى هذه المعركة الخالدة المعطرة بدم الشهداء. سنذكر بطولات جيشنا الذى حقق أعظم الانتصارات وقاتل بشرف وشجاعة ، كانوا ينظرون الى الافق البعيد وهم على ثقة بمستقبل مشرق. يقاتلون لان عليهم ان يقاتلوا حتى نطرد المعتدى الأجير الخائن . سيمضى جنودنا وشبابنا حاملين السلاح وهم شاقين عباب معركة الاضداد ، الجيش يقاتل للحفاظ على وجود السودان والأخر لإزالته من الوجود، ايعقل يلتقيان فى تفاوض؟.. لا لا لا… المعركة ترسخت فى وجدان الشعب السودانى بخلفيه قتالية من جانب وإنتمائهم الشديد للدفاع عن الوطن وترابه الغالى هى وصيةجدودنا زمان هى عزنا الأبدى .الشعب السودانى صانع للتاريخ ، مرفوع الراس شامخ العينين متحررا من كل ذل.
هذا ما يميزنا عن غيرنا . المعركة الآن تقتحم العام الثانى الجديد .هى معركة ضد العيارين واللصوص ارباب الخيانة والغدر هم الوباء يجب إستئصالهم ليعم الأمن والأمان. التحية للقوات المسلحة فى جميع ساحات العطاء على أرض الوطن فوق سهوله وجباله ، هم أبناء مملكة كوش العظيمة التاريخية، رووا بنجيع دمهم ثرى الوطن. ستظل معركة الكرامة باقية فى القلوب من جيل الى جيل . لا مجال لمن أشعلها فى الفضاء السياسى تقدم وقحط وغيرها . يكفينا ما أوردته صحيفة نيويورك تاميز : ان مجموعة حمدوك لا تمثل واحد فى المئة من الشعب السودانى. الخائن لا يؤتمن الشعب التف حول الجيش القوى الامين .
آن الاوان لتكوين المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة البلاد بعيدا عن تقدم وقحط تفاديا لأى خطر . هذا ما يؤكد قدسيةهذه المعركة بالنسبة لكل سودانى عاش كفاح الشعب السودانى المنتصر .عاشت القوات المسلحة والنظامية الاخرى.
السودان والله ما طلعت شمس وما غربت إلا وذكرك مقرون بأنفاسى.

ا.د/ صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان الاكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية ..

مقالات ذات صلة