د عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب : الدعامة حطب القيامة
* إن الحروب التي تخوضها من جيوش و الحركات المسلحة من أجل مطالب أو حقوق معينة لا بد أن تبنى على مبررات أخلاقية سواءً كانت هذه الحروب دفاعية أو هجومية .
* و أنا أبحث منذ تمرد الدعم السريع في 15 من أبريل العام 2023م لم أجد لهم أبداً مبرراً كانوا يسوقونه من أجل هذه الحرب سوى مبررات سياسية أو أن مبرراتهم غير المنطقية و التي تستتر بمبررات سياسية بحتة ، و لكن ليس ميدانها القتال و الحرب و السلاح و الرصاص و إنما ميدانها الطرق السياسية السلمية المعروفة .
* حاولت المليشيا المتمردة جاهدة في كثير مما تبثه من مواد إعلامية عبر ناشطيها الإعلاميين أو قنواتها الإعلامية في الوسائط الإجتماعية المتعددة عبر الأسافير أن تبيض وجهها من الجرائم التي قامت بها و مازالت تقوم بها قواتها على الأرض من قتل و نهب و إغتصاب و تدمير للممتلكات و هذه تخالف قواعد الحروب النظامية التي بُنيت على اطر و قواعد معينة كما يعرفها علماء السياسة و الخبراء العسكريون .
* من المعروف في الحروب أن المؤسسات الخدمية يجب أن تكون بعيدة عن الإستهداف من المتحاربين مثل مصادر المياه و المستشفيات و الكهرباء و ….الخ و لكن ما رأيناه من تلك الميليشيا المتمردة تخطى حدود الإجرام المعروفة في وقت السلم و في وقت الحرب فيجب علينا أن ننتبه في كل مرة تبث فيها هذه الميليشيا مقطعاً دعائياً عبر منصاتها الإعلامية و ندرك أن وراءه غرض ما إذ أنهم لا يرعون إلاً و لا ذمة و هم عبارة عن مجرمين تحركهم غرائزهم الإجرامية في إرتكاب ما يقومون به من جرائم ضد الوطن و المواطن و التي تمثل في حقيقه الأمر جرائم ضد الإنسانيه حسب ما تعرفه القوانين الدولية المتعلقه بحقوق الإنسان و القانون الإنساني .
* بينما نرى أن الجيش السوداني له ما يبرره في خوض تلك هذه الحرب و أن المبررات الأخلاقية التي تجعل الجيش يواجه تمرد تلك المليشيا كثيرة أولها الحفاظ على أمن الوطن و المواطن و مؤسسات الدولة الخدمية و التي تقدم الخدمات الاساسيه للمواطنين من تعليم و علاج و كهرباء و مياه و غيرها من المتطلبات الاساسيه لتوفير حياة ٱمنة و كريمة للمواطنين بل تجده يضع شرطاً أساسياً في التفاوض من أجل إيقاف الحرب ألا و هو خروج هذه المليشيا من هذه المؤسسات الخدمية و الإستراتيجية التابعه للدولة و بيوت المواطنين بيد أن هذه المليشيا رغم الإتفاق على هذه الشروط لم توفي بتعهدها بالخروج من الأعيان المدنية و بيوت المواطنين بل ذهبت لأكثر من ذلك إجراماً بإحتلال مناطق أخرى لا يتواجد فيها قوات تتبع للدولة و الاحتماء ببيوت المواطنين و المؤسسات التابعة للدولة التي ينتفع المواطن من الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات .
* نجد ان المليشيا لا تعبئ بأي مبرر أخلاقي يؤدي إلى إيقاف الحرب أو إستمرارها بل إن المبررات التي تسوقها هي مبررات سياسيه تستتر من ورائها في إرتكاب جرائمها ضد المواطنين و مؤسسات الدولة و الغريب في الأمر ان من يشجعها في ذلك و يبث مبرراتها تلك مجموعة من السياسيين المدنيين الذين يمثلون جناحاً سياسياً لتلك الميليشيا المتمردة من مجموعات سياسيه مدفوعه الاجر من الكفيل فتجردوا هم أيضاً من الأخلاق التي تبنى عليها العملية السياسيه كما تبنى عليها الحروب .
* و الغريب في الأمر انهم عندما ينعون قتلاهم الهلكى تجدهم يدعون لهم بالمغفره و الرحمة و أنهم شهداء و هم في قرارات أنفسهم يعلمون أنهم عبارة عن مجرمين يقومون بإرتكاب جرائم و لكن بغطاء سياسي .
* مهما يحاول هؤلاء المجرمون من إرتكاب الجرائم و محاولة إلصاقها في الجيش السوداني و لكن الوعي الذي تشكل عند المواطن خلال فتره الحرب التي إمتدت قرابة العام و نيف جعلت من السهل جداً كشف هذه الأكاذيب و الإفتراءات و ردها إلى مصدرها الذي خرجت منه و يجعلنا أكثر تمسكاً بالوقوف خلف قواتنا المسلحة في حربها ضد الميليشيا المتمردة لإيقاف جرائمها ضد المواطن و الوطن و أيضاً لعلمنا التام أنها الضامن الوحيد لحقوق المواطنين بتمسكها بشروط التفاوض بخروج المليشيا المتمردة من منازل المواطنين و الأعيان المدنية و لا يهمنا في ذلك نعيق العملاء و المرتزقه ومن يقف ورائهم بإستعطاف المواطنين بإيقاف الحرب بأي حال تحت ذريعة طول أمد الحرب و أن لا قوة تستطيع الإنتصار فيها و لكن نقول لهم أن الفيصل بيننا أرض المعاركة نصراً و عزاً و فخراً لقواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى .