19 منظمة دولية تحذر من نفاد الوقت لإنقاذ ملايين السودانيين من المجاعة
أطلقت اللجنة الدائمة لوكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية، تحذيرات جدية من نفاذ وقت إنقاذ ملايين السودانيين من مجاعة وشيكة، في ظل عرقلة أطراف القتال لمساعي تقديم الإغاثة وضعف التمويل.
ويعاني 18 مليون سوداني من الجوع الشديد، بينهم قرابة الـ 5 ملايين شخص على حافة المجاعة، وفق تقييم صدر بداية هذا العام من الأمم المتحدة، حيث يرجح أن يكون العدد الفعلي أكبر من ذلك جراء تطاول أمد النزاع وتعطل سُبل كسب العيش.
وقالت اللجنة الدائمة والمنظمات الدولية، في بيان مشترك تلقته “سودان تربيون”، الأحد؛ إن “الوقت ينفد لملايين السودانيين الذين يواجهون خطر المجاعة الوشيك والنازحين عن أراضيهم والذين يعيشون تحت القصف والمنعزلين عن المساعدات”.
وأشاروا إلى معاناة 3.6 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، فيما تقترب المجاعة بسرعة من ملايين الأشخاص في ولايات دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.
وشددوا على أن العاملين في مجال تقديم الإغاثة يواجهون عقبات منهجية وحرمانا متعمدا من الوصول على يد أطراف النزاع، حيث انقطعت حركة التنقل إلى أجزاء من الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان.
وأبدت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، في البيان المشترك، القلق إزاء الدعم المحدود من المانحين، بعد 6 أسابيع من انعقاد المؤتمر الإنساني الدولي للسودان في باريس، حيث جرى تمويل خطة الاستجابة بـ 16% من جملة المبلغ الذي تحتاجه والبالغ 2.7 مليار دولار.
وأضافت: “يجب على المانحين سداد تعهداتهم في باريس والإسراع في تقديم تمويل إضافي، حيث يتعين علينا مع المجاعة التي تلوح في الأفق تقديم المزيد من المساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك التقاوي قبل انتهاء موسم الزراعة”.
وتابعت: “الساعة تنبه إلى مضي الوقت والاختيار واضح”.
وصدر البيان عن رؤساء ومدراء منظمات: كير الدولية، الفاو، المجلس الدولي للوكالات الطوعية، الهجرة الدولية، انتر آكشن، فيلق الرحمة، مفوضية حقوق الإنساني، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إنقاذ الطفولة، موئل الأمم المتحدة، الرؤية العالمية، برنامج الغذاء العالمي ووكالات أممية أخرى.
وقال البيان إنه “دون تغيير فوري وكبير، سنواجه سيناريو كارثي: ستضرب المجاعة أجزاء كبيرة من الناس، سيفر المزيد من الأشخاص إلى دول الجوار بحثًا عن القوات والسلامة ويستسلم المزيد من الأطفال للوفاة بسبب الأمراض وسوء التغذية”.
وطالب أطراف النزاع باتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين والامتناع عن مهاجمتهم وإنهاء العنف الجنسي، علاوة على تيسير وصول المساعدات دون عقبات ووقف جميع الأعمال التي تعرقل أو تتدخل في أو تسيس العمل الإنساني.
ونادى بضرورة وقف انتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة الجناة على جرائمهم وتهدئة الوضع في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور واعتماد وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان.