نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري يكتب : يوسف حسن الصديق…متشكرين ومقدرين

في تقديري من اسباب تأخر هذه الامة ، اننا لا نحتفي بالعظماء والمبدعين في بلادنا….يحتفي بنا الآخرون ، ولكننا نظلم بعضنا بعضا …و( نكسّر مجاديف ) بعضنا ، في غرور وبلاهة قميئة….الحسد بيننا مستشري بصورة عجيبة فريدة…
وفي ايام خلت جالست فيها عظماء من اهل بلاد السودان بلغت شهرتهم الآفاق ، تجدهم يشتكون من حسد الاقرباء واهل الدار ، حتى راح بروفيسور عبد الله الطيب وهو من هو، يكتب في ذلك ويتحدث ممتعضا شعرا ونثرا. قال عليه رحمة الله :
قد حز في النفس اني ليس يشكر لي
قومي صنيعي وابداعي واحساني…
…كذلك تحدث عن ذلك اسطورة السودان الطيب صالح وغيرهم كثر…
والعالم او المبدع او الاديب عندنا في السودان لا يذكر بخير الا ساعة موته…هذا ان ذكر بخير…
فرصتنا ان تغيرنا هذه الحرب ، والا….
ويموت عندنا المبدع والفنان العظيم والشاعر الكبير وهو فقير معدم…بصورة مخجلة..فلا الدولة تلتفت اليه ولا المجتمع…وما الراحلين : عمر الدوش ..وابوقطاطي ..وعوض جبريل…كشعراء كبار الا مثالا واقعيا لهذا التجاهل المخجل…وفي الغناء : صديق عباس صاحب اغنية : عبر الاثير.. ومحمد سلام صاحب: قام يتعزز الليمون.والعشرات من المذيعين والفنانيين والصحفيين الكبار…الذين لايتسع هذا المقام لذكرهم ، يجمعهم نكراننا وتناسينا،
والله انه لامر مخجل.
اقول هذا وانا اتذكر بداياتي الفنية وانا انلمس الخطا خلف اساتذة كبار …فقمت بكتابة اغنيات افخر بها ، وكيف لا وانا طالب يتغنى لي الفنان الاسطورة احمد الجابري من كلماتي والحاني ..والفنانة العظيمة المتفردة حنان النيل ومجذوب اونسة واسماعيل حسب الدائم…
ثم زاملت الشباب فصدح لي الراحل المقيم محمود هبد العزيز بنور العيون وشكر الله عز الدين وطلال حلفا والعشرات العشرات من الفنانين الذين اعتز بهم وافتخر…وكنت اتعجب عندما ارى برعي محمد دفع الله يسير على قدميه وهو في طريقه للاذاعة كمثال هنا فقط.
ثم اذكر انني باكرا اهتممت بالاطفال وغناء الاطفال فقدمت اغنية اعتز بها وهي انا يابلد للطفلة زليخة ..والمفعول به منصوب واسمي سلافة وياقمرة…واكثر من خمسين عملا للاطفال بمكتبة التلفزيون القومي مع الموسيقار الفنان مبارك محمد علي سا ئلا الله ان تكون هذه الاعمال قد نجت من فساد الجنجويد وتدميرهم للمكتبة…
ثم مع سامية الهندي والمخرج الفذ معتصم الجعيلي عبر قناة سنابل للاطفال قدمت عشرات الاعمال ومع استاذ الاجيال معتصم فضل عبر برنامج الاطفال بالاذاعة السودانية وكذلك اذاعة الرابعة ..اما تلفزيون الخرطوم فلي معه مسيرة حافلة اتشرف بها في غناء وبرامج الاطفال لا تحصى ولا تعد.
اقول هذا وانا اعجب من يوسف حسن الصديق ..كل هذه المقدمه تتضائل امام عظمة هذا الرجل ، والذي قدم للاطفال أجمل الالحان على الاطلاق ف الملحن دكتور يوسف حسن الصديق،قدم لنا
-لو اعيش زولاً ليهو قيمة اسعد الناس بي وجودي.
و-متشكرين ومقدرين.كلمات التجاني حاج موسى.
-وماهي دنيتنا الجميلة .للشاعر نفسه
-وشوفو كيف الريد كبير بيني بين أختي الكبيرة.
وبدري صحيت من نومي…لاسحق الحلنقي
وغني يابلبل غني معانا..
-وشعار برنامج جنة الاطفال الأشهر
كانت لحظات مااحلاها….كلنا تامين…
في صمت عجيب..هل تعرفونه.؟!..هذا الرجل الذي جمل طفولتكم وطفولة ابنائكم..هل سمعتم به ؟.
دكتور يوسف حسن الصديق …ورغم هذه الحرب ارسل لك رسالة اعتذار اينما كنت وكيفما كنت :
لك العتبى حتى ترضى.
فقد قدمت وما ابقيت شيئا….
وما قدمنا لك شيئا …
كعادتنا.
وعزاؤنا ان تغيرنا جميعا هذه الحرب ….
فنحترم مبدعينا ..وعلمائنا…
وهم احياء يسيرون بيننا.
والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة