زينب المهدي توضح موقف حزب الأمة من تحالف «تقدم» وترفض الاتهامات بالانحياز
أكدت عضو المكتب السياسي بحزب الأمة القومي زينب الصادق المهدي، إنّ قرار المشاركة والانضمام إلى ائتلاف تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” تم ضمن وجود الحزب بتحالف الحرية والتغيير “ككتلة”، وشددت على عدم صحة الاتهامات بالانحياز لأحد طرفي القتال.
وأوضحت زينب، في مقابلة مع “سودان تربيون” بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا، أن مجلس التنسيق بحزب الأمة، قدم رؤية جيدة لإصلاح تحالف تقدم ردت عليها تقدم لكن مجلس التنسيق لم يخضع الرد للنقاش حيث أن اجتماعه الذي كان مقررا في 22 مايو الماضي لم يلتئم.
وبشأن الانضمام لـ “تقدم” قالت ان الخطوة تمت “من خلال مشاركة الحزب في ائتلاف الحرية والتغيير المجازة من المكتب السياسي، وعندما تكونت “تقدم” دخلت المجموعة في العمل الجبهوي ككتلة”.
وينص دستور ونهج حزب الأمة القومي منذ تأسيسه، على العمل في جبهات وتحالفات ما يعد موقفاً أصيلاً للحزب منذ بداية العمل الجبهوي في عام 1954 الجبهة الاستقلالية كما تؤكد زينب.
وبالعودة للمؤسسة المضطلعة باتخاذ قرارات المشاركة في التحالف، تقول زينب، إنّه في الظروف الطبيعية كان يفترض أن يعرض الأمر على المكتب السياسي لكن الحرب حالت دون اجتماعه.
وتشدد في الوقت نفسه، على أن الحديث حول وجود خلافات داخل الحزب بشأن عملية انضمام الحزب لتحالف “تقدم” لا تتم بمعزل عن حالة الاستقطاب الجارية بالساحة السياسية.
وأكملت قائلة: “الاستقطاب قديم، موجود، لكن الحرب أخرجته بعنف للخارج”.
وبيّنت أن الاستقطاب بين اتجاهين، الأول يتمثل في مشروع يؤمن بالمدنية الكاملة والديمقراطية والحريات وكل مطالب للثورة، بينما الاخر يرغب في وجود العسكر بالسلطة وهو مشروع أقرب لقوى الردة كما تسميه.
ورأت ان الفيصل ليس ادعاء مطالب الثورة بل طبيعة الأطراف – من حيث قربها للعسكريين- وأن حزب الأمة يسعى للوقوف على مسافة واحدة بين الطرفين باتخاذ موقف حاسم يرفض الحرب.
ونبهت زينب المهدي الى أن الدعاية الحربية التي تتهم حزب الأمة وتحالف “تقدم” بالانحياز للدعم السريع تفعل ذلك قصداً ورؤيتهم تتبنى نظرية ان الجيش يمثل الدولة.
اتهامات الانحياز
ورفضت زينب المهدي الاتهامات التي تطال “تقدم” بالانحياز لقوات الدعم السريع، قائلة: “نفس الخطاب الذي وجه لقائد القوات المسلحة، هو نفسه الخطاب الذي وجه لقائد الدعم السريع، والاستجابة حدثت من قائد الدعم السريع وبالفعل تم لقاء أديس وهذا ما تسبب في هذه الاتهامات”.
وأكدت أن الخلاف تمظهر بالنسبة للحزب في الآراء المعترضة على وجود حزب الأمة في تحالف “تقدم”، لافتة إلى أن ذلك تمت إجازته في مؤسسات الحزب، مضيفة: “أقول إن الاجازة والانضمام كانا لأن حزب الأمة موجود في الحرية والتغيير بإجازة من مؤسساته”.
وردت عضو المكتب السياسي، على اتهامات تشير إلى وقوع تجاوزات في تصعيد واختيار المشاركين في المؤتمر التأسيسي لـ”تقدم”، مؤكدة إصدار رئيس الحزب المكلف للجنتين بالداخل والخارج تولتا العملية.
وقالت إن لجنة الداخل كانت برئاسة مساعد الرئيس عبد الجليل الباشا، بينما تولى محمد المهدي حسن لجنة الخارج، بوجود ممثلين من المكونات الداخلية والمهجرية وتم اخبارهم بطريقة التصعيد للمؤتمر وطريقتها وفقا للنسب المعروفة.
وأكدت أنّ المكونات الموجودة على الارض هي من قامت بعملية التصعيد للأشخاص للمؤتمر، ونوهت إلى عدم علمها بالمشاكل التي صادفت عمل اللجنتين، مؤكدة أن موضوع التصعيد حدثت فيه مشاكل كثيرة كما حدث للأخرين بسبب أوضاع الحرب والاتصالات.
وأضافت: ” من جميع الولايات جاء تمثيل من كل المكونات وهناك اناس في المؤتمر حضروا ولم يتم اختيارهم أو تصعديهم مركزيا تم تصعيدهم عبر المكونات المحلية، منهم من حالفه التوفيق في الحضور وأخرين لم يصلوا ولدينا معتقلين واخرين صادروا جوازاتهم لمنع حركتهم وهذا حدث لأخرين كذلك”.
خلافات طبيعية
وشددت زينب المهدي على أن التباينات داخل الأسرة طبيعية، وأن القرارات داخلها لم تكن متطابقة حتى في حياة الأمام عليه الرضوان.
وأضافت: “كل شخص لديه قرار، في مرات كان لدي رأى يختلف عن آراء الحبيب نفسه، ومثلاً كنت أناقشه في موضوع الحوار مع المؤتمر الوطني، وكان وقتها قراراً اتخذه الحزب، لكني كنت بصورة شخصية أعتقد أن الحوار معه لن يؤدي إلى شيء وكنت أرى ايقافه والنظر في سبل أخرى وهذا كان قبل ثورة ديسمبر، وكنت اناقشه في أمور كثيرة حتى إنه مرة قال لي مازحا “حقو تمشي تنضمي للجبهة الثورية”.
وأكدت أن وجود أبناء الأمام داخل مؤسسات الحزب بأشكال متفاوتة، حيث مريم المنصورة نائبة الرئيس ورباح وصديق مساعدين رئيس وهي عضو مكتب سياسي ونشارك في الرأي من خلال المؤسسات.
وتابعت: “الخلاف الموجود حالياً على مستوى الرأي حقيقة موجود في البيت، مثلا البعض مع “تقدم” واخرين ضدها وفي ناس كانت لديهم تحفظات على الحرية والتغيير وناس ليس لديهم اي تحفظات.. هناك طيف من المواقف”.
وشددت زينب المهدي، على أن حزب الأمة القومي ليس صفويا بل حزب جماهيري، والتباينات كان يجمعها الحبيب الأمام وهو ما فقده الحزب حالياً.
عوامل الانقسام
وفي السياق ذاته، اعترفت زينب، بوجود عوامل واحتمالية انقسام داخل الحزب، وفيما لم تستبعده بسبب الخلافات قالت: “هناك من يقرأ أن تلك الخلافات ستؤدي إلى انقسامات داخل الحزب وهناك أشياء موضوعية تنبى بإمكانية وقوع ذلك”.
وتابعت بالقول: “الشيء الذي كان يجمع الحزب هو قيادة الحبيب خاصة، والانقسام لا استبعده لكن لدي يقين ومررنا بمنعطفات كثيرة ويقيني أن هناك حدث دائما ما يقع ويجمع الناس، وأعضاء الحزب بإيمانهم العميق بالحزب تجعلهم دائما يبعدون عن الانقسام والوصول لتلك المرحلة.
وحذرت زينب، من عملية التعبئة العالية الجارية حالياً ووصمتها بـ”التعبئة الشريرة” التي تعمل على التفرقة، ودعت إلى بناء الثقة بين الناس والعمل الحثيث على ذلك، لأن هناك جهات التعبئة لا تريد للسودان خيرا لاعتقادها أنّ تجميع مكونات الشعب السوداني مثل ثورة ديسمبر يصعب عليهم احداث الانشقاقات.
وقالت: “المهم هو عامل الثقة، ندعو الله ونتمنى الا يحدث وإذا حدث الانشقاق، في سبيل المشروع الوطني مؤكد أن الناس تجد مشقات كثيرة إذا حدث لا قدر الله”.