مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني : إلى المبعوث الأمريكي… انك تنتقي فقط حبات الزبيب من الكيكة

المبعوث الأمريكي الجديد للسودان توم بيرييلو يبدو أنه رجل متسرع و متعصب لليسار ولم يتعلم من أخطاء سلفه السابق جون جودفري وهو الرجل الذي قد فشل في مهمته وعاد خائبا بعد أن اظهر انحيازه بشكل واضح وفاضح الي جانب تكتل ماعرفت سابقا بقحت والان تقدم وغدا ربما تصبح تلاشى .
السيد بيرييلو ومن خلال تصريحاته غير الموفقة والتي ارسل عبرها
تحذيرات إلى الجيش السوداني وتهديدا صريحا فحواه ، انهم وفي حال اصرار الحكومة السودانية الحالية على ربط عودة وفدها للتفاوض بشرط تنفيذ مليشيا الدعم السريع المتمردة للبند المتعلق باخلاء منازل المواطنين والاعيان المدنية ، فإنهم وقتها سيكونون مضطرين للاستعانة بقوات دولية أفريقية لحفظ السلام بالسودان.
ويظن هذا الساذج السعيد بوظيفته الجديدة ان الجيش السوداني سترتعد اوصاله وتاخذه الرجفة ويسارع الي تنفيذ مطالب وشروط هذا المبعوث المغرور ، او بالأحرى يمكن أن نقول هي مطالب مجموعة تقدم التي تمثل الان الجناح السياسي للتمرد ، وهي مجموعة تلقى مساندة وتأييد ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية ومن عدد من مجموعات الضغط المتأمرة على السودان ، وهي ذات المجموعة الدولية التي فقدت مصداقيتها بعد صمتها الغامض عن جرائم وانتهاكات فظيعة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين بولاية الجزيرة وبعض ولايات كردفان هذا بخلاف ما أحدثته من جرائم ضد الإنسانية وتشريد للأهالي بولاية الخرطوم ، وتتجاهل الإدارة الأمريكية وكل المنادين بمبادىء حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية ، يتجاهلون بشكل مخجل ومؤسف، بل يغضون الطرف عن الجرائم اليومية التي ترتكبها مليشيات الدعم السريع في حق المدنيين بالسودان من قتل و نهب وسلب لممتلكاتهم واغتصاب النساء وبيعهن في أسواق غرب أفريقيا وتصفية الاسري وقتل الأطفال وتدمير البني التحية للدولة ، يحدث كل ذلك ولاتتحرك الولايات المتحدة الأمريكية واصدقائها بمجلس الأمن الدولي الا بعد أن يتهدد الخطر وتحيق الهزائم بحليفتهم وهي المليشيات المجرمة ، ولا يفوتهم ابدا التذكير باي هفوات او اخطاء ترتكبها قوات الجيش السوداني، فيسارعون في تحميل القوات المسلحة السودانية جرائم او اخطاء يقولون عنها وكأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقصف من قبل تجمعات مدنية نتيجة اخطاء وسوء تقدير ، ولكنها تظل محاولات بائسة ويائسة وخاصة مسعي المساواة للجيش السوداني مع المليشيات الخارجة عن القانون .
انكم يا سيد بيرييلو يجب أن تتوارون خجلا لان الشعب السوداني لم يعد يثق في اقوالكم ولافعالكم فانتم منحازون تماما ال فئة قليلة لاتمثل سوي ٢ ٪ من مجموع تعداد الشعب السوداني و الذي يتجاوز (٤٥) مليون نسمة ، فانتم لاتعرفون للعدل طريقا ويقودكم الحقد الأعمى وتدعمون سرا دولة الإمارات العربية المتحدة وهي التي تمول مليشيات الدعم السريع بالمال والسلاح والمعدات الفنية وترسل جوا شحنات الأسلحة المختلفة ومنها أسلحة أمريكية متطورة وتعلمون ذلك جيدا ، وهي شحنات تصل إلى تشاد كل أسبوع منذ بداية الحرب و التي ساعدتم على اشعالها بعد اصراركم على تنفيذ الاتفاق الإطاري الذي يكرس للديكتاتورية المدنية وانتم تتحدثون بلسان النفاق والكذب بانكم مع التحول الديمقراطي ، فالكل يعرف ان التحول الديمقراطي في اي بلد بالعالم وبعد ثورة شعبية هو حكومة انتقالية ترتب لانتخابات حرة ونزيهة ، هذه هي التراتبية المعروفة في العلوم السياسية ويعرفها المواطن السوداني منذ العام 1964 م ، بيد انكم لاتريدون ذلك ولا تريدون قيام انتخابات حرة ونزيهة في السودان فهذا ماقاله المبعوث السابق واكده العجوز فولكر ، تريدون فرض دكتاتورية مدنية باي شكل ، كما انكم تدركون جيدا ان الإمارات تستخدم مواني دوالا بالكاميرون وممبسا بكينيا وتغضون الطرف عن ذلك ، كل ذلك يتم بشكل علني وفي وضح النهار بتأييد ودعم وموافقة
دولتك الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا ومنظمات دولية ، جميعهم يتوهمون انهم سيصنعون الفارق لصالح الدعم السريع وهزيمة الجيش السوداني ، وتظنون توهما انكم تستطيعون كسر ارادة المواطن السوداني ، ولكن ما لاتعلمونه ان شعار (جيش واحد ، شعب واحد) ليس عبثا ، فان كنت صادقا فيما تقول فلتجرب ان ترسل قوات مرتزقة أفريقية الي الأراضي السودانية لمواجهة مالا يقل عن عشرين مليون مقاتل جاهزون للدفاع عن أرضهم وعرضهم .
انك تكرر ذات الأخطاء التي وقع فيها كل من المبعوث الخاص للأمين العام فولكر والسفير السابق ومبعوث الإدارة الأمريكية جون جودفري، وهما من خلال رهانهما الخاسر على فئة قليلة منبوذة من كافة قطاعات الشعب السوداني (تقدم)، وقد صادفهما الفشل و غادرا وهما يجران اذيال الخيبة.
أنهما قد راهنا على تكتل تقدم وهي الكتلة التي فقدت كل شيء الان في السودان وتلاشت قواعدها الشبابية بالسودان تماما، فهؤلاء هم من اعتمدت انت عليهم وتحصلت من خلالهم على معلومات مضللة عن الأوضاع بالسودان ، فان كنت تريد أن تفهم حقيقة مايجري وتلم الماما كاملا بتعقيدات الملف السوداني ، عليك بمقابلة كل الوان الطيف السياسي السوداني دون استثناء، مع احترام لسيادة السودان واحترام قياداته الحالية التي تدير الوضع السياسي والاقتصادي والأمني ، مع عدم اللجوء للتصريحات المستفزة ، والا وانك سوف تدور في حلقة مفرغة وستغادر غير مأسوفا عليك كما غادر من تولى المهمة قبلك.
أن التصريحات التي ادليت بها وتحمل تهديدات جوفاء يجب أن تتراجع وتعتذر عنها ، لان قيادات الجيش السوداني لن تخيفهم وترعبهم هذه مثل هذه الترهات والهرطقات.
ويبدو انك لم تفهم حتى الآن ماهو السودان ومن هم السودانيين ، فانت لم تذاكر التاربخ جيدا، فاذهب واقرأ من جديد عن تاريخ هذا البلد ، فان كنت تعلم او لا تعلم أن الشعب السوداني فريد ومتفرد في قضايا الكرامة والعزة والنبل والشهامة والشجاعة، فهو شعب عصي على التركيع والانكسار ، وما لايعرف يا مستر بيرييلو ان مجموعة تقدم التي اعتمدت علي رؤيتها في فهم الملف السوداني ، هي الآن مجرد فئة سياسية صغيرة قد لفظت تماما ونبذت من الشعب السوداني ، وتدرك هذه المجموعة السياسية الصغيرة انهم لن يستطيعوا العودة للسودان باي شكل ومقابلة المواطنين الغاضبين عليهم ، وقد يعجزون حتي عن ممارسة حياتهم العادية لان الانتقام منهم سيكون سريعا وقاسيا بسبب مساندتهم وتأييدهم لمليشيا الدعم السريع وتبرير ما ارتكبته من جرائم وانتهاكات في حق الشعب السوداني .
ونظن ان المبعوث الأمريكي بيرييلو قد وقع في المحظور بعد أن حاول قطف حبات الذبيب فقط من الكيكة ، فمجموعة تقدم لا تمثل سوي حبات ذبيب فاسدة و يبدو أن توم بيرييلو قد اكتفي فقط بنتف حبات الذبيب ولايريد تذوق الكيكة الكبيرة التي تمثل كل السودان حتى يفهم كيف هو الطبخ السوداني ومن خلاله قد يفهم كل تعقيدات المشكل السوداني ، فان أصر على الاكتفاء بحبات الذبيب الفاسدة فإن مهمته مصيرها الفشل ، وهو لن يصل إلى شي ، ويجب أن يعلم السيد بيرييلو ان الشعب السوداني هو معلم الشعوب الأفريقية وقاهر الاباطرة والدكتاتوريات ، فلا انت ولا غيرك يستطيع أن يفرض علينا مجموعة سياسية صغيرة تم تصنيفها من قبل الشعب السوداني انهم مجرد عملاء وضيعين رخيصي السعر تبيعهم وتشتريهم الإمارات بابخس الأثمان.
فان أردت النجاح لمهمتك عليك التواضع عن الغرور وعدم ارسال التهديدات الجوفاء وقرع البراميل الفارغة ومناطحة طواحين الهواء، ولو انك اصررت على ذلك كما هي عادة الإدارة الأمريكية في لي عنق الحقيقة ، وواصلت في ضلالهم القديم ستلحق بمن سبقوك باسرع مما تظن.

مقالات ذات صلة