نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري : سبب الحرب ..التصنيع الحربي…
نقطة سطر جديد
تكثر التنظيرات والتحليلات السياسية ، بخصوص اسباب حرب السودان ، وتكثر الاتهامات المتبادلة بين الأطراف..تتشعب التقديرات والأفكار والآراء ..
ولكن الناس تجهل تماما السبب الرئيس والذي أشعلت من أجله هذه الحرب…
هذه الحرب سببها التصنيع الحربي.
نعم …فهناك أسرار ضخمة في هذا الموضوع، يجهلها حتى العملاء السذج الذين يهرولون خلف الدريهمات والدولار تعميهم كراهية الكيزان عن الضرر البليغ والذي تسببوا فيه لبلادهم.
البداية الحقيقية لحرب معسكر الغرب على السودان جيشاً وشعباً، بدأ منذ وقت بعيد.
والموضوع كله عن الدفاعات الصناعية في السودان
فقد وصلت الصناعات العسكرية إلى مرحلة متقدمة في عهد الرئيس السابق المشير عمر حسن أحمد البشير ففي الخمسة وعشرين عاماً الأخيرة من حكم (البشير) ورغم الحصار الذي فرضته أمريكا وأعوانها من دول الغرب برز السودان كقوة عسكرية صناعية ضاربة بالمنطقة حيث أعتبر ثالث أكبر دولة تمتلك قطاع دفاعي في القارة الأفريقية وأصبحت القوات المسلحة السودانية تصنف من بين أفضل الجيوش تجهيزاً وتدريبا في القارة الأفريقية، إذ تفوقت القوات الجوية السودانية بقدرتها في نشر الصواريخ (جو جو) الموجهة بالرادار، إضافة الي إنتاج الدبابات القتالية التي أطلقت عليها أسم (البشير) رئيس الدولة حينها وهي نسخة مطورة
من الدبابة الصينية الشهيرة ( 96.T)
إذ استطاعت العقلية السودانية تحديث تقنية التلقيم في الدبابة الصينية إلى أن صار آلياً في النسخة السودانية والذي بدوره أدى إلى خفض عدد الطاقم من أربعة إلى ثلاثة أفراد فقط وليس هذا وحسب بل استطاعت الخبرة العسكرية السودانية تطوير حركة إندفاع القذائف عبر إدخال الليزر مما جعلها الأكثر دقة في التصويب وإصابة الهدف، إضافة إلى ذلك نجح السودانيين في تذويد النسخة السودانية بمناظير الرؤية الليلية التي أضافت لها خاصية القتال في ظلمات الليل، بل وذهب السودانيين أبعد من ذلك بعد تذويد الدبابة البشير بجرافة و مدفع 125وأخيراً وصولهم إلى طريقة أكثر حداثة في جولات الإختراق بالإضافة إلى تطويرهم لأدوات التحكم في الحرائق كل هذه الإضافات التي أدخلها العسكريون السودانيون جعلت النسخة السودانية من الدبابات الأقوى قتاليا بين رصيفاتها ومكنتها بأفضلية في مواجهة الدروع، وهذا ما جعل السودان يحصل على المركز الأول متقدماً خطوات بعيدة على كل من دول الجزائر والمغرب وجنوب أفريقيا، أما بخصوص الفاعلية القتالية للدبابة السودانية (البشبر) ففي العام 2012
دخل الجيش الشعبي لحكومة جنوب السودان في مواجهات مع الجيش السوداني مستخدماً دبابات أوكرانية الصنع بتقنية روسية يقودها طاقم جنوبي تلقى تدريبات في أوكرانيا ومنذ بداية الإشتباك إستطاع الجيش السوداني أن يتفوق على الجيش الشعبي وعندها تمكنت (الدبابة البشير) من تدمير اربعة دبابات لحكومة الجنوب الأوكرانية وعطلت اثنين أخريات في حين أن الدبابة السودانية (البشير) لم يصبها اي نوع من الضرر بل ظلت بكامل فاعليتها،
لذلك نجد أن دول الغرب بقيادة أمريكا ظلت تتوجس من هذا التقدم و التطور في الصناعات الدفاعية بالسودان وعندما وصلوا إلى قناعة أن الحصار على السودان لم يحقق أهدافه المتمثلة في النيل من قدراته الصناعية وإضعاف إمكانياته الإقتصادية لإخضاعه بل وكانت النتائج تسير في إتجاه معاكس تماماً حيث إستطاع السودان في سنوات الحصار أن ينهض اقتصادياً خاصة في قطاع الأغذية والأدوية والإتصالات والأخطر من ذلك كانت طفرته في مجال التصنيع الحربي. وبجانب تصنيع الدبابات برعت القوات المسلحة السودانية في صناعة بعض أنواع الطائرات والمسيرات كما تفوقت في إنتاج الصواريخ والمدافع ومختلف أنواع الذخائر والأسلحة اليدوية الخفيفة كالرشاشات كما نجحت في تصنيع ناقلات الجنود وغيرها من المستلزمات العسكرية ونجح كذلك في تصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية ، كما ساهم الجيش السوداني في دعم قطاع التنمية عبر تصنيع الآليات الزراعية والجرارات والشاحنات والسيارات وغيرها من المنتوجات الصناعية المحركة للعملية الإنتاجية والداعمة للاقتصاد الوطنى والتي وفرت مصدراً من مصادر قوة واستقلالية الحكومة السودانية و عبرها واجهت الحصار الإقتصادي المفروض عليها ولذلك وكثير غيره اتجه الغرب بقوة لخيار إسقاط حكومة البشير و هنا قدموا كل أنواع الدعم لأحزاب المعارضة السودانية والناشطين السياسين و بمجرد نجاح التغير السياسي في ٢٠١٩ مارست العواصم الغربية ضغوطات شديدة على الحكومة الجديدة (الإنتقالية) و أول ما شدد عليه الغرب هو منع تمدد قطاع الصناعات الدفاعية للقوات المسلحة السودانية وفيما بعد طالبوا بإيقافها بصورة نهائية وتأكيدا لذلك نتحدث عن الزيارة المريبة التي قام بها وفد الكيان الصهيوني لمقار ومجمعات التصنيع الحربي بالخرطوم برفقة أعضاء مجلس السيادة والتي بعدها تم إيقاف تصنيع ( الدبابة البشير) وغيرها من المنتجات الدفاعية هذا الأمر تزامن مع حذف المواقع الإلكترونية التي كانت تخصصها القيادة العسكرية السودانية لعرض منتجاتها باعتبار السودان مثل الدولة العربية والأفريقية الوحيدة التي تنتج دبابات قتالية مما جعله مصدراً مهماً لمد دول أفريقيا والشرق الأوسط بالأسلحة .
لقد ساهمت دول الغرب بقوة في دعم الحملة الإعلامية العنيفة التي قادها المدنيون لتنفيذ مخططهم الذي إستهدف تسريح الجيش السوداني
و إستبداله بقوات الحركات المتمردة ومن ثم تجريده من الشركات والمؤسسات الاستثمارية.
عرفتم كيف ومتي بدأت حربهم علينا ؟!.
و عرفتم لماذا يكرهوننا ..؟!
لأننا نجحنا أو على الأقل حاولنا وبجدية .
أن نعد لهم ما إستطعنا من قوة ومن تصنيع و تطوير (دبابات) أرهبت عدونا وعدوا الله وأدخلت في قلوبهم الرعب .!!
ولذلك سعوا بكل ماعندهم من خبث ومكر ليدمروا بلادنا بل ويخربوا بيوتنا بيتا بيتا
و لإنجاح مكرهم السيء حشدوا أرتال من الخونة و العملاء والمرتزقة.
ايها السادة القوات المسلحة مستهدفة..!
فماذا انتم فاعلون!؟.
نقطة سطر جديد.