نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري : الإعلام ، وتقاعس الدولة…
بحت اصواتنا، والدولة لا تستمع،! عندما يتحدث الناس في الميديا عن سير المعارك ، تجد من يسكتهم بحجة أن هذه خطط عسكرية ، والجيش هو الذي يحدد سيرها، ! جيد، كلام معقول، ولكن هنالك معركة طاحنة من نوع آخر، معركة لا تقل عن المجابهات العسكرية على الأرض، بل خطورتها تتعدى كل الخطوط الحمر، وهي معركة صناعة وتشكيل الرأي العام.
قلنا مرارا ان الإعلام أضعف حلقات هذه المعركة، ولم يستمع لنا أحد. قلنا ان الوزير جراهام غائب، وأن المتحدث الرسمي باسم الجيش دون المستوى المطلوب ! وكأننا نؤذن في مالطا.
جيشنا غالب، والمجاهدون يتقدمون ويلحقون الهزائم تترى بهؤلاء الاوباش، والحقائق تزور وتبدل،والشائعات تنتشر والميديا تشتعل بالأكاذيب، فتسقط معنويات الناس قبل سقوط المدن.
ماحدث في سنار اكبر دليل على هذا النقص المعيب،ولو لا لطف الله لخرج المواطنون منها وتم تفريغها لكي يعيث هؤلاء الأوباش فيها فسادا. كل ذلك بسبب التضليل الاعلامي ، والحملات الإعلامية الممنهجة والمصنوعة باحترافية عالية من قبل وكالات اعلام وعلاقات عامة دولية.لقد هزمتنا المليشيا اعلاميا.
ومازلنا نستسهل عظيم الأمور، سنؤتى من قبل الإعلام، ويا حسرتنا لو تم ذلك،
يا قيادة الدولة ، هذه معركة مصيرية تحدد مستقبل هذه الأمة برمتها ، لا مجال للمجاملة، لا مجال للمحاصصات السياسية.
علينا أن نتحرك في مجال الإعلام الحربي والحكومي اليوم قبل الغد.
صحيح انه تمت تعديلات ادارية في التلفزيون القومي بإضافة عمار شيلا كمدير للتلفزيون ، عمار رجل فنان، لكن لن يقدم شيئا، لن يستطع فعل شئ في وسط غابة من الإشكالات والعوائق.
نحتاج إلى رؤية ابعد وتفكير خارج الصندوق، نحتاج إلى بناء منصات اعلامية لنشر الوعي وتكذيب الشائعات، بل نحتاج إلى خبراء في مجال صناعة الرأي العام والتأثير فيه،
إن إعلامنا وقبل الحرب كان هشا وضعيفا من الأساس، وازداد ضعفا وهشاشة بعد الحرب.
فماذا تنتظر يارئيس مجلس السيادة ؟! ..لماذا لاتحرك ساكنا في هذا الملف الخطير، ؟!..
نقطة سطر جديد.