ناطق الجيش السوداني يرد على اتهامات منظمة أطباء بلا حدود
رفض المتحدث باسم الجيش السوداني، نبيل عبد الله، يوم الاثنين الاتهامات التي وجّهتها منظمة أطباء بلا حدود إلى طرفي النزاع في البلاد بعدم الاكتراث بأرواح المدنيين. واعتبر عبد الله أن هذه الاتهامات “غير موضوعية” تجاه القوات المسلحة.
صرح عبد الله لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) قائلاً: “القوات المسلحة لطالما احترمت أعراف وقوانين الحرب، وكذلك القانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك على مر تاريخها الطويل، وتتصرف دائمًا وفقًا لهذه القوانين والأعراف الدولية وأعراف قوانين الحرب”.
واتهم عبد الله قوات الدعم السريع بأنها “تعتدي بشكل دائم على ممتلكات المواطنين وأرواحهم، وتستهدفهم مباشرة بالقصف العشوائي، مما أدى إلى مقتل عدد كبير جدا من المواطنين في مناطق مختلفة، وتهجير الناس قسريا من مناطق إقامتهم. كما قامت بارتكاب سرقات ونهب كبير وغير مسبوق في تاريخ البلاد لممتلكات المواطنين”.
كما اتهم المتحدث باسم الجيش قوات الدعم السريع بالسعي إلى “عرقلة وصول وتدفق المساعدات الإنسانية واستهداف المرافق الطبية والخدمية في المدن والمناطق التي وصلت إليها”.
وأضاف “كل هذه حقائق معروفة وهذه انتهاكات موثقة وثابتة ومعترف بها وأدانتها منظمات عالمية، في حين ينتقل المواطنون إلى المناطق التي تتواجد فيها القوات المسلحة ليحتموا بها”.
واعتبر عبد الله أن الاتهام الذي وجهته منظمة أطباء بلا حدود “للجيش غير صحيح وغير موضوعي وتكذبه جميع الأدلة، بينما تؤيد الأدلة والشواهد هذا الاتهام ضد ميليشيا الدعم السريع”.
وأكد أن قوات الدعم السريع “هي المسؤولة عن كل هذه الانتهاكات التي ليس لها مثيل في تاريخ الحروب في العالم أو في حروب هذه البلاد”.
قالت منظمة أطباء بلا حدود في وقت سابق اليوم إن المدنيين في السودان يعانون من “مستويات مروعة من العنف” منذ مرور 15 شهراً على بدء الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع في البلاد.
ذكرت المنظمة في تقريرها أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وحلفاءهم “يرتكبون أعمال عنف مروعة ضد الناس في جميع أنحاء البلاد”.
صرحت إيناس أبو خلف، رئيسة المكتب الإعلامي لمنظمة أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط، اليوم بأن المرافق الصحية التي تحظى بدعم المنظمة في السودان قد تعرضت لهجمات واستهدافات متكررة خلال الشهرين الماضيين.
قالت رئيسة المكتب الإعلامي في مؤتمر صحفي إن فرق المنظمة اضطرت إلى تعليق أنشطتها في ود مدني بجنوب شرق السودان وفي المستشفى التركي بالعاصمة الخرطوم بسبب القتال المستمر في البلاد.
وحذرت من أن تداعيات أكثر من عام من النزاع على حياة وصحة الناس في السودان “كارثية”، مبيّنة أن “القنابل والقذائف والهجمات الجوية لا تزال تتسبب في خسائر بشرية”.
اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان من العام الماضي بعد أسابيع من التوترات بين الطرفين نتيجة خلافات حول خطط دمج الدعم السريع في القوات المسلحة، وكان ذلك في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات الأخيرة على عملية سياسية مدعومة دولياً.