حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب :حادثة “التكينة”..
قرية “التكينة” معروفة للجميع وادعة هادئة لم تكن يوما في دائرة الأحداث الملتهبة، لكن في اليومين الماضيين اقتحمت مطابخ الأخبار من أدمى أبوابها..
اقتحمتها قوات من الدعم السريع فقاومهم الأهالي و خرجوا ثم عادوا بقوة أكبر اسقطت شهداء من المواطنين الذين دافعوا عن أنفسهم وممتلكاتهم وأعراضهم.. لكم دائرة المواجهة اتسعت عندما عاودهم الدعم السريع بقوات أكبر مدججة بالأسلحة أكثر فتكا ودارت معركة غير متكافئة صبر فيها أخل “التكينة” و أوقعوا خسائر في القوة المهاجمة..
و يعود السؤال الملحاح، لماذا مم الأصل تهاجم قوات الدعم السريع هذه المنطقة التي ليس بها أية أهداف عسكرية؟
هل أصبح المواطن هو الهدف و يعاقب ان دافع عن نفسه وماله وعرضه وممتلكاته؟
ولاية الجزيرة في كل شبر منها تحولت الى عرضحال طويل كطول ليل السودان منذ ابتلاه الله بهذه المحرقة.. صنوف من العذاب المهين فوق لائحة النهب والقتل وهتك الأعراض لم ينج من سوط العذاب حتى الأطفال والنساء والشيوخ المرضى..
الذي يثير الدهشة ، الأهداف السياسية المرفوعة فوق الرايات، الديموقراطية و الحرب ضد “الكيزان” والدكتاتورية و تحقيق العدالة الاجتماعية التي أزهقتها دولة 56 وما إلى ذلك من المفردات..
في الساعات التي كانت تخوض فيها قرية “التكينة” بحور الدماء سقطت قذيفة في الحارة 30 بحي الثورة في مدينة امدرمان، فوق رأس حافلة ركاب عادية فقتلت 10 منهم زميلتنا الصحفية “منال بسطاوي ” وابنها الذي كان برفقتها..
لماذا قتلوهم؟ و هم في حياتهم العادية، لماذا أصلا “تدوين” منطقة سكنية ليس بها منشآت عسكرية؟ هي أسئلة ولاية الجزيرة ذاتها التي لا و لن تجد إجابة..
من الواضح أن الهدف ترويع المواطنين الآمنين لزيادة النزوح والأذى و الضنك.. فالحرب تحولت حقيقة الى حرب ضد المواطن أكثر من الوطن.