مناوي يدلى بتصريحات جديدة ويوجه اتهاما للدعم بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية
تشهد الأوضاع الإنسانية في السودان بشكل عام وفي إقليم دارفور بشكل خاص تدهورا كبيرا في ظل استمرار وتوسع المعارك ما بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتشكو الكثير من المنظمات الإنسانية من عدم تعاون طرفي الحرب في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تعاني من نقص كبير في الغذاء والدواء.
وفي اتصال هاتفي لـراديو دبنقا أجراه مع مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، وسأله عن الجهود المبذولة لإزالة المعوقات التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، فأجاب قائلا “إن أولى المشاكل التي تعترض عمليات الإغاثة هو الدعم السريع نفسه ودخوله في اللعبة بطريقة اعتاد عليها عبر حجز كل القوافل الإغاثية التي تحركت من الطينة للفاشر حيث تم حجزها في مليط. كما تم حجز قوافل أخرى في مناطق مختلفة ومن بينها قوافل حجزت في منطقة المالحة وغيرها، لذلك تظل قوات الدعم السريع هي المشكلة الأساسية.
توجيهات من مجلس السيادة بمعالجة معوقات انسياب الإغاثة
وكشف مني اركو مناوي في حديث لراديو دبنقا أن هناك عدد آخر من المشاكل ممثلة في القضايا الإدارية والتي ترتبط بموضوع الحصول على التأشيرات للعاملين في المؤسسات الإنسانية وكذلك تلك المرتبطة بإذن الخروج من مدينة بورتسودان، إضافة لمشاكل متعلقة بنقاط العبور وبشكل خاص في الحدود الدولية. وحسب المعلومات المتوفرة لدي فإن كل هذه المصاعب قد تم حلها بعد الحصول على موافقة مجلس السيادة”. كما دعا مجلس السيادة كل العاملين في هذا المجال، بما في ذلك الاستخبارات، بتعليمات واضحة جدا بأن يتم التعامل مع كل المنظمات بغرض تسهيل انسياب الإغاثة إلى كل مناطق السودان وبما في ذلك إقليم دارفور.
وحول ما إذا كان ذلك يعني إعادة فتح نقطتي “الطينة” و “أدري” لعبور المساعدات الإنسانية، أوضح حاكم إقليم دارفور أن الحكومة السودانية ترى أن هناك تحد مرتبط بفتح نقطة عبور “أدري” بالنظر إلى أنها استغلت في السابق من قوات الدعم السريع ومن قبل قوى أجنبية وترى الحكومة السودانية أن في ذلك انتهاك لحقها السيادي، كما أن جميع مواطني غرب دارفور أصبحوا في معسكرات اللاجئين والنازحين ما يطرح السؤال إلى من ستذهب الإغاثة التي سيوجه 70 في المائة منها لمدينة “الجنينة”.
لماذا تعارض الحكومة فتح معبر “ادري”؟
وأضاف رئيس حركة تحرير السودان ما يمكنني قوله هنا أنني غير متيقن بأنه تم قبول معبر “أدري” خصوصا وأن السودان مفتوح على دول مختلفة منها جنوب السودان، وتشاد ولكن من مناطق أخرى غير “أدري” حيث توجد بدائل مثل “كلبس” و “الطينة” وغيرها، وكذلك مصر وليبيا وأيضا بورتسودان حيث توجد الكثير من نقاط العبور، فلماذا الإصرار على نقطة عبور “أدري” لوحدها؟ هل الغرض من ذلك تموين الدعم السريع؟، هل الغرض محاولة ادخال معدات لتأسيس دولة؟ هذه الأسئلة تظل قائمة.
نرفض خروج المدنيين من الفاشر
وحول رفضه لمغادرة المدنيين من الفاشر، أكد مني اركو مناوي في حديثه لراديو دبنقا أنه يمكن لكل الأطراف في الحرب تفادي إلحاق الأضرار بالمدنيين وهو أمر ممكن وواجب. وسؤالي لمن يريد إخراج المدنيين من الفاشر، من جانب إلى أين يذهب المدنيين خصوصا وأن المدينة مكتظة بالنازحين من مختلف أنحاء دارفور. ومن الجانب الآخر، الدعم السريع هو الذي يقتل المدنيين حيث يقوم الدعم السريع بضرب مواقع المدنيين وحرق كل مواقع المدنيين عمدا. وكما سبق وقلت إن الدانات والصواريخ التي تطلق على بيوت المدنيين، بل وتحدد المواقع حسب قربهم من قيادات الحركات وعلى حسب قربهم من ناحية اجتماعية من قبائل محددة، تحدد الإحداثيات وتضرب الأسر.
ومضى مني اركو مناوي قائلا إنه إذا تفادى الدعم السريع هذه الأساليب “القذرة”، التي تشبه ممارساته، فإن كل من يستولى على الفاشر سيجد المدنيين في سلام. لذلك ينطرح السؤال لماذا تطلب تهجير المدنيين؟، لماذا تطرد المدنيين؟ لماذا تطلق نداءات لمغادرة المدنيين؟ يجب ضبط النفس وتفادي ضرب المدنيين.