كتب د. فقيري حمد .. قضايا وطنية .. الحادبون الغاضبون مهلا
الحادبون الغاضبون من حفاوة استقبال رئيس وزراء اثيوبيا،كونوا علي رسلكم، و علي ارثكم في حسن الجوار و قبول الاعتذار و قد عادت افريقيا اليكم ليست صاغرة بل معتذرة .
علي غفلة من شعب السودان أسس حميدتي حلفا قويا مدفوع الاجر مع الرؤساء الافارقةُ الذين كانوا قادةُ مليشيات وصلوا الي دست الحكم عبر انهيار جيوش بلادهم امام مليشياتهم الغازية.
مع الطلقة الاولي في العاصمة الحسناء (الخرطوم) كشر حلف البلهاء عن أنيابه و ظنوا انهم قادرون علي كسر عظم جيش السودان و تفكيك اوصاله كما فعلت مليشيات ثوار اثيوبيا بقيادة ملس زيناوي للجيش الرسمي الاثيوبي وً مليشيات موسفيني لجيش دولة يوغندا.
التزم رؤساء الجوار الافريقي المبيوع بعقد الشراكة مع قائد مليشيات الجنجويد و راعيته الامارات دعما سياسيا اعلاميا للتمرد ،تشكيكا في شرعية مجلس السيادة و تهديدا بارسال قوات افريقية للفصل بين المتحاربين.
هذا العداء غير المتوقع و غير المبرر من جوار السودان قابله مجلس السيادة وً قيادة الجيش بكتم للغيظ و صبر علي الاذي و اصرار و عزم علي الحاق الهزيمة المنكرة بالتمرد و حلفائه.
ازاء العداء و العدوان اظهرت القيادة السودانية حنكةً و دهاء في ادارة الحرب واعتمدت سياسية الاحتفاظ بشعرة معاوية و دبلوماسية التهدئة مع دول محور الشر مع التركيز علي انهاك المليشيات المتمردة عسكريا بالاستدراج الذي يفضي الي تفكيك تدريجي ،تبديد الطاقة وتجفيف مصادر الامداد باستراتيجية النفس الطويل.
كذب الجيش السودان الباسل ظنون المغامرين و رد الخنجر المسموم الي صدر الخائبين و سرعان ما ادرك الرئيسان الاثيوبي و اليوغندي و من معهما من الجوار بان جيش السودان ليس مثل جيوش بلديهما التي انهارت امام هجمات مليشياتهم.
مع التفاف غالب شعب السودان حول الجيش الوطني و قدرته علي صمود و تدمير القوة الصلبة لمليشيات الدعم بدا واضحا لحلف البلهاء الذي تقوده و تموله الامارات ان مشروع الاستحواذ علي السودان من خلال الثنائي حميدتي/حمدوك لم يعد ممكنا كون المليشيات فقدت عناصر الانتصار الخمسة و هي:
* مشروعية الحرب :
بني المتمرد حميدتي مشروعية قتاله للجيش الوطني علي ادعاء كاذب مفاده انه يقاتل حماية للثورة و تامينا للمسار الديمقراطي. سرعان ما اكتشف الشعب السوداني ،العالم و الاقليم انه عميل خائن ينفذ عدوان دولة الامارات علي وطنه كما وثقت ذلك استخبارات دول ،وكالات انباء،محللين سياسيين و الكنغروس الامريكي.
*العقيدة القتالية:
الجيوش الوطنية تنشأ علي عقيدة قتالية مستوحاة من ولاء الجيش لدولته ،منظمومة قيم مجتمعه، تقاليده الراسخة، تراثه ،غاياته الوطنية و من ثم افتداء الوطن بالمهج. وضح جليا بان لا عقيدة قتالية لحماية وطن و شعب لمليشيات حميدتي و قد عاثت فسادا و دمرت كل مقومات الدولة ببربرية فاقت وحشية التتار اذ ان عقيدتها تقوم علي استباحة الاعراض و الدماء و الاموال دون وزاع دين و لا رادع ضمير.
*القاعدة الاجتماعية :
عجز المتمرد و حلفه السياسي علي استقطاب قاعدة اجتماعية تناصره و فشلت كل محاولات تقدم لتأسيس ادارة مدينة في المدن التي دخلتها مليشيات حميدتي كونها اذاقت الناس صنوف العذاب مما دفعهم للنزوح الي المدن التي تحت سيطرةُ الجيش بحثا عن الامان.
* القيادة المركزية :
تمكن الجيش الباسل من تفكيك مليشيات حميدتي و صارت مجموعات ارهابية في جزر معزولة عن بعضها دون تنسيق ميداني و دون قيادة مركزية موجهة لبوصلة عملياتها و بالتالي لم يعد حميدتي قائدا فعليا مطاعا بل صار مشكوكا في قدرته علي القيام باي دور سياسي أو عسكري.
* القيم الاخلاقية
مليشيات حميدتي ترتكب جرائم و موبقات تنافي الشرائع ، الاخلاق، المواثيق الدولية و القيم الانسانية و صارت مدانة من المنظمات الحقوقية و اصبح حلف البلهاء في موقف دولي و اقليمي محرج و اخلاقي و انساني مخجل.
مع تراجع عوامل النصر العسكري لميليشيات حميدتي و الدور السياسي لاحزاب تقدم يعيد الحلف الاماراتي الافريقي النظر في إستراتيجيته، يراجع حساباته،يرجح المصالح علي المواقف و يرسم خطة التخلي عن مليشيات حميدتي و ترميم علاقته مع شعب السودان وحكومته الشرعية.
اما و قد كادت القوات المسلحة الباسلة ان تحقق النصر الحاسم في معركتها المقدسة و ترد الخنجر المسموم الي صدر اللئام مهم جدا الترحيب بزيارات الاعتراف بشرعية حكومة السودان و الاعتذار لشعبه من الجوار الافريقي لان هذا نصر سياسي دبلوماسي لحكومه السودان يعزز نصر الجيش الوطني في ميدان المعركة.