حزب التحرير يصدر بيانا موجها للجيش : أيها المخلصون في الجيش مكانكم هو الدفاع عن المستضعفين من النساء والأطفال

بيان صحفي

أوردت الإدارة العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، خبر وفاة 66 طفلاً في معسكر كلمة جنوب دارفور، نتيجة سوء التغذية، وانعدام الأدوية الخاصة بالأطفال، خلال شهر واحد، وظهور حالات شلل الأطفال، وكل أمراض الأطفال جراء فقدان التطعيم لعام كامل، ووفاة 38 من كبار السن خلال شهر واحد في معسكر كلمة، بالإضافة إلى 6 حالات وفاة وسط الحوامل بسبب انعدام الغذاء. (الشرق السودان، ٢٩ أيار/مايو ٢٠٢٤م).
قد تكون كلمة “معاناة” لا تعبر عن الواقع عند الحديث عن واقع النساء والأطفال في ظروف الحرب، سواء خلال الأيام الماضية أو قبلها، فلا تزال المعاناة متواصلة بوتيرة متسارعة، كما تنقل وسائل الإعلام، لأنهم هم الضحايا غالبا، وهم الفئة الأضعف التي تحتاج لحماية حقيقية، وليس حماية زائفة، كما تنص القوانين الدولية التي صدعت رؤوسنا بشعارات ضمان حقوق النساء، والأطفال، وتأمين كل أنواع الرعاية، والحماية لهم في السلم والحرب، لكنها فشلت في تطبيق ذلك على الواقع، بسبب كون هذه القوانين الدولية صادرة عن الدول الكبرى التي تتحكم بالعالم، وتعيث في الأرض فسادا، وخرابا، ودمارا، وتشعل الحروب، كما أشعلت أمريكا هذه الحرب اللعينة في السودان، واتبعها الأرذلون من عملائها، المسبّحون بحمدها، لذلك فلا أثر لهذه القوانين، فهي تذوب ذوبان الثلج في درجات حرارة المعارك التي تأكل أجساد النساء والأطفال. وما يتعرضون له من تقتيل، وتهجير، وتشريد، وتجويع، يلفت الانتباه لفشل المنظومة الدولية، ويشير إلى حتمية تغييرها بما يصلح البلاد والعباد، تغييرا جذريا يقضي على نفوذ الغرب وعملائه في بلادنا.
إن انخراط الجيش والدعم السريع في المعارك، كفيل بهدم المنظومة الصحية المتهاوية بسبب الإهمال، وعدم الرعاية، فلا أطباء، ولا مستشفيات قادرة على استيعاب المرضى، ولا الجرحى من النساء والأطفال، ولا علاج، ولا غذاء، ولا يخفى ما تتعرض له النساء الحوامل أثناء الولادة، في بلد تعاني نقصا حادا في أدنى مقومات الرعاية الصحية، بل تكاد تنعدم، والتي تتعرض النساء والأطفال فيها للعقاب الجماعي، بسبب وجودهم في بقعة يتقاتل فيها عملاء دول الغرب الرأسمالي، لتثبيت نفوذها، دون أي مراعاة لحالة المستضعفين فمن لم يمت بالمدافع والهجوم الجوي، سيموت جوعا ومرضا، بعد الانسحاب المخزي لما يسمى للمنظمات الإنسانية من الفاشر، بسبب المعارك.
هذا غيض من فيض ما تتكبده النساء والأطفال بأيدي أبناء جلدتهم المتقاتلين، الذين يرجون رضا أمريكا، وسماحها لهم بأن يوقفوا الحرب، ويجلسوا في مفاوضات جدة المتعثرة، التي خططت لها أمريكا، وتشرف عليها، تماما كما فعلت في حرب جنوب السودان، وما عليهم إلا تجاذب أطراف الحديث، والضحكات، كما فعل علي عثمان محمد طه، وجون قرنق، ومن ثم التوقيع على الاتفاقية، وأيديهم تقطر بدماء النساء والأطفال!
وهذا نداء إلى المخلصين في الجيش، ألا تغلي الدماء في عروقكم، وأنتم ترون المعارك تفتك بنا لمصلحة أعداء الله في سعيهم للسيطرة على السودان؟! ألا تستنهضكم مشاهد القتل، والذبح، والحرق، وانتهاك الأعراض التي لا تتوقف بحق النساء، والأطفال، والشيوخ؟! أين أنتم من القسم الذي أقسمتموه لحماية البلاد والعباد؟! أهانت عليكم أخواتكم، وإخوانكم؟ لمصلحة من تقاتلون؟ أين هم الذين يتوقد فيهم الإخلاص لدينهم ولأمتهم؟!
إنكم لم تقسموا بالله لتحموا الحكام فليس مكانُكم هنا، بل إن مكانكم هو الدفاع عن المستضعفين وعن الأعراض.
إن دوركم هو نصرة الحق والدين، نصرة من يريد إعادة شريعة الله في الأرض؛ بإقامة شرع الله في أرض الله، بخلافة راشدة على منهاج النبوة، تقطع دابر العملاء والمرتزقة المأجورين، فثوروا لأعراضكم، ودماء النساء، والأطفال، وكونوا أنصار الله الذين قال الله فيهم: ﴿فَآَتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ﴾، لتنالوا العز في الدارين.
الخميس ٢٢ ذو القعدة ١٤٤٥
٢٠٢٤/٠٥/٣٠م
الناطقة الرسمية لحزب التحرير في ولاية السودان

مقالات ذات صلة