نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري .. مابين جدة والجداد. ….

    8
    وماكان عقار موفقاً..وليته ترك هذا الملف لوزير الخارجية والذي اثبت انه يجيد ادارة وزارته. لا افهم لماذا يستجدي قادتنا دائما عداء الدول ، لماذا ياترى دائما يتسرع هؤلاء بكلمات تفقدنا الكثير والكثير، ويحضرني هنا مقولة عمر البشير ، : (كلهم تحت جزمتي دي،) الامر ليس (بهوشة) جعلية وابراز عضلات ، ماهكذا تدار الدول ولا بمثل هكذا كلام تكون الدوبلوماسية، انظروا الى خطاب وزير الخارجية الاخير المحترم بخصوص جهد مصر في شأن السودان ، كلام كالرصاص ، لكنه معقول مقبول ودوبلوماسي، مشكلتنا في السودان نفتقد للمؤسسية والنظام ، ونقفز فوق رقاب بعضنا بلا تروي ولا سياسة،
    والسياسة لعبة قذرة. على ممارسها اجادة كل انواع اللعب على الحبال فصديق اليوم قد يكون عدو الغد ،وعدو اليوم قد يصبح صديق الغد ، فلابد من ترك شعرة معاوية والباب مواربا وترك فرصة للحوار والمراجعة ،والسياسة هي فن الممكن والمعقول.هل يفتقد قادتنا للمستشارين الذين يحددون لهم ماذا يقولون وكيف يقولون بل كيف يقفون امام المايكرفون وكيف يجلسون امام الكاميرات بل ماذا يلبسون بالمناسبات المختلفة !
    ان المملكة العربية السعودية والتي تضم وتستضيف الاف السودانيين تتعامل مع الشان السوداني الحالي بحذر شديد، وبعين المراقب، فلماذا نعاديها ، وما الداعي لذلك، هل لاضحاك الحضور ام لابراز العضلات ، صحيح ان خطاب السيد عقار كان واضحا وصريحا ، لكنه يفتقد للدوبلوماسية والتي نحتاجها الآن اكثر من اي وقت مضى.
    ثم لا ننسى ان لدي المملكة علاقات سياسية وتجارية متجذرة مع الامارات والتي تعادينا جهارا نهارا، فلماذا ندفعها دفعا في الاتجاه الخطأ.
    ان نائب رئيس مجلس السيادة رجل ذكي ، وفيه ظرف ومليح الكلام ، وهو يجيد ايضا النزال فهو صاحب تجارب كبيرة وخبرات عسكرية معلومة، فلماذا لا يقوم باحالة هذا الملف الى وزير الخارجية خاصة وان الذي دعا الى هذا الاجتماع هو وزير الخارجية الاميركي.
    ان توزيع الادوار الواضح بين اعضاء مجلس السيادة جيد وفيه شئ من الذكاء السياسي ، ويظهر ذلك جليا في تشتيت جهود العدو بين المنامة والقاهرة وجدة وجوبا ، هذا جهد دوبلوماسي جيد مطلوب ولكننا نخاف اضاعة هذا الجهد الكبير بكلمة واحدة لا نلقي لها بالا بين الجداد وديك العدة.
    نقطة سطر جديد.

مقالات ذات صلة