عمار العركي يكتب خبر وتحليل : ليس في مصر أو اثيوبيا : الحل في الداخل
* أعلنت وزارة الخارجية أن مصر ستستضيف في نهاية شهر يونيو المقبل مؤتمراً يضم كافة القوى السياسية المدنية السودانية بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم عبر حوار وطني سوداني سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة.
* تحرك مصر في هذا التوقيت نعتقد أنه (ردة فعل) مصرية على (فعل) الغريم والمنافس الأثيوبي حيث تستضيف العاصمة (أديس ابابا) حالياً المؤتمر التأسيسي لجماعة ( تقدم ). التي تتدعى أنها القوى السياسية الوحيدة في السودان التي لها حق التمثيل والحديث والعمل من اجل رسم المستقبل، السياسي السوداني.
* بالتالي ،تعمل مصر على قطع الطريق امام (أثيوبيا) وعرقلة مخططات (اديس ابابا ) في السيطرة والإستحواذ على مفتاح الحل السياسي في السودان ليصبح السودان ميدان سباق وتنافس مصري – أثيوبي لن يُجني منه شيء إلا مزيد من الفوضى والعبث الإقليمي ببيته الداخلي.
* * واضح ان مرتكزات ومباديء دعوة الإستضافة ، هي ذات مرتكزات ومباديء الدعوة السابقة التي استضافتها العاصمة الإدارية من أجل (حوار سوداني سوداني ).
* كما أن مصر برغم موقفها الداعم للسيادة والجيش و المؤسسية والذي عبرت عنه صراحة – مراراً وتكراراً – و اقنعت به ( الجامعة العربية و دول الجوار) لإعتماده وتبنيه في المبادرات المطروحة وقد كان لكننه تبني ورعاية بلا تاثير إيجابي على واقع الأرض ولم يُسهم في احراز ايما تقدم مضاد ومعيق للفريق المنافس لمصر في ميدان السودان( الامارات + السعودبة + اثيوبيا).
* عليه، لا اتوقع نجاح مؤتمر القاهرة القادم ، المعاد والمكرر بذات النسق السابق. للاسباب المذكورة ، ولسبب آخر وأهم هو ( فشل مصر او اي دولة مبادرة في اهم مرتكز يعيق احراز اي تقدم او اختراق نحو الحل وهو ( إمكانية جمع كل القوى السياسية السودانية المختلفة) للأنه وللأسف ان غالب القوى السياسية السودانية لا تملك إرادتها المرهونة للخارج الذي تقوم مصالحه علي التفرقة وليس الجمع. حتي يسُود.
* أيضاً نتوقع ان يكون مؤتمر القاهرة المتوقع حصري على،قوى بعينها على راسها (الحرية والتغييز الكتلة الدينقراطية) المنشقة عن (الحرية والتغيير – المجلس المركزي “تقدم”) والتي ستقاطع المؤتمر مع آخرين شبيه بما تم مؤخراً في (اديس) من مؤتمر. حصري علي المجلس المركزي “تقدم” دون الآخرين.
*خلاصة القول ومنتهاه؛*
* ( الحل في الداخل ) بحسب ما قال به المجلس السيادي في شخص الرئيس ونائبه والأعضاء ، كذلك قوات الشعب المسلحة في شخص قائدها ومساعديه الذين توافقوا وأقروا مبدأ (لا سلام لا عملية سياسية إلا بعد إنتهاء الحرب وحسم التمرد ) ، و حديث (ياسر العطا) الاخير لقناة “الحدث” وضع النقاط علي حروف هذا المبدأ وفصًل فيه.
* كما ان قوة وصلابة هذا ( المبدأ الداخلي ) ليس بموقف تكتيكي او مناورة سياسية ، إنما هو ثابت إستراتيجي ورغبة شعبية عارمة عبرت عنها “المقاومة الشعبية” لن تستطيع اي قوى سياسية تجاوزها و تخطيها.