نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري : مجزرة ود النورة ..وابرة البرهان!….
وكل يوم تزداد الفجيعة ، وابرة البرهان تعمل ، ونكاد نموت من الحزن والغيظ، وهذه المليشيا تعيث فسادا امام نظر العالم ..تقتل وتسرق وتنهب وتروع…
وابرة البرهان تحفر.
قرية وراء قرية يتم تدميرها ويسحل اهلها ،والقتلى بالمئات…والخوف ينتشر..وابرة البرهان تفلفل.
ان الذي يحدث لانسان الجزيرة فوق التصور والخيال ، والمليشيا لا تخاف شيئأ …والبرهان سيعاقبها …لكن بالابرة.
سيحفر البرهان بالإبرة….في جسد هذا الوطن المنهك قبل حفره قبر هذه المليشيا التي تحفر فينا بالكراكة والجرار والبلدوزر…( حفر جد ) حفر عميق.
لقد حفرت هذه المليشيا عميقا في قلوبنا …وسال الدم جداولا وانهارا…
وخلاص….تم نبش قبورنا ودفننا احياءا…
وابرة البرهان لا تكل ولا تمل .
دماء سودانية ذكية لمواطنين عزل تملأ القرى والطرقات…
والناس تنتظر ابرة البرهان.
كل قرية تنتظر الموت والدمار والهلاك..قرية بعد قرية…ويخرج علينا المتحدث باسم الجيش ليدين ويشجب بلغة باهتة وصوت خفيض…وليته سكت..
قال في تسجيل صوتي : ان المليشيا ستدفع ثمنا غاليا…وهو يقصد طبعا ان ذلك سيتم عبر ابرة البرهان .
وأي ثمن ستدفعه المليشيا بعد ان قتلت من قرية ود النورة من النساء والاطفال والشيوخ والشباب اكثر من ١٥٠ شهيدا!؟. ..قتل بالجملة …بالكراكة باللودر….
وسينتقم لنا البرهان حفرا بابرته العجيبة.
علينا ان ننتظر هذا الحفر بالابرة الى ان نفنى جميعا…ونتلاشى…مدينة مدينة…قرية قرية….
كل مدينة تترقب متى يكون دورها في التهجير والاذلال والخوف والتدمير…وكل يوم نسمع القبض على خلايا نائمة هنا وهناك….وخلايا هذا العدو وسطنا …داخلنا…وهي صاااحية وليست نائمة….النائم هي ضمائرنا وهيبتنا وهبتنا…ورجولتنا…واستنفارنا…
نريد سلاحاً يابرهان…
صغارا وكبارا….رجالا ونساءا….نريد طوفانا من الغضب يطبق الارض ومن عليها على هؤلاء الهمج …الرعاع…المجانين…
نقتلعهم اقتلاعا من كل مكان …عاصفة من الغضب والثار في صدور الرجال…
والرجال يبكون…
هل تعرف بكاء الرجال يابرهان ؟!
الرجال يبكون..غضبا …وغما…داخل السودان وخارج السودان..وانت تحفر بالابرة.
كان الحفر بالابرة هذا معقولا ومنطقيا عند بداية المعركة…ولكن بعد الانتهاء من القوة الصلبة للتمرد ما فائدته؟!.
الشعب يتذمر يابرهان…فاحذر…
هذا الشعب ان غضب فلن يوقف غضبه شئ…فاحذر…
هذا الشعب اذا ( رمى طوبتك) فلن تفلح …فاحذر…
اذا تمزق مابينك وبين الشعب فلن تفلح الابرة في رتقه وخياطته…فاحذر..
لقد تعبنا يا رئيس مجلس السيادة…تم ارهاقنا …وهذا ليس تثبيطا للهمم..ولكن عليك ان تغير من طريقة الحفر هذه ..
فهل من المعقول حفر بئر بإبرة ؟!.
ثم ماذا سنفقد اكثر مما فقدنا ؟! لقد فقدنا كل شئ…كل شئ بمعنى الكلمة….فقدنا حتى كرامتنا…وانسانيتنا…فقدنا الحياة الآمنة..فقدنا المال والبنين …فقدنا الرجال والنساء والاطفال…تم تدمير عاصمتنا وتشردنا …بلا عمل ولا حياة ولا مستقبل.
ماذا سنخسر اكثر مما خسرنا..؟!
لماذا لا تعلن الحداد؟! …فنحن في ايام سوداء مظلمة…لماذا لا تعلنها طوارئ شاملة وحرب شاملة…لماذا لاتدك الجزيرة كلها فوق رؤوس هؤلاء الوسخ…؟! …لانريد منك شئ غير السلاح…ولكن ليس سلاح الكلاش ..انما السلاح الذي يصد هؤلاء المجرمين…فقد اثبتت التجربة ان التسليح الضعيف يثير حفيظة الجنجويد هؤلاء فيهجمون بلا رحمة بعرباتهم ومدافعهم الرباعية…ولا تنفع حينها شجاعة الرجال ولا كلاشاتهم البائسة.وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون )
الحفر بالابرة…لا نريده…نريد حفرا باللودر… وجعل عاليها سافلها وانهاء هذا الكابوس.
حتى المناطق الآمنة اصبحت غير آمنة…المليشيا تدون من بحري كرري الآمنة الآن..تنشر الخوف في اوساط المواطنين ..ويتساقط الناس البسطاء يموت ٢٠ مواطنا في يوم واحد في مجزرة اخرى…والغرض تهجير السكان وافراغ كرري منهم لسرقتها ونهبها والاستيلاء على العاصمة…
يضرب العدو بالدانات عشوائيا…فيموت الناس …بلا رادع …ومكان الاوباش معلوم …والطيران موجود…وابرة البرهان تعمل…وتحفر .
يارئيس مجلس السيادة :
(ابرتك دي مااادايرنها…اشتغل باللودر والكراكة.).
نقطة سطر جديد.