خبر و تحليل – عمار العركي : مصر لا تكذب لكنها تتجمل

1. يُعتبر بأن أثيوبيا ومن خلفها الإمارات وأذرعها الإتحاد الإفريقي والدعم السريع وتقدم خطر إستراتيجي ومهدد مباشر ومستمر لمصالح مصر فى المنطقة والسودان وسد النهضة.

2. تجاذبات النفوذ والمصالح بين الإمارات ومصر بدأ عقب التغيير الذي تم فى مصربذهاب مرسى وحضور السيسى بدعم إماراتى سعودي ، تصاعد التجاذب والتقاطع فترة التحالف العربي والذى أسس علي فكرة النفوذ والتمدد و المصالح الاماراتية السعودية ، ورعاية مصالح الامارات في اليمن و ليبيا و السودان خصماً على مصالح “مصر” ، مروراً بتموضع الامارات في المنطقة خصماً على مكانة مصر ونفوذها التاريخي في السودان وافريقيا.

3. بحسابات المعادلة أعلاها ، وبعد التغيير الذي تم فى السودان ،تضررت مصالح مصر وتأثر أمنها القومي بسبب “تغييبها و إقصائها” إثر ضغط من قبل “رباعية الترويكا” المهيمنة علي ملف السُودان وأُجبرت بعدم التدخل فى السودان.

4. تم إفساح المجال “لاثيوبيا” كى تُشكل المشهد السوداني وهندسته وفق أجندة الرباعية والمصالح الاماراتية الأثيوبية برعاية من تقدم والدعم السريع من خلال سيناريو الوساطة الأثيوبية والوثيقة الدستورية.

5. هذا المشهد الهندسى إنعكس سلباً على وضعية “مصر” مُحدثاً لها مزيد من التضييق والخطورة ، حيث لم يكن أمامها خيار سوى التماهي والتحالف مع الشريك الآخر في الوثيقة الدستورية لحماية وتأمين مستقبل مصالحها من غدر الشريك المدني (تقدم) وحليفته أثيوبيا.

6. “مصر” عندما دعت منافسيها وخصومها الإستراتيجين تحت لافتة الشركاء الدوليين والاقليميبن (رباعية الترويكا التي أقصت مصر وابعدتها جبراً ، الاتحاد الإفريقي الذي يعني اثيوبيا ، وتقدم والذى يُعنى مليشا الدعم السريع ) تدرك تماماً بأن هذه المنظومة الضارة بمصالحها هي المخططة والمُدبرة والمُنفذة للحرب وما ترتب عليها من إفرازات وجدت الإدانة من المجتمع الدولي.

7. “مصر” تدرك تماماً أن اي توصية او صيغة تصدر من المؤتمر تُمهد لعودة تقدم والدعم السريع ومن خلفهما الإمارات ، يعني تهديد مباشر لمصالحها في السُودان بشكل مُباشر.

8. “مصر” ظلت ولا زالت ممسكة بكل مفاتيح الحل في السودان لذلك ، إن غابت فهي غير منزعجة وإن حضرت تتلاعب بالمفاتيح بما يخفف عليها الضغوط ويرضي الضاغطين الإقليميين والدوليين ، من خلال الظهور بمظهر.الدولة المؤثرة التى تعمل وفق رغبات الإقليم والمجتمع الدولي الرامية لإيقاف الحرب تحت أي صيغة وتدارك الوضع الإنسانى في السُودان.

▪️*خلاصة القول ومنتهاه:*

▪️”مصر” تدرك بأن التركيبة السياسية السُودانية المدعوة يستحيل أن تتفاعل عناصرها لتعطى نتيجة غير الصفرية ، فبادرت بدعوة للحوار بين طرفين ، كل طرف ينطق بلغة الطرف الآخر غير ناطق بها ، وقبل انطلاق الحوار نزعت مصر اجهزة الترجمة الفورية من قاعة الحوار لانها بالاساس صممت الدعوة كى تفشل.

مقالات ذات صلة