نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري. اهل الاعلام بولاية نهر النيل ..تحديات ماثلة

لا يخفي علينا الدور المتعاظم والذي ينتظر اهل الاعلام كافة ، في ظل هذه الحرب الدائرة والتي يمثل الاعلام فيها السلاح الفتاك بجانب البندقية.خاصة وان الطرف الآخر المعتدي يحشد آلته الاعلامية الضخمة ،الامر الذي يؤثر مباشرة على سير المعارك على الارض بجانب الحرب النفسية المخطط لها الظاهرة للعيان الآن.
والاعلام عامة في هذه المعركة مكسور الجناح ، خاصة الاعلام العسكري والحكومي، اما اعلامنا الخارجي فحدث ولا حرج اللهم الا اضاءات هنا وهناك تظهر بعد الحين والآخر، مما جعل العالم بأسره مغيبا عن الاحداث الجسام والجرائم المروعة والتي ترتكبها المليشيا يوميا في حق الوطن والمواطنين العزل.، ولا نكاد نسمع بها الا في وسائط التواصل غير الرسمية مع سيل من الاكاذيب والاشاعات، ولا شك ان للمليشيا غرف اعلام متكاملة تدمن التدليس وتغبيش الحقائق بل وتزيفها خدمة لاجندتها السياسية والعسكرية.
ويرجع ذلك كله في تقديري الى سياسة المجاملات والتي لم ننعتق منها ولم نتعلم من هذه الحرب الامر الذي يحتم علينا مراجعة سلوكنا السياسي والمجتمعي وان نضع الرجل المناسب في المكان المناسب بلا مهادنة او مجاملة ومرجعية ( اخوي واخوك ) هذه والتي اقعدت البلاد والعباد ، بل وكانت سببا مباشرا في اندلاع هذه الحرب اللعينة.
ويحضرني هنا واثناء حرب العراق ظهور رجل الاعلام القوي ( الصحاف ) بكلماته الحارة الصامدة ، الامر الذي يدفع الملايين للجلوس امام شاشة التلفاز معجبين به مصفقين مهللين ، رغم اشتداد المعركة حينها وضعف الجيش العراقي امام آلة الحرب الهائلة للحلفاء. وقد استحق الرجل بعدها التكريم من الاعداء قبل الاصدقاء.
ونذكر هنا ايضا قوة وصلابة أداء التوجية المعنوي في السودان في ذلك الوقت وكيف ينتظر الناس ويتحلقون حول المذياع لسماع كلمات الناطق الرسمي للجيش ( يونس محمود ). بلغته الرصينة البليغة .وصراحة شتان بينه وبين الناطق الرسمي للجيش الان العميد نبيل عبد الله، ونفتقد صراحة العميد الحوري والعميد الطاهر ابوهاجة ،ولا ادري اسباب ابعادهما عن المشهد في هذا الوقت العصيب والذي تمر به البلاد.لكن للجيش تقديراته العسكرية والتي قد لا يفهمها الناس ، لكننا على الاقل نفهم ضعف الاداء الاعلامي الحكومي والعسكري الحالي من باب الممارسة اليومية والتخصص الدقيق.
اما ولاية نهر النيل ، فهي من الولايات الرائدة في مجال العمل الاعلامي ، وقد رفدت الولاية سوداننا الحبيب بالعديد من الاسماء الكبيرة في مجال الاعلام وكان لها قصب السبق في مجالات اعلامية عدة.ثم لا يخفى على احد التهديد المباشر للولاية من قبل التمرد والعنصرية البغيضة والتي يلهج بها مرتزقة الجنجويد تجاه انسان الولاية ، الامر الذي يضاعف دور الاعلام بالولاية ترسيخا ودعما للقوات المسلحة والمستنفرين وتجميعا للصفوف امام هذه الجموع الباطشة من القتلة والمجرمين.
يتعاظم دور الاعلام هنا خاصة في المدن الطرفية المحاذية لمناطق التماس مثل مدينة شندي والتي نشيد باعلامها ،خاصة الاذاعة.
وبالولاية اسماء اعلامية معروفة من الوافدين من ولاية الخرطوم ومن ولاية الجزيرة كانوا نعم السند لاخوانهم الاعلاميين بالولاية، وساهموا معهم في هذا العمل الجليل. وتم تكوين رابطة تجمع شتات الاعلاميين الوافدين هؤلاء وتنظم عملهم وفقا لخطط وبرامج محددة ، ضمت هذه الرابطة مجموعة مقدرة من كبار الاعلاميين والصحفيين الا اننا نراقب ونتابع للاسف ان الولاية لم تستفد من هذه القدرات الجاهزة وتقم بتفعيلها وترتيب اولوياتها حتي تسهم هذه الرابطة الوليدة في الدفع بالرسالة الاعلامية المهمة لصالح الولاية وانسانها..
نحن ننتظر من هذه الخبرات المزيد من الجهد والعمل والتنظيم ، والتنسيق مع والي الولاية ووزير الاعلام والجهاز التنفيذي بالولاية لمزيد من الضبط واحكام العمل. وعلينا ان نفكر جميعا في كيفية تفعيل المواعين المتوفرة بالولاية لنقدم رسالة اعلامية محترمة ومؤثرة .وان لا ننتظر صراحة وزارة الاعلام الاتحادية والتي يحتاج وزيرها الى اعادة النظر وترتيب بيت الوزارة من الداخل ومراجعة الخطط والبرامج التي تقوم بها ، ونهمس في اذن الوزير جراهام بان الاعلام ووزارة الاعلام في غفوة وثبات ونوم هادئ وسط الدانات والقنابل واصوات الرصاص.
التحية للقائمين على امر اعلام الولاية علي جهدهم المقدر .وننتظر المزيد.
والله المستعان.

مقالات ذات صلة