تضامن الاشقاء .. المصريون يرفضون حملات التحريض والفتنة ضد السودانيين
تقريراخباري : شبكة اثير نيوز
أعلن وزير الخارجية ، المصري بدر عبد العاطي ، رفضه أيِّ تحريض ضد الأشقاء السودانيين ، لأنهم هم ضيوف مصر ، وأبان أنّ مصر تحتضن أشقاء ها ، وأكد رفضه أيِّ حملات أو محاولات للتحريض بالترحيل الجماعي ، لأن ذلك يضر بمصر ودورها الريادي ، وفي سياق ذلك تجدر الإشارة إلى أن مصر تولي إهتماما كبيرا بأزمة السودان حيث استضافت قبل أيام مؤتمرا جامعا للقوى السياسية والمدنية السودانية يعد الأول من نوعه وقد وجد ترحيب واهتمام كبير في الأوساط السياسية ، كما تعمل مصر على بحث الأزمة مع الشركاء الدوليين والإقلميين فضلا عن مساعي تذليل العقبات أمام المواطنيين السودانيين بمصر ، كما تبذل السفارة السودانية بالقاهرة جهودا مع الحكومة المصرية لمعالجة قضية المدارس السودانية بالقاهرة.
تضامن مصري :
ومنذ أسابيع مضت تستعر حملة تحريض مجنونة وسط المصريين ضد السودانيين الذين اختاروا مصر المؤمنة كملاذ لهم بعد اندلاع الحرب ، وتوترت الأجواء بشحن زايد من قبل بعض الرافضين للسودانيين في مصر وهو امر وجد استنكار من قطاع عريض وسط الشعب المصري الذي احتضن السودانيين في محنتهم الحالية ، وأصدرت مجموعة من الأحزاب السياسية المصرية والنقابات والجمعيات والمؤسسات والحقوقية والمدنية بيان قبل فترة دعت فيه لنبذ العنصرية ودعم السودانيين وكان بمثابة خطوة بسيطه نحو رفض الحملات المشبوهة من بعض المحرضين ورفض خطاب الكراهية والجهل ، ووضع الأمور في نصابها بحسب متابعين أكدوا أهمية تجاوز هذه الازمه وإدراك التوقيت والظروف الصعبه التي نعيشها جميعا مصريين سودانيين ، وأدان عضو مجلس النواب المصري ، الإعلامي مصطفى بكري ، التحريض على السُّودانيين في مصر ، عبر بث الشائعات ، وآخرها واقعة القبض على سودانيين بعد قيامهم بأعمال مسيئة.
الأكاذيب وإثارة الفتنة :
وقال عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري: “من الواضح أن هناك عناصر تحرض عن عمدٍ ضد الإخوة السودانيين ضيوف مصر ، وتروج لوقائع غير صحيحة ، بقصد التحريض وإثارة الرأي العام ضدهم ، وهم ذات العناصر الذين يحرضون ضد كل أشقائنا من دول أخرى”، واضاف بكري ، في تغريدة على حسابه الرسمي ، على منصة إكس: “لقد تابعت البيان الصادر من وزارة الداخلية ، والذي ينفي فيه مصدر أمني صحة ما تم تداوله ، بشأن إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على سودانيين بزعم قيامهم بأعمال مسيئة .. الأكاذيب التي تروج هدفها إثارة الفتنة والإساءة لمصر ، وهو موقف يتناقض مع الموقف الرسمي المصري ، الذي رحَّب بالأشقاء الذين تعرضت أوطانهم المؤامرات ، جعلتِ الأوضاع الأمنية في هذه البلدان خطرة”.
وأوضح بكري أن مصر أكدت أكثر من مرة ، أنها لن تسمح بأي تجاوزات ، وأنها ستحيل أي مخالفات إلى التحقيق وتطبيق القانون ، وأن مثل هذه المواقف الرعناء من شأنها أن تنعكس على أوضاع العمالة المصرية في الدول العربية.
لعبة الإخوان :
ومضى القول: “هناك فارقٌ بين مَن ينتقدون بعض التجاوزات الحقيقية ، وهو أمرٌ واردٌ ، وبين مَن يحرضون على الفتنة ، ولا يفرقون بين التجاوز ، وغير التجاوز .. حسناً فعلت وزارة الداخلية بإحالة مروجي تلك الادعاءات إلى الجهات القضائية للتحقيق”، وكان بكري ، قد غرّد: “أعرف تماماً أن لعبة الإخوان في شارع فيصل هي دليل يأس بعد أن عجزوا عن تحريض المواطنين لتخريب بلادهم أكثر من مرة ، الناس تعاني مشاكل عديدة ، ولكنها أبداً لم تفقدِ الأمل في حل هذه المشاكل ، لكن أبداً لن يكرروا سيناريو الفوضى والتخريب .. الهاكرز الذي اخترق إحدى شاشات محل بشارع فيصل هو عملية إخوانية خسيسة ، هدفها الحصول على لقطة تسيء لمصر قيادتها ، كلما هاجمت القائد ، كلما زاد رصيده في قلوبنا ، هذه قرصنة تليق بكم ، وتعبر عن إفلاسكم ، وعمالتكم وخيانتكم ، وقطعاً سيكون للدولة ردها المناسب ضد هؤلاء الخونة والمتآمرين”.
رفض التحريض :
وقال وزير الخارجية المصري معلقاً على مداخلة النائب مصطفى بكري ، في اجتماع لجنة الرد على بيان الحكومة في مجلس النواب ، بحسب ما أعلن بكري: “إنّ مصر ملتزمةٌ برسالتها وبالمواثيق والمسؤولية الدولية ، مشيراً إلى أنّ النزاعات التي دفعتهم للجوء إلى مصر ستنتهي ، ولذلك أرفض أيِّ تحريض ضد أشقائنا السودانيين أو غيرهم ، وكل من يتجاوز يُطبّق عليه القانون ، ولكن يجب إعلاء المصلحة الوطنيه لمصر ودورها تجاه الأشقاء”، وكان الإعلامي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، قد تحدث في اللجنة ، مُستنكراً الحملات التي تُحرّض ضد الأشقاء السودانيين والعرب ، وقال في حضور وزير الخارجية: “إنّ مصر قلب العروبة ، ووجود الأشقاء من الدول العربيه جاء نتيجة الصراعات والأزمات في بلداننا العربية”وأشاد بكري بموقف الرئيس السيسي الذي فتح الأبواب أمام ضحايا الحروب والنزاعات من الأشقاء العرب.
قوى سياسية ومدنية مصرية ترفص الاساءة للسودانيين :
وعبرت قيادات وأعضاء الأحزاب والنقابات المهنية والعملية ، وكوادر الجمعيات والمؤسسات الحقوقية ، فضلا عن المثقفين والفنانين والمبدعين المهتمين من كل بقاع وأطياف وطبقات الشعب المصري ، عن ترحيبهم بالأشقاء السودانيين في بلدهم وجارتهم الشقيقة مصر ، وادانوا خطابات الكراهية وأشكال العنصرية ، التي تمارس ضد السودانيين خصوصا في الفترة الأخيرة ، تصاعد موجة عنصرية ، وقالوا في بيان :يطيب لنا ربما في هذه اللحظة بالتحديد أن نصفها بـ”المشبوهة”، كما هي في الواقع والحقيقة، ضد أشقائنا السودانيين، الذين يعيشون ظروفا بالغة الصعوبة نتيجة لحرب الجنرالات العبثية الدائرة في مدنهم وراهم ، والتي وضعت الملايين من أبناء هذا الشعب الكريم، الذي لا ناقة له ولا جمل في هذا الصراع المشبوه على السلطة، في وضع شديد السوء.
وأضافوا :من هنا فإننا بحكم الجيرة والتاريخ المشترك والهموم الواحدة والآمال العراض والطموحات المستقبلية ، نجدد التأكيد على أن السودانيين أشقاؤنا وجزءٌ لا يتجزأ من رصيدنا الإنساني الكبير ، تماما كما نثق أنهم يعتبروننا كذلك ، ونعتبر الأزمة الجارية همًا مشتركًا عابرًا ينبغي على العقلاء في البلدين والشعبين الشقيقين أن يعبدوا الطريق لتجاوزه وتلافيه.
وقال البيان :صحيح أننا ندرك طبيعة الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها مصريين ، والتي قد تشكل ضغوطًا خصوصا على البسطاء منا ، لكن الصحيح أيضا أنه يتوجب علينا ، برغم كل المحن ، ألا ننسى ، كشعب ومواطنين ، أن نفس هذه الأزمات ، قد دفعت بعض أبنائنا وقد تدفع، مستقبلا ، المزيد منهم إلى الهجرة ، بحثا عما يقيم الأود في الوطن والمستقبل المفقود بين الأهل والمنشود في الخارج ، وعبر البيان عن رفضهم لأي سلوك عنصري يمارس عليهم ويوجه ضدهم، فالمؤكد أن الهجرة ، سواء أكانت من بلادنا أو إليها، ليست خيارا مخمليا لأحد ، كما أن اللجوء ليس طريقا معبدا بالإرادة الحرة للجموع، بقدر ما أنهما قدرٌ تعسٌ يفرض فرضا على البشر والشعوب.
وأكد البيان هذا الإطار أن الموجة مالعنصرية المشبوهة هي من صنع أطراف جاهلة، تبحث عن شماعة تعلق عليها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الحادة ، وهي أطراف تتناسى ، عن عمد ، حقيقة أن اللجوء هو التزام قانوني أممي إنساني ، تقره المواثيق والعهود الدولية، التي وقعت عليها مصر ، كما تتناسى أن تأجيج دعوات الترحيل “شديدة العنصرية” لأهلنا وضيوفنا السودانيين أو غيرهم هو إساءة لمكانة مصر الدولية وسمعة المصريين الإنسانية ، وإضرار بمصالح الدولة ، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بواقع ومصير الأشقاء في الجنوب وعلى رأسهم الأخوة السودانيون.
وشددوا على دعمهم المطلق لكل الأشقاء السودانيين ، في كل بيت وشارع وحارة ، إلى أن تنتهي محنتهم ، يعودوا ، قريبا كما نأمل ، إلى بلدهم الحبيب ، ليعمروا قراهم وينيروا شوارع وأحياء مدنهم من جديد ، كما نشدد على إدانتنا الكاملة لكل الدعوات الجاهلة والعنصرية ، التي تنبثق عن قوى مشبوهة ، لا تعبر عن أخلاقيات شعبنا ، تلك التي مثلت للإنسانية، دوما وأبدا ، فجر الضمير.