مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني : جريمة جديدة في سجل تتار العصر…. ابحثوا عن المحرضين

أحدث جرائم مليشيا الجنجويد خلال هذا الأسبوع هي اقدامهم على تصفية مدير مستشفى الحصاحيصا الدكتور فاروق يحي محمد استشاري التخدير والعنايه المركزه واحد الخبراء في مجال التخدير بمجلس التخصصات الطبيه العليا بالسودان ، وقد تمت الجريمة النكراء امام أسرته إذ قتل الطبيب الخبير وهو يدافع عن عرضه امام هذه الفئة الباغية الظالمة بمنطقة قوز الناقة ريفي ابوقوتة .

وتضاف هذه الجريمة الشنيعة الي السجل الأسود لهذه المليشيات المتوحشة والتي لاتتوقف ابدا عن ارتكاب كافة الموبقات والجرائم في حق الشعب السوداني بجراءة واطمئنان ليس له مثيل ، ولما لا !! وقد منحتها القوي الدوليةالساعية باصرار لتفتيت السودان ، منحتها الضوء الأخضر وتغض عنها الطرف وتصمت صمت الحملان عن جرائمها وانتهاكاتها الفظيعة في حق المدنيين بالسودان ،

ولعله من المؤسف ان القوي الدولية لم تكتفي بالصمت فقط بل هي تدافع عن المليشيا المجرمة من خلال الآليات الدولية مثل مجلس الامن الدولي وهو المجلس المروض والذي لايختشي ابدا ويسعي لمساواة القوات المسلحة السودانية بالمليشيا ، بل لايفوت سانحة في الإشارة إلى تجاوزات واخطاء مزعومة للجيش السوداني ،

وبسبب هذا التواطوء تتواصل جرائم هذه المليشيات الإرهابية لان الحماية الدبلوماسية متوفرة للدولة الراعية والممولة وهي وكيلة الماسونية العالمية، بجانب وجود دعم ومساندة من الثلاثي الدولي عديم الأخلاق والقيم وهو الثالوث الذي يدير شئون العالم الان وهم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا.

وبالنظر إلى جرائم المليشيات الإرهابية منذ تفجر الحرب التي خاضتها بتحريض من الشريك السياسي ( قحت) ودعم عسكري وفني من المتأمرين الدوليين للقضاء على الجيش السوداني وتصفية كل من ينتمي للاسلاميين بالسودان .

هذه الجريمة التي ارتكبتها المليشيا المجرمة ليست غريبة عليهم ولم تكن الأولى لان معظم من قتلتهم مليشيا الجنجويد بالعاصمة ومدني ومناطق الجزيرة وفي دارفور وبعض مناطق كردفان ، معظمهم كانوا يدافعون عن عروضهم ، فهؤلاء الاوباش قد استهدفوا الفتيات والنساء بشكل خاص ، والانكي والأمر انهم يتعمدون اهانة رب الأسرة واجباره على مشاهدة عمليات الاغتصاب لزوجته او بناته او اخواته ، وهذا لعمري نوعا من الحقد الأسود ينسب إلى مازوشية متطرفة تنتمي إلى القرون الوسطى ،

وقد درجت هذه المليشيا على اذلال المواطن السوداني وممارسة أقصى درجات التشفي والانتقام منه ، ويتم ذلك دون وجود اسباب او مبررات وحجج حقيقية لتلك الجرائم ، فهم يرددون كلمات مثل فلول، كيزان ، دولة ١٩٥٦ م ،

وهذه المصطلحات التي تنبس كراهية وحسدا وحقدا هي في الأصل من ادبيات الحزب الشيوعي السوداني ، وهو الحزب الذي تولى عمليات الترويج لخطاب الكراهية المتطرف ضد خصومه السياسيين (الاسلاميين) ، إذ تبني الحزب الشيوعي المليشيا بشكل غير مباشر عبر خطط خبيثة وماكرة ، وكل فعل متطرف او جريمة ترتكبها المليشيا الإرهابية في حق قيادات تنتمي للتيار الإسلامي كانت تطربهم وتسعدهم ، رغم ان اللجنة المركزية تتغطى في الوقت الحالي بثوب الحياد الكاذب ، بيد ان تصريحات ياسر عرمان القيادي السابق بل العضو التاريخي في الحزب ، واحد أبرز خريجي المدرسة الشيوعية المتطرفة بالسودان ، إذ صرح بالقول انهم يريدون ان تكون المليشيا بديلا للجيش السوداني.

فان بحثنا عن المرض لهذه الجرائم نجد انه خطاب الكراهية التي تبناه هذا الحزب وتوابعه من الاحزاب المجهرية مثل الجمهوري والبعثي ، وبدعاوي انتهازية ونظرة متطرفة لايريدون الوفاق ويرفضون المائدة المستديرة وكأنهم اناس منتمين الي عصور الظلام وتشعر وكأنهم يعشقون الدماء ويجدون اللذة والمتعة في دماء ضحاياهم ، الجناح اليساري المتطرف رفض كل المبادرات الوطنية المخلصة الداعية الي جمع شمل كل القوي السياسيه السودانية ، ومازالوا متمترسين في خانة الرفض لاي مبادرة مصالحة او سلام مع الاسلاميين حتى ولو تشرد كل الشعب السوداني وحتى ان مات كل أطفال السودان جوعا ، فكل ما يشغل بالهم هو الصراع السياسي وكسب جولة واحراز اهداف في شباك الاسلاميين لتخلو لهم الساحة وحدهم ، فهؤلاء المحرضون والذين تسعدهم وتشجيهم جرائم الجنجويد لديهم فوبيا ورعب وخوف من المنافسة السياسية مع الاسلاميين.

الان هذا الحزب الاحمر يكذب ويتحري الكذب بالقول انه خارج إطار الحرية والتغيير او تقدم او غيرها من كياناتهم الجديدة ، ولكن كل التصريحات المتشددة الرافضة للوفاق تلتقي و والسلوك العدواني العنيف من الجنجويد تجاه الاسري من القوات المسلحة السودانية او المعتقلين ظلما من بعض قيادات الاسلاميين ، لذلك سنكتشف ان الاب الروحي لهذه العصابة هو الحزب الشيوعي السوداني ومعه بعض الأحزاب المتقزمة التي تتبعه أينما حل وكيفما قال .

اخيرا فأن هذا الحزب الصهيوني الهوى هو الذي يقود الان عملية نسف المبادرة المصرية بدعاوي ان المؤتمر الوطني سيشارك ضمن القوي السياسيه، فالمبادرة المصرية جامعة ولاتستثني أحدا وهي بذلك ستكون افضل المبادرات التي طرحت لمعالجة القضية السودانية وهي القضية التي تتشابك خطوطها وتتعقد مساراتها بسبب رعاية اليسار المتطرف لمليشيا الدعم السريع.

مقالات ذات صلة