نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري : لنكن واضحين…

….
لنكن اكثر وضوحاً…فالأمور ليست واضحة…ليس جيداً التشكيك في القيادة…بل هذا هو السوء نفسه.!..التشكيك في القيادة خيانة وهو أمر بائس كريه…وهذا ليس وقت التشكيك والتخذيل.!
وقوف الرجال مع القوات المسلحة ومساندتها واجبٌ وطني ، بل علينا القتال بالسلاح والكلمة جنباً إلى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة….
لكن دس الرؤوس في الرمال أيضا ليس بالأمر الجيد.
إن الأسئلة والتي تدور في اذهان المواطن العادي كثيرة ، وهي مهمة متشعبة صراحة ، وتحتاج إلى إجابة واضحة بينة ترفع ولو قليلا من الهم والغم.
يمكن للناس السكوت عن سؤال أو سؤالين خطرين عظيمين.. وتجد للقيادة العذر والمخارج،
لكن عندما تزدحم الأسئلة .ولا مجيب .هنا يكمن الخطر.ويبدأ التشكيك وتكثر الظنون والأحاديث والإشاعات.
أسئلة كبيرة ومهمة.ولا أحد من أهل الحل والعقد يتبرع ليجيب عنها درءاً للشائعات وتطميناً للناس.
مفهوم عندي ان هذه معركة كبيرة ضخمة وان قواتنا المسلحة وجنودنا البواسل يفعلون كل شئ وزيادة من أجل حماية الوطن والمواطن.
لكن ، لماذا سقطت مدني بهذه الطريقة، لماذا يعيث هؤلاء الفساق فسادا في القرى الآمنة وبمزاجهم بلا حسيب ولا رقيب، لماذا هم على تخوم سنار ، كيف دخلوا سنجة،كيف بهم يستبيحون مدن النيل الأبيض والأزرق…والأحمر والاخضر…كيفما شاءوا ومتى شاءوا، ثم ماهي الفائدة من التحرير بعدها ، مافائدة تحرير أي مدينة بعد تخريبها وتشريد أهلها وسرقة ممتلكات المواطنين ؟! . آلاف المواطنين العزل يفرون في ظروف صادمة لم تحدث في تاريخنا القريب ولا البعيد …ونحن نتحدث عن السيطرة على هذا الجبل او ذاك.
لم يٌسمح اصلا لهؤلاء الوحوش بالدخول إلى المدن هذه منذ البداية..وبهذه الطريقة…؟! ان نتائج مثل هذا الفعل كارثية وإصلاحها متعثر صعب جدا.
طريقتنا في إدارة هذه الحرب بها خروقات مميتة.
نحن هنا لانريد الخوض في الخطط العسكرية . ولا في رؤية جيشنا في أسلوب وطريقة إدارة المعركة، لكننا نتعجب ونتعذب ، لم يحدث هذا الذي يحدث.؟!
يدخل هؤلاء اللصوص القتلة بعدد الأصابع ، عشرون عربة وعشرة مواتر، إلى مدينة بها الآلاف والملايين ..ودخولهم متوقع معروف، والسكان يعرفون ذلك قبل يومين وثلاثة ، فيبدأون في النزوح، وتتحدث الميديا..والأمر مكشوف، معلوم. وتبدأ المذبحة، وتبدأ المعاناة…ثم نأتي متأخرين لكي نحررها بعد خراب مالطا، وليتنا نفعل.!
هل هذا بالأمر الطبيعي ؟!.
…لماذا لا تعلن قيادتنا حالة الطوارئ الصارمة في البلاد ؟! …ومتى تعلن حالة الطوارئ بأقصى درجاتها إن لم تعلن الآن ؟! أليس هذا سؤالاً مشروعاً.؟!.
متى يتم تكوين حكومة مسؤولة من كفاءات تقنع الداخل والخارج بعيدا عم المحاصصات السياسية ؟! لماذا هذا التسويف ؟! لماذا هذه الحكومة المهلهلة الضعيفة ؟! أليس هذا سؤالاً يحتاج إلى مجيب.؟! ..
لماذا سقطت سنجة.؟! وكيف ؟!
من يجيب على هذه الأسئلة.؟!
..أين وزير الإعلام ؟! أليس هذا شيئاً عجاباً.؟!
لماذا لا تٌفعل قوانين الحرب ، فنذهب بكل خائن غادر إلى مشنقة العدالة والتنكيل، ؟! فخيانة الوطن لا تعدلها خيانة، لماذا نترك الخونة والعملاء يمرحون ويسرحون ويهددون أمننا القومي ؟! بل تجدهم يتباهون أمام الكاميرات عند سقوط كل مدينة ؟!.
لماذا لا نتجه شرقاً ان كان الغرب لا يفيدنا.؟! مم نخاف وماذا سنفقد اكثر مما فقدنا ؟ ! هل نحتاج إلى أسد كبشار الأسد ..فيجعل من روسيا حارسا يدك معاقل المرتزقة …والمجانين ؟!
ما الذي يمنعنا من مد يدنا للصين وروسيا وايران ؟! ..لماذا ؟!
ماذا نفعل بغربٍ لا يقدم لنا شيئا سوى تقديم المال والدعم لحمدوك وزمرته لمقابلة مصاريف الفنادق ومؤتمرات العواصم البائسة.؟!.
إن الأسئلة المشروعة كثيرة !..
والمعاناة عظيمة.
غير اننا نثق في قواتنا المسلحة ، وقيادتها.
نثق في قدرتنا جميعا في تجاوز هذه المحنة.
وسننتصر.
نقطة سطر جديد.

مقالات ذات صلة