آخر الليل .. اسحق احمد فضل الله : الذكري بتنفع المؤمن.. الجزء الثاني

الدرب من أوله.. وكعبتي القبيلة!!

5/1/11 4:51

– اليوم الاربعاء.. الاحزاب تلتقي وتخطط  وتوقع مواثيق الاطاحة بالانقاذ..
– هذا ما أُعلن.
– لكن.. الصادق يطير أمس إلى الدوحة ليقضي بقية الاسبوع هناك والترابي في الدوحة حتى الغد و.. الجنوب يسحب اذياله بعيداً عن التجمع.. دون صمت
– فالمتحدث الجنوبي حين يسألونه عن تخلي الجنوب عن قطاع الشمال وبالتالي عن الاحزاب ـ يقول ساخراً:حمارك تركبه حتى الباب ـ لكنك لا تُدخل الحمار معك الى غرفتك.. اليس كذلك؟؟
– والسيد  صديق يوسف الناطق باسم التجمع الذي يعلن عن ليلة سياسية مساء الأربعاء يخاطبها الميرغني والصادق والترابي لعله يفاجأ بالصادق يرسل الى المؤتمر جملته الشهيرة [Keep it Hot Till Tomorrow]
– ومنتصف السبعينات حين تنفجر مظاهرات شعبان وتُحتل البلاد فعليًا لثلاثة ايام.. وتتجه مظاهراتها الرئيسية الى الصادق المهدي لاستلام السلطة .. يطل عليهم الصادق ليقول الجملة هذه بالإنجليزية: حسناً.. احتفظوا بها ساخنة حتى الغد..
– والمظاهرة ترجع مذهولة.. والصادق يهمس لخاصته: كل هذا ليس الا مناورة لاعتقالي واعدامي.
– ونستأنف الخيط الذي يربط كل حدث بكل حدث.. ونثار الأحداث الذي يتدفق متنافراً مثل الدجاج يلتقي فجأة عند ناصية  الطريق ليصبح جملة واحدة فصيحة.
– وبداية التسعينات تسقط بعض الملفات في يدنا.. ونفاجأ بأن جيوش قرنق تأكل خبزها اليومي من الخرطوم وعلى حساب خزينة حكومة الصادق.. وسيل الطائرات ينطلق الى هناك يومياً بتوقيع الصادق المهدي تحت غطاء [شريان الحياة] بينما القوات المسلحة السودانية تنسحب من بعض المناطق بسبب الجوع بعد ان اصبحت طيور الرخم والصقور لا تقترب من المعسكرات لأن الجنود يصطادونها لاكلها].
– الجوع الذي يجعل الحركة الاسلامية تطلق مظاهرة [امان السودان] المليونية
– وعلي الحاج  احد قادتها!!
– وما يجمع علي الحاج والصادق المهدي كان هو ايام المعارضة الوطنية في ليبيا ـ وغزوة 1976.
– وغزوة [76] التي تطلق العداء الحارق بين الصادق وعلي الحاج كان ما يبعثها هو: ان هجوم  المعارضة عام 1976 على الخرطوم وحكومة النميري يفشل لأن العربات التي تحمل الجيش المهاجم تتكشف عن حديد صدئ متهالك.
– عربات قديمة جرى تزيينها
– اما من هو الذي اشترى العربات هذه واين ذهبت اموال العربات الجديدة ف…[خلوها مستورة]
– وعلي الحاج الذي يلتحق بالحركة الإسلامية دون ان يؤمن بها انما كان يستقل المركب القوي ليبحر به الى مشروعه .
– ومشروع آخرين .
– مشروع تفكيك السودان الى قبائل
– والرجل يعمل بطاقة جبارة
– والسيد بدر الدين طه يفاجأ يومًا بعلي الحاج يدخل بيته [وبدر الدين يومئذٍ قد ابعدته الإنقاذ عن منصب الوالي]
– وطه يجد علي الحاج يحدثه في حرقة عن: الجعليين والشايقية اللي اكلوا البلد…
وبدر الدين يودع الرجل وهو يكاد يطرده.. لكن آخرين لم يطردوه بالطبع
– وفي مكتبه كانت فكرة الحكم الاتحادي تحت اصابع علي الحاج تحول القبائل الى [دول مستقلة].
– والرجل الذي لا ينسى مشروع  [زنوج ضد عرب] .
يشرف بنفسه على تعيين كل المسؤولين هناك.. والسيد [حسن عيسى] حين يتقدم لوظيفة ضخمة يجد من دكتور على الحاج سؤالاً واحداً : ماهي قبيلتك؟؟
– وعيسى ومن أُبعدوا يجدون ان ما يربط بينهم هو انهم من اولاد البحر .
– لكن علي الحاج لم يكن وحده .
– وكتاب [الجنجويد يهبطون من الجبل] الذي اختفى من السوق بعد اسبوع  تزدحم فيه الأحاديث عن زحام المخابرات في السودان .
– وعن  المانية اسمها جولييت  تدير مركزًا كان هو ما يصنع  كل قيادات تمرد دارفور [دريج، خليل، شريف حرير و.. و..] ثم جولييت هذه هي من يزوج قادة المعارضة هؤلاء من ألمانيات.. ثم هي من يدير مركزاً في هايدلبيرج كان مغرماً بدعوة الصادق المهدي وعلي الحاج.
– وغريب ان المركز هذا كان هو ذاته ما يجعل اليكس دي وال يكتب المسودة الاولى لاتفاق نيفاشا .
– وغريب ـ او هو طبيعي جداً ـ ان المركز هذا هو ذاته الذي يستقبل موسيفيني مرة بعد مرة.. بعد مرة
– ولعله ـ ولا نجزم بشيء  كان هو ذاته من يطلق مشروع [تقسيم السودان] الى قبائل اولاً ثم الى الفناء
– كل هذا يعني ان الخرطوم كان لابد ان تصبح عشاً لكل النحل المهتاج لمخابرات العالم والحركة الشعبية .
– والتحقيق يكشف امس ان احداث جامعة زالنجي كانت مدبرة ـ والامن يعلن انه [حذر] من اقامة الندوة هناك.. ويعلن ان قوات اليونميد هي التي اصرت على اقامة الندوة هناك .
– والأمن لا يفقه انه حين يحذر من مخزن البارود فانه يقدم  بدقة ـ ما يبحث عنه عود الكبريت .
– وجهاز الامن يعلن  ودموعه فوق خديه ان اليونميد اصبحت هي الحكومة هناك.. حتى وان لم يقلها .
– لكن عود الكبريت يذهب الآن الى مخازن في الخرطوم  زرعها العمل الاستخباري بدقة .
– والعمل الاستخباري هذا يبلغ من اللطف انه ينثر طلاب جهات معينة في جامعات الخرطوم وبشهادات [مزيفة] الى درجة تجعل مجلس الوزراء قبل عامين حين يضطر الى مناقشة الظاهرة يكتفي بقوله: الجفلن خلهن اقرع الواقفات
– والجفلن لم يقف جفولهن عند قطاع الطلاب وحده .
– والامر ليس جديداً.. وبولاد  قائد الاسلاميين في جامعة الخرطوم وحافظ المصحف ـ بولاد هذا لما كانت جهة ما تنزعه من البركس وتجعله يقود جيشاً لقرنق ــ وضد اهله ودينه كان شيء آخر يحدث .
– فبولاد كان يعتقل ـ لكن علي الحاج وبعد ساعتين كان يهبط هناك وفي ساعتين كان بولاد.. يُعدم!!
– وكأن بعضهم انما كان يخشى أن يشرع بولاد في الغناء  وعندها تطرب آذان كثيرة في الخرطوم!!
– وننثر و[ننضم] النثار هذا في خيط لنجد ان عقد موسيفيني والمنظمات يحيط بعنق السودان.. حتى اليوم
– عقد العقارب او [مشروع تفكيك السودان الى قبائل]
– ونحدث…

مقالات ذات صلة