مؤتمر تقدم والنهب السريع والرد الصائب.. -أثيوبيا .. .. بقلم أ. د صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان
بدأت جلسات المؤتمر هى عبارة عن حفلات تنكرية فيها من يرتدى قناع وقناع خوفا من القادم، الحضور أغلبهم من الاثيوبيين وممن لا علاقة لهم بالسياسة، ولهذا اصيب البعض بخيبة أمل كبيرة . الأوراق التى قدمت حتى الأن لا وجود فيها لإلهام سياسى لحل مشكلة ،إعتمدت جميعها على الخيال الضيق المريض. الفرد منهم لا يبالى . يغرد خارج السرب وبدون دراسة أو مشورة، كمثال : وقع رئيس تقدم أو ابن عاشور السياسى على اتفاق بينه ومليشيا عبد الواحد والحلو يهدد الأمن السودانى دون موافقة أعضاء تقدم ،أكد حقده الدفين المتراكم على صدره.
الإتفاق يحمل فى أحشائه مظاهر انهيارهم فأضحت دعوتهم فى مهب الريح منذ البداية. لقد راقبت بنفسى مسيرة هذا المؤتمر ، جلس الأعضاء كخشب مسندة وعيونهم مكحلة بالخيانة لا ينعمون بقدر من الوطنية أو الانسانية، كانت مشاعرهم تنادى هناك ذنوبا اقترفناها وحماقات إرتكبناها فى الشعب السودانى وجيشه الباسل . إنه الندم بدد ملامح وجوههم فقد حاصرتهم انتصارات الجيش ،حاول البعض منهم اللعب بالكلمات وصياغة الجمل الفارغة المحتوى. تحدثوا عن الحرب وهم وقودها. كان البعض منهم يرسل كلاما كثيرا ولغوا أكثر وسخفا عميقاضاعت فى بحر مائه حقائق الاشياء ومخطط تقدم المتخيل المكذوب . تلاحظ أيضا أن تقدم سقطت فى غيبوبة الموت السياسى لأن الخمر الذى تناولته سرى خدرا فى كل أوصالها . تحسبهم أيقاظا وهم رقود ويرى البعض أن المؤتمر تعثرت خطواته وإستبدت بمسالكه أوهام غبية. فليتعلل بما شاء من معاذير فقد تجاوزها شعب السودان الموحد.
السودان أمة كبيرة عريقة مكانتها فى العالم موطدة وفى قبضة يدها رخاء العالم وشظفه. ولو أحسنا استغلال ما نملك فإننا لا نشعر بكلال ونجنى من الثمر ما يغرينا بالمزيد. أعود الى المؤتمر وخطاب حمدوك داهية تقدم ،كان يتحدث فى المنصة باسلوب الماكر، المنشئ، المجدد، المشرع ،المتأمل فى العودة بعيدة المنال.*( ياحليل أيام ما كنا )*. والحقيقة عندما يوضع رأس فارغ غائب على كيان كبير فلابد أن يفرض عليه تفاهته وأثرته وفراغه كما فعلت بهم دويلة الشر . كانوا فى واقع أمرهم حربا على وطنهم. تقدم الآن عبارة عن حقنة مسمومة كادت أن تخمد انفاس الوطن وتراثه النظيف ولكن يقظة الجيش حالت دون ذلك. المؤتمر الآن قصر فى البصيرة وهن فى العزيمة. يسعى لهدم وتخريب الدين بعلمانيته، وهو بلاء مشؤم الظل.
من السهل على القردة أن تقلد حركات انسان فتظن بهذا التقليد السخيف تتحول بشرا كذلك تقدم تحاول تقليد مدنية أوروبا. فهل هذا الأخذ الغبى يجعل من حمدوك أوروبيا؟ . ما زادوا به إلا خبالا. ما قيمة مؤتمر تملأ أوراقه هراء لا يصلح فاسدا ولا يقيم عوجا ينادى بتيسير الخنا وإباحية الزنا . وحرام أن تحبس أمة السودان فى تفكير رجل واحد يخطئ دائما ،وأن توصف هذه الامةبأنها ملتزمة بفقهية حمدوك فاقد الشئ . الشعب علم بمن باع الوطن: ذلك المهزوم … ودويلة الشر دفعت الثمن.
أما عن رد الحكومة للخارجية الأمريكية يمتاز بالوضوح التام والجمال السياسى يتجاوب مع العقل والقلب والروح. لم يتسم فقط بالصدق العقلى وقوة الحقيقة بل إتسم بصفاء الجوهر ،صفاء يستهوى الأفئدة ويشوق الأنفس للاستشهاد فى حرب العزة والكرامة. الحمد لله شبابنا اليوم يؤمن بوحدة الوطن ايمانا راسخا ويحبه حبا عميقا.
كم تمنيت أن يعود التدريب العسكرى للثانويات وطلاب الجامعات، والذهاب فى العطلات الى مشروع الجزيرة جنبا الى جنب مع المزارعين أيام الحصاد ( إنهم صبية أمنوا بقضية الوطن) وحرب الكرامة هى عقيدة متغلغلة الجذور فى كيانهم . لا تعرف وهنا ولا هوانا . وكذلك عاش اسلافهم . لا يجوز بعد هذه اللحمة التاريخية أن نسمع فى الإعلام جيش مناوى ، جبريل وخلافه فقد إندمج الجميع فى الجيش ، وصار الشعار المرفوع *كلناجيش* ولا بديل غير هذا.
حفظ الله القوات المسلحة وجهاز الأمن والشرطة ومن فى الميدان ، تندفع الدماء فى عروقهم وتختلط مع الهواء فى زفيرهم وشهيقهم وكأن تصديقهم بعزة الوطن وكرامته وقودا يجعل لزحفهم قوة الأعصار ، لا تردهم عقبة ولا تثنيهم خسائر ولا يزهلهم عن غاياتهم ترح أو فرح. والنتيجة انتصار ساحق للجيش فى جميع المحاور. عاش كفاح الشعب السودانى المسلح المجد والخلود لشهداء الكرامة والشفاء العاجل لجرحانا. *ياوطنى يابلد احبابى فى وجودى اريدك وغيابى*.
أ.د/صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان ..أستاذ الفكر المعاصر والدراسات المستقبلية..الاكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية.