نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري : السودان…لعنة اليورانيوم..
اشرنا في المقال السابق والذي يتحدث عن اسباب ودواع الحروب المستدامة في السودان.،اشرنا عرضا، ان اليورانيوم هو من اكبر الاسباب للصراعات الخفية في السودان..وقريبا سيصبح صراعا علنيا بين القوى الكبرى ، خاصة الولايات المتحدة وروسيا…ولا ننسى التوجس الاسرائيلي من ذلك.
وللصين ايضا طموحات عظيمة في هذه المنطقة المهمة من العالم.
احتياطات اليورانيوم في السودان تقدر بـ 1.5 مليون طن، وهي ثالث أكبر احتياطي للخام في العالم، وفق أرقام غير رسمية.
ان الاستثمار في اليورانيوم وخاصة في الطاقة النووية، و الطاقة المتجددة ، يخيف الكثيرون ..وهو باب غير موصد لكل استخبارات العالم وعيون المتشاكسين في الحروب الباردة والحارة.
ومن اكبر الدلائل على قولنا ان اليورانيوم كان من الاسباب التي عجلت بسقوط الانقاذ ، سعي الحكومة السودانية آنذاك وبجدية في هذا الاتجاه ، إذ وقع وزير الكهرباء والموارد المائية السوداني معتز موسى، مع روسيا بالعاصمة موسكو، خارطة طريق لإنشاء محطة نووية للأغراض السلمية منتصف عام 2019….ولم يجف حبر الاتفاق…إلا وسقطت الانقاذ.
وعندما حددت وزارة المعادن السودانية المواقع الغنية بمعدن اليورانيوم بالبلاد بعد اعلان فتح الاستثمار في المعدن بالتنسيق مع أجهزة الأمن. تحرك اللوبي الصهيوني بقوة لايقاف هذا العمل الخطير في تقديرهم.
ويعد اليورانيوم من أثمن المعادن لدخوله في العديد من الاستخدامات المعاصرة الخاصة باستغلال خواصه النووية الفريدة باعتباره النظير الانشطاري الوحيد الذي يمكن العثور عليه في الطبيعة. ..
اذن هو الخطوة الاولى المهمة للقنبلة النووية..وهو ايضا قفزة هائلة في مجال الطاقة الكهربائية السلمية ،مما يعني الاستقرار الاقتصادي ودفع عجلة الانتاج.
خاصة وان التقارير العلمية تقول بقرب نضب البترول من العالم.
إن الحرب الدائرة فى السودان منذ منتصف إبريل الماضى، ما هى إلا تتويج لفوضى مصنوعة وأمن مفقود واستقرار غائب، ظهرت ألسنته- فى السابق – لتحرق دارفور وتقسم السودان «شمالى وجنوبى» كل ذلك من أجل صرف النظر عن عمليات التهريب والتخريب التى تتم تحت أزيز الطائرات وأصوات المدافع والبنادق لإفساح المجال أمام الدول الاستعمارية كى تعمق الانقسامات والصراعات وتفوز بالمكاسب المأمولة.
وبما أن الدول الكبرى لا ترى مستقبلا إلا للطاقة النووية فمن الطبيعى أن تسعى لتوفير اليورانيوم، وليس هناك أفضل من السودان ، قال مدير الأبحاث الجيولوجية التابع لوزارة المعادن السودانية «محمد أبو فاطمة» إن السودان غنى باليورانيوم الموجود بوفرة فى: «جبال النوبة وشمال كوردفان وغرب دارفور وبيوضة بولاية نهر النيل والبطانة وجبال البحر الأحمر»، ويتميز اليورانيوم المستخرج من السودان بأنه من النوع العالى النقاوة.
بالإضافة لليورانيوم يأتى الذهب، الذى تمتلك منه السودان ثروة ضخمة جعلته يحتل المركز الثالث عشر عالميا فى إنتاج الذهب، والمركز الثالث إفريقيا بعد «غانا وجنوب السودان»، وجملة ما ينتجه السودان سنويا حوالى «79» طنا بينما الاحتياطى منه قد يصل إلى حوالى «1550» طنا تعزز التدخل فى الشؤون الداخلية للسودان.
أما البترول والغاز فهما موجودان بوفرة تسمح بالتصدير، ناهيك عن الثروة الزراعية الهائلة التى أتاحتها الأراضى الشاسعة الصالحة للزراعة تزيد على «50» مليون فدان سمحت بوجود مراع ممتدة كان من المفترض أن تغذى العالم باللحوم والألبان والأجبان، هذا بالإضافة إلى النحاس والحديد والفضة والزنك والرمال السوداء والجبس والعقيق والملح وسلكات الألومونيوم والمنجنيز والرخام والمايكا والكبريت وغيرها من الخيرات التى لا تُعَد ولا تُحصى.
بسبب هذه النعم- يتم تدمير السودان
واشغاله بحروبات لا تنتهي.
ولا ننسى ان الولايات المتحدة الأمريكية مارست ضغوطها على شركات بتروناس الماليزية وتاليزمان الكندية والنفط الصينية لدفعها للرحيل من السودان. أما الأول؛ فقد ردت القوات الفرنسية ـ بدعمها للرئيس التشادي السابق حسين حبري ـ القوات الليبية على أعقابها أواخر الثمانينات عندما بدأ التنازع بين البلدين على إقليم أوزو الشمالي بتشاد لمعلومات قيل: إن (الزعيم الليبي) معمر القذافي قد تبلغها من العالم الباكستاني النووي الأبرز عبد القدير خان عن مخزون هائل من اليورانيوم في الإقليم. لذا فان اقليم دارفور ..يمثل نقطة عالية الحساسية ومكمن الصراع.
ماذا نفعل؟! وكيف تكون الاستفادة من هذه الموارد..ومع من ينبغي ان تكون شراكاتنا الاقتصادية والاستراتيجية.
علينا ان نستخدم عقولنا ..وان نبحث عن مصلحة بلادنا ، في عالم تحكمه المصالح.
دعونا نتجه شرقا …الى ( روسيا و الصين ) .
لاعادة التوازن والعدل .
انها لعبة السياسة…فهل نجيد اللعب ؟!
نقطة سطر جديد.