فلسفة الإنتصار (الحذر…و الثأر ..) .. بقلم أ.د صلاح الدين خليل عثمان ابو ريان

يرى أرباب الفكر والمعرفة أن حب النصر والإنتصار غريزة مركوزة فى وجدان الانسان، فهو يحب النصر الحسى والمعنوى فى مجالات حياته المختلفة نظرا لأهمية النصر وصلته بإرساء أسس السلام واقامة العدل حفظا لكرامة وحرية الفرد والمجتمع . وهناك عدة أنواع تراها فلسفة النصر منها ما ورد فى القرأن الكريم سناخذ منها (ولمن انتصر بعد ظلمة فأولئك ما عليهم من سبيل) لأنه يلامس الغريزة الوجدانية للشعب السودانى فيشعر أن جرحه هدأ وإلتأم .هذه منهجية فلسفة النصر التى يجب أن تطبق على هذه المليشيات ، لا مجال فيها لأسير بعد هذا الموت و الدمار . فأنظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. السودان الآن ينعم بأعظم إنتصار فى ميدان القوة الإستراتيجية من دون شك، وهو النصر العسكرى فى ميدان معركة الكرامة.
أما الشق الثانى لا يقل عنه أهمية وهو النصر السياسى الدبلوماسى المتمثل فى فشل (تقدم ) وتساقط أوراقها وتآكل أطرافها بالاستقالات علنا وهزيمة دويلة الشر الأمارات دوليا باعتبارها هى التى أقامت جسرا جويا عبر دول الجوار لنقل أسلحة الدمار والقتل والموت لظنها أن مليشيات الدعم الصريع قادرة على أن تكون القابلة القانونية لتوليد دولة العطاوة من رحم الموت والدم المراق فى السودان .
عام مضى على الحرب فما الذى نتذكر وماذا حدث بعد إنتصار الفاشر .التاريخ وحده سيجيب عن كل الأسئله التى طرحت وتطرح وستطرح ، والتاريخ وحده سيسجل الحقيقة كما هى بعد أن بين وفرز الناس ووزعهم فى قوائم . فهؤلاء الذين صمدوا وتصدوا بشجاعة دفاعا عن الوطن ، وأولئك الذين غدروا وطعنوا الوطن فى الظهر قبل وخلال وبعد الحرب ، هم قحط وتقدم والدعم الصريع وهناك مابين هؤلاء وأولئك !! لكن صفحات التاريخ لا ترحم وربما يمر وقت طويل قبل أن نقرأ الحقائق كما هى دون تحريف أو تزوير. ألسنا فى زمن الزيف والأكاذيب و الخيانة الوطنية . وحتى ذلك الحين يحق لنا المجاهرة بمشاعر الفخر والعزة ونحن نشاهد إنتصارات الجيش والأمن والشرطة والشعب فى جميع المحاور ، سجلوا بدمائهم أنصع صورة فى تاريخ السودان الحديث.
هى حرب ستستقر فى نفوس أجيال هذه الامة يتناقلوها يرددونها على ألسنتهم ويرسمها الأبناء على كراريس الرسم .فى كل عائلة شهيد أو مصاب أو راو للمعركة .ومن الممكن إستثمار هذا النصر بصورة أفضل لتنشئة أجيال جديدة لم يصيبها ما أصاب الأجيال التى مضت ، هى عندى حرب أسرار إستراتيجية مركبة تنخرط فيها بحيوية وفاعلية استخبارات دول عظمى كأميركا وفرنسا وبريطانيا ودول اقليمية. قابلها الجيش والشعب وحلفائه بما يسمى إستراتيجية الصمود هى الأمل حققنا من خلالهاالنصر بإستحضار التاريخ ، واصبح الشعب السودانى المنتصر رائدا تاريخيا بين الأمم بعد أن توحد بكل فئاته وإنتمائاته وامتدت جذوره لتصل اعماق الارض وارتفعت فروعه لتصل أعالى السماء. آن الأوان لنبدأ الأنتاج والتعمير والبناء . إن لثقافة النصر وعزة النصر أسبابا ومعادلات وفلسفات وفكر، النصر ليس سحرا بل إرادة وليس قدرا بل جهدا وإجتهادا وحشد طاقات وحذر وعين ساهرة لا تنام وفك اللجام لابد من المعاملة بالمثل والثار واجب تفرضه آثار هذه الحرب . السودان ساهم فى بناء هذه الدويله ولديه إمكانية هدمها ، هذه هى العقدة النفسية لديهم. عاشت القوات المسلحة السودانية المشاركة فى كل حروب البلاد العربية والمدافعة عنها حاليا .. عاش الجيش اليمنى وهو يدافع عن غزة ويلقن دويلات الشر المهزومة دروسا قاسية.
عاش كفاح الشعب السودانى المسلح.
الموت والدمار والفناء لدويلة الشر .

أ.د/ صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان .
أستأذ الفكر المعاصر والدراسات المستقبلية. الاكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والامنية.

مقالات ذات صلة