جهود حميدتي تجبر الحلو العودة الي طاولة المفاوضات
الخرطوم: خبطة نيوز
تساءل كثير من الناس ما الذي جعل الحلو يعود مرة اخرى الي طاولة التفاوض؟!
اعتقد كثيرون ان اتفاق المبادئ الذي عقد بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان، وبين قائد الحركة الشعبية شمال القائد “عبد العزيز الحلو” انه يأتي نتاجا لوساطة قوية من جهات مختلفة تعمل علي استكمال سلام السودان للمساعدة في الانتقال الديموقراطي بالبلاد. ولكن الحقيقة التي غابت عن كثيرين هي انه في ظل وجود كل تلك الجهات كان “الحلو” يتعنت في الجلوس الي طاولة المفاوضات؛ علي الرغم من انفراده بمسار لوحده ثم أخذ يراوح مكانه تسويفا للوقت واضعافا لمنبر جوبا، ثم اخذ يشكك في رئيس الوفد المفاوض الذي جلس معه قرابة السنة ثم يكتشف فجأةً بعد هذه السنة! انه قائد قوات الدعم السريع تلك المليشيات التي قتلت اهله بجبال النوبة كمازعم حينها!؟
وحقيقة الامر التي يراها عدد من الخبراء والمتابعين للشأن بالبلاد؛ ان سلام “جوبا” الذي قاد مفاوضاته نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول “محمد حمدان دقلو” هو السبب الاساس في عودة الحلو مرة أخرى الي طاولة المفاوضات!
قاد “دقلو” مفاوضات منبر جوبا التي افضت الي اتفاق سلام شاملٍ وكان سلاما حقيقيا اكتسب ثقة الجميع بما اقنع العالم والدول الراعية بالضغط علي “الحلو” للانخراط في العملية السلمية!
” الحلو” الذي راوغ كثيرا لم يجد بدا في نهاية المطاف من القبول بمنبر جوبا لمواصلة العملية السلمية؛ وعلي الرغم من محاولاته السياسية بالاتفاق مع حمدوك؛ بعيدا عن المكون العسكري وانتزاع كسب سياسي رخيص علي حساب دماء السودانيين؛ الا انه في نهاية الامر عرف انه ليس امامه من خيار؛ اذا اراد سلاما حقيقيا، سوى الاتفاق مع نفس المكون العسكري الذي حاول تجاهله سابقا!
ذلك لما اثبته هذا المكون من عزيمة وجدية في انفاذ العملية السلمية. وما لمسه “الحلو”. نفسه من حرص علي السلام من قبل هذا المكون الذي ظل ثابت الارادة في تخقيق السلام من خلال جهود “دقلو” وفريقه المفاوض، بينما كانت” قحت” الطرف الآخر؛ تناور سياسيا! بل منها من عمل علي عرقلة العملية السلمية ومنها من أعلن رفضه لاتفاق السلامم الشامل بجوبا!؟ هذه الارادة التي لمسها” الحلو” نفسه من واقع تطور الاحداث وتجسدها علي المشهد السياسي بالبلاد،من خلال المشاركة الفاعلة لاطراف العملية السلمية في الحكومة بمختلف مستوياتها بصدقية عالية ظل يرعاها القائد “حميدتي” ويبشر بها ويدافع عنها؛
تماما مثلما ظل “الحلو” أيضا يشاهد من موقع رفضه رفقاء الكفاح المسلح وهم يشاركون لا “كمستلحقين” ولكنهم كشركاء اصيلين في كل مستويات القرار السياسي والتنفيذي بالبلاد؟!
اذن في نهاية المطاف جهود “دقلو” وصدقيته العالية وعزيمته الجبارة في تنفيذ ماتم الاتفاق عليه بارادة حرة لجميع الاطراف بمنبر جوبا هي ما قاد “الحلو” مرة اخرى لمواصلة العملية السلمية، وتليين مواقفه الرافضة من قبل؛ فضلا عن قناعة المجتمع الدولي ودعمه الواسع لاتفاق السلام الشامل لذات الاسباب؛ بما نبه هذا المجتمع للتعاطف والضغط علي “الحلو” للانخراط في العملية السلمية التي أكد اتفاق جوبا نظافتها وشفافيتها وجديتها من خلال ارادة الشعب وعلي رأسه المكون العسكري؛ وجهود “دقلو” التي انعكست ايجابا لكل المراقبين، من اجل السلام وأمن واستقرار الوطن؟!
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن الي اي مدى هي جدية “الحلو” في ارادة السلام؟!.