نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري : السودان ..اسرار خطيرة مع اسرائيل…
يعتقد البعض ان اسرائيل …تقاتل الفلسطينيين …وان اسرائيل تقاتل وتحارب العرب على الاراضي الفلسطينية…!.
ايها السادة ..اسرائيل تقاتل في الارض الفلسطينية …وعينها على السودان…
السودان هو العدو الاول لاسرائيل قبل الفلسطينيين.
اسرائيل لم ولن تترك السودان وشأنه ابدا…ستون عاما ويزيد واسرائيل تشعل الحروب في السودان بكل الطرق…
ايها السادة ..ان حرب الجنوب المسيحي مع الشمال المسلم صنيعة يهودية صليبية …وعندما استطاع الشمال الصمود واستخرج البترول …وقفز للامام بقوة صادمة بمساعدة الصين بعد طرد الشركات الامريكية والتي على راسها شركة شيفرون والتي كانت تماطل لسنوات…
تحرك اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة ..دافعا الجنوبيين للانفصال ممنيا اياهم بانهم سيعيشون سويسرا جديدة في افريقيا…فكان تقرير المصير والذي اعطى الجنوب حق الانفصال بنسبة ٩٧% . وتمت الخديعة ..فقد الشمال كل النفط وانهار اقتصاده فجأة ولم يستفد الجنوب من نفطه اذ اشعلت دول الاستكبار عن طريق رياك مشار حربا جديدة هناك.
وصمد السودان …هذا الصمود الاسطوري دفع اسرائيل وعبر الاعلام الغربي الهائل واذرعها واستخباراتها في اشعال بؤرة اخرى في دارفور…اشتعلت الحروب في كل مكان ..في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة وحتى ارهاصاتها ظهرت في شرق السودان…
وتم تدريب قادة الحركات المسلحة في اسرائيل…على رأسهم عبد الواحد محمد نور…تدريب ورعاية علنية ، وما خفى اعظم.
قلوب ملات بالحقد والكراهية…ضد ابناء البلد الواحد.
ومرة اخرى صمد السودان.
هنا كان لابد من ضربة قاضية ..نعم
.فقد حركت اسرائيل ربيبتها الامارات العربية لاشعال حرب جديدة لا تبقي ولاتذر …حرب هائلة خطط لها بدقة ..وصرفت لها مليارات الدولارات…تم جمع عدد هائل من العملاء ..تم تحييد عمر البشير والاسلاميبن بل وهزيمتهم…ثم جئ بالمغفل النافع حميدتي …ورفيقه الضعيف العميل حمدوك..
انها دولة العطاوة ..امارة المال والذهب ..حلم عرب الشتات في مالي والنيجر وتشاد وليبيا وكل دول غرب افريقيا…
وسرقت الامارات ذهب السودان ..بل اصبحت في سنوات قليلة تملك اكبر احتياطي للذهب في العالم بجانب سويسرا والولايات المتحدة وجنوب افريقيا….وارض الامارات ليس فيها جرام ذهب واحد…كل الذهب من السودان ..سرقة القرن..بل اكبر سرقة معلنة عبر التاريخ البشري…
…والسودان مازال صامدا…
لماذا ؟! .
لان السودان خيره وفير….النيل يشق ارضه من جنوبه الي شماله ..والقاش ونهر عطبرة ، والامطار والمساحات الهائلة للزراعة.السودان سلة غذاء العالم…ثم ظهر اليورانيوم….
اليورانيوم …بلاء جديد وملف خطير جدا..مسكوت عنه. خاصة وان كل التقارير تقول بقرب نضب البترول في العالم…والمستقبل لليورانيوم.
والسودان كنز من اليورانيوم.
..ولكن لابد من تدمير السودان ..لن تتراجع اسرائيل ابدا ..
فهاهو وزير الأمن الاسرائيلي السابق يقول : بأن اسرائيل تبنت استراتيجية لاضعاف السودان وتفكيكه منذ بداية استقلاله وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحده .. وان جميع رؤساء اسرائيل تبنوا خطاً استراتيجياً يرتكز علي تفجير بؤر و ازمات مزمنة في الجنوب ثم دارفور .. وقال ان موارد السودان اذا استثمرت في ظل أوضاع مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها ألف حساب.
: لكن لماذا تفعل اسرائيل ذلك ؟! ولماذا السودان؟! وماهو هذا الخطر العظيم الذي يمثله السودان على اسرائيل؟!.
وماذا تريد إسرائيل من السودان ؟! لماذا كل هذا العداء السافر.؟!
١. الأساطير المؤسسة للصهيونية تشير إليها كلمة السودان أو كوش قديما مع الممالك العبرانية في الشرق الأوسط. و جوهر علاقة الشعب التوراتي بالشعوب الأخرى في المنطقة وغيرها هي علاقة الحق الإلهي الذين يزعمون، المتمثل في السيادة على الأرض بعد إفناء سكانها أو استضعافهم والهيمنة عليهم ، فبنو إسرائيل كما يزعمون هم شعب الله المختار وأرضهم التوراتية تمتد من النيل إلى الفرات… اكرر من النيل الى الفرات. . وشعوب تلكم الأرض بين خياري الإفناء أو الأخضاع. والسودان موقعه في قلب تلكم الأرض التوراتية في كوش التي تقول التوراة أنها مهد البشرية الأول حيث هبط آدم وحواء من جنة السماء إلى جنة الأرض التي تحيط أنهارها الأربعة بما فيها نهر جيحون (النيل) بأرض كوش. . والعالم اليوم تجاوز عصر الأساطير الى عصر التنوير ثم إلى عصر سيادة المعرفة. والكثيرون لا يعرفون إلا القليل عن علاقة الصهيونية بالأساطير اليهودية التوارتية والتلمودية . وأول ما يجب ان ينصح به هو قراءة كتاب روجيه جارودي الموسوم بالأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ، كما عليه ان يقرأ
عدداً آخر من الكتب المؤلفين يهود وغير يهود أمثال سلافوي
جيجك ووالترمينلو وغيرهم . ولمن يريد نصا معربا فننصحه بقراءة الكتاب الذي حرره جياني فاتيمو ومايكل ماردر تفكيك الصهيونية نقد ميتافزيقيا سياسية والذي قام بتعريبه عادل حسن وهناك كتاب مهم لم يعرب بعد هو كتاب The Idia of Israel: history of power & knowledge
فكرة إسرائيل : تاريخ قوة ومعرفة – المؤلف ايلان بابي . ومن هؤلاء بيني موريس الذي كتب كتاباً بعنوان “تصحيح خطأ اليهود والعرب في اسرائيل 1936 1956 والكتاب مداخلة نقدية لفكرة التهجير ( الترانسفير في الايدولوجيا الصهيونية وذلكم من تلقاء هرتزل إلى بن غوريون. وكاتب اسرائيلي آخر هو نجمان بن يهوذا : قام بتفكيك أسطورة قلعة الماسادا ) التي تعول عليها الصهيونية في إبراز بطولات المناضلين من أجل مجد اسرائيل.
والجدير بالذكر أن جنوب السودان وشمال يوغندا كان من المناطق التي اقترحت الإنشاء نواة دولة إسرائيل . والاختيار نفسه يشير إلى أسطورة الأرض التوراتية من منابع النيل إلى منابع القرات . وكان يظن إن إقامة دولة يهودية في تلكم المنطقة النائية في أطراف الأرض التوراتية هو أمر يمكن تحقيقه بسهولة . ذلك لقلة السكان وتخلف حياتهم وانقسامهم القبلى من ناحية ومن الناحية الأخرى طمعا في الموارد الهائلة التي لم توضع عليها الإيادي بعد . وأهم من ذلك كله لوضع اليد على نهر النيل ” نهر جيحون في الأسطورة التوراتية.
و السودان يعرف بالإستراتيجية المائية لإسرائيل . وتفكيك السودان وانشاؤ دويلات ضعيفة في جنوبه وشرقه وغربه هدف إستراتيجي الإسرائيل . فدولة ضعيفة في جنوب السودان تمكن للمشروعات النيلية جنوباً ودويلة ضعيفة في شرق السودان مع المسعى لتفكيك أثيوبيا أو تحويلها الى حليف تمكن إسرائيل من تحقيق مشروعاتها النيلية على النيل الأزرق . إن تفكيك الممالك وتهجير الشعوب هي صناعة إسرائيلية عريقة . واستراتيجية إسرائيل في تجزئة العالم العربي الذي يمثل غالب أرض التوراة تعتمد على تقريب الأقليات العرقية والأثنية والدينية والتركيز الآن على غرب السودان وجعله مناطق ممنوعة من التفاعل مع بقية القطر من خلال قانون المناطق المغلقة ،كما فعلوا في جنوب السودان و جنوب النيل الازرق.
٢. في التلمود والتوراة ان اسرائيل ستنتهي في علوها الثاني على يد الكوشيين.وهم بنو السودان.
٣. تعتقد اسرائيل جازمة ان السودان هو نقطة انطلاق الاسلاميين وان التشدد الاسلامي ينطلق منه ..وان حماس تم تدريب كادرها الرئيسي في السودان وان المقاومة الفلسطينية انتقلت من الحجر الى الصواريخ من السودان…هذا الامر تصدقه وثائق خطيرة وتؤكده الضربات الاسرائيلية السابقة في منطقة البحر الاحمر ابان زمن الانقاذ.
….
ومازال السودان صامدا.
نقطة سطر جديد.