نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري : أين الخلل ؟!…
…
ونحن لسنا بخير…عدنا الى الوراء مئات السنوات …تدمرت بلادنا بأيدينا في حرب اكلت الاخضر واليابس ، فقد الشعبُ كل شئ ..كل شئ حرفياً .مستقبل أبنائنا مظلم..وحياتنا عبارة عن رهق وهم وتساؤلات.
هنالك أيادٍ خفية تلعب بنا.. قواتنا المسلحة وجودنا البواسل يفعلون مايستطيعون وزيادة، لكن هنالك شئ غريب عجيب غير مفهوم.!.
قد يكون مفهوما اول ايام الحرب
ونسبة للصدمة العظيمة أن ننكسر .! قد نخسر هنا وهناك …لكن وبعد عام ونيف وصمود اسطوري لجنودنا البواسل فإن الذي يحدث الآن غير مفهوم على الإطلاق..! كنا نتصبر ونقول : قيادة القوات المسلحة تحفر بالابرة.! وهي ادرى بسير المعارك.!
لكن الآن الأمر يختلف.
تتمدد المليشيا كل يوم ..بعربات مسروقة وبأعداد قليلة…فتدخل المدن بلا قتال.!
تعيث فسادا في المدن والقرى فتقتل الناس وتسرق أموالهم واسواقهم وتشردهم …
ثم بعدها نأتي لكي نحرر هذه المدينة أو تلك بعد خراب مالطا…
وليتنا نحررها…!
ان ماحدث في مدني…وفي سنجة وحتى سنار..غير مفهوم.
وتتحمله القيادة.
يريد هذا الشعب الصابر على الاذى ان يفهم …
ماذا يحدث ؟! ولماذا يحدث بهذه الكيفية غير المقبولة؟! .
ماذا حدث في مدني ؟! أين نتائج التحقيق ؟! إن الي حدث في مدني نتائجه كارثية على الملايين من السودانيين. أين المحاسبة…لماذا تتكرر الأخطاء..؟! ماذا هنالك ؟!
لماذا يصر البرهان على هذه القيادات التنفيذية الفاشلة .؟!..هذه حكومة بائسة يتحدث عنها كل الناس، وزراء غائبون واعلام غائب ..كل شئ صفر ..صفر..صفر.
يريد الناس الفهم..مجرد الفهم ..كيف تدخل عربات معدودة معظمها مسروقة يسوقها لصوص ومرتزقة إلى مدينة كاملة …فيقيمون فيها الارتكازات وبهجرون أهلها ويسرقونها أمام بصر العالم كله. بدون مقاومة تذكر…
يقوم الاوباش بتصوير أنفسهم وهم يضحكون في كوبري حنتوب كأنهم ذاهبون لنزهة…ولا طلقة …ولا مقاومة…طريق مفتوووووح…هكذا …كأننا في فلم اجنبي…وتكون العواقب وخيمة..يدفع الاهالى الثمن باهظاً مضاعفا…ولا بواكي لنا.!
تتحرك قوة عسكرية في مناطق مكشوفة من شرق النيل الخرطوم إلى سنجة وتدخل إلى المدينة بلا قتال يذكر .! وقائد الجيش ياكل العصيدة مع قواته في سنار على مرمى حجر.!
ثم نصحو من غفوتنا..ونتنادى للتحرير..بعد فوات الأوان.
أين الاستخبارات؟! أين الطيران ؟! بل أين الخطط العسكرية الضاربة وراعي الضأن في الخلا يعلم بأن هؤلاء الاوباش يعدون العدة لمهاجمة المدينة ؟!.
.. والمعلومات متوفرة…، والتحذيرات تملأ حتى قروبات الواتس والفيس بوك ناهيك عن اضابير الاستخبارات والقيادة العليا للجيش….
هنالك من يلعب بنا وباعصابنا…
بل بحياتنا ومستقبلنا..!
القائد البرهان ..ايها القائد…نحن في حيرة من أمرنا….
وقف هذا الشعب معك في ظروف استثنائية وقدم التضحيات الجسام…
فما هذا الذي يحدث ؟!… إلى متى تستمر هذه المهازل ؟! ..إلى متى تمتد هذه المعاناة ؟! ..الشائعات هي سبيل الناس ، لأن وزيرنا غائب..واخبار المعارك من الفيس بوك والواتس لان إعلامنا العسكري بائس.
والحقيقة مغيبة.
كل يوم تستمر فيه هذه المعركة تزداد فيه معاناتنا….كل يوم تسقط فيه مدينة أو قرية نموت فيه الف مرة.. قلوبنا تتقطع …وتقتلنا الحسرة والاسف على وطن يدمر وأسر تشرد وتهجر. تعبنا…!
لكننا صامدون….ومع جيشنا إلى آخر جندي فيه…ولا خيار لنا الا الصبر والنصر. فهل تفهم ذلك..و( منعول ابو السياسة ). هل هذا واضح ؟!
فقط نريد أن نرى افعالا لا اقوالا..نريد إيقاف هذه المليشيا في حدها وتحييدها..نريد إيقاف معاناة أهلنا…فقد هدنا الهم والتشرد والتوهان.
من يخون يقتل…ولا شئ اكبر من الفتنة والخيانة…من يخون اهله ووطنه يقتل…
لأننا نطعن كل يوم في ظهرنا من خونة وخلايا نائمة بائسة .
فالحزم…الحزم !..
واكرب قاشك يابرهان..والشعب كله خلفك.
نقطة سطر جديد.