الكلمات الغائبة ( الوطن – العدالة- الحق) .. بقلم أ. د صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد كل الذى جرى ويجرى على أرض الوطن ، إتضح إنه ليس لدينا سابق تصميم يتناول جميع الأمور العالقة والظروف الحالية والحالات التى ستطرأ يوما بعد يوم أو يوما من الأيام وبات التركيز على السلطة فقط دون مراعاة لكفاءة أو مؤهلات . إنتهى زمن السكوت والمجاملات وتلوث الهواء السياسي بالنفاق وبيع الذات بأرخص ثمن. إنتهى زمن السياسى المتنكر لأمته ووطنه وتراثه وثقافته. الوزير المرتقب يجب أن يكون معرفى ملما باللغة السياسية و أى منطق وعقل وفكر لأننا لا نريد الوزير التقليدى . تصريحاته ثرثرة يكرر فيها أقاويله وحكاياته أمام كل منصة وتكون أصابعه عاجزة عن قطف ثمرة سياسية تستفيد منها الدولة. كم تمنيت أن أرى حكومة إنتقالية أو منتخبة يحفها الجمال والفكر السياسي فى بناء جسور التفاهم فتبدو الحياة لائقة بالأنسان السودانى .الوزير القادم عليه أن يضع فى الإعتبار أن الحدث السياسى يأتى من الفكرة كما النبتة من البذرة والتجربة من المعاناة. ولن يجد السبيل الى قلب المواطن بدم سمكة وبقلب خامل مترهل. أو عن طريق أمواج بحر تداعب رمل الشواطئ بحنان *إنتهى هذا الزمان*. نريد الإعتراف بالرأى السديد حتى نعيش فى صفاء لا يخالطه كدر وفى يقظ تام. أقبلوا وأعملوا بالكلمات الغائبة المفقودة ، ربما يكون فى إثرها سودان جديد بعيدا عن الهراء والمجاملة الجبانة. لا نريد للحقائق أن تصبح عرضة للإلتواء وتصير الفيله قادرة على التحليق.
آن الأوان أن نحدث إنقلابا فى إسلوب تفكيرنا ، فليس من الجدير بنا ونحن نعيش فى هذا القرن أن نفكر على نمط تفكير القرون المظلمة. ومن العيوب المنطقية التى تعتور تفكير البعض منا الإرتجال واللامبالاة السياسية فى غير ميادينها. إنهم كثيرا ما يجعلون العربة أمام الحصان .إنهم يعدون السبب نتيجة والنتيجة سببا ضاربين العقل فى مقتل ولن ترحمهم منصة القضاء التاريخى .
إن الزمان الجديد زاحف علينا بهديره ، وهو عندى غربال جبار يبقى فيه ما ينفع الناس ويختفى منه الزبد والحثالة. الجيل الجديد مقبل على دراسة الأفكار المعاصرة وهذا يتماشى مع المنطق السياسى الحديث. وحتى لا نعيد السودان الى درجة الصفر فى السياسة أيام حكم قحط والدعم الصريع التى حولت سياستنا الى جسد ذابل . كانت أهدافها نفى لجوهر الأنسان السودانى أو إلغاء لوجوده وتحويله الى عدم .تستوى لديه المتناقضات لا يشعر بالإنتماء لمجتمعه ويتنكر لأمته ووطنه وتراثه وثقافته ، يحمل فى أحشائه مظاهر إنهياره وإنهيار وطنه ويصبح السودان ريشة فى مهب الريح تحركه يد دويلة الشر المبتورة، هى الآن ماتت، شيعها الجيش والشعب السودانى إلى مثواها الأخير على الكفاءات الوطنية أن تتجه نحو مصلحة الوطن والعمل على توحيد الصف حتى يعبر السودان الى بر الأمان ويتم الإستقرار . المطلوب هو خيار الوحدة الوطنية و يكون الوفاق السمة المميزة للشعب السودانى . بعيدا عن صناعة الكلام والجدل الفارغ.
أ.د/ صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان استاذ الفكر المعاصر والدراسات المستقبلية الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية و الامنية.

مقالات ذات صلة