رحيل صاحب – اختراع العزلة “بول أوستر” .. بقلم سيف الدين حسن بابكر
فى الثلاثين من ابريل 2024 رحل الكاتب والروائي الأمريكى بول بينجامين أوستر بعد أن ظل يصارع مرض السرطان زهاء عام كامل حتى صرعه فى نهاية المطاف.
خاض أوستر فى مسيرته الروائية مجال المقالات والترجمة والشعر…..
وإشتهرت كتاباته بالمزج بين العبثية والوجودية والبحث عن الهوية والمعانى الإنسانية.
تجاوزت اعمال بول أوستر الثلاثين كتابا وتمت ترجمتها لأربعين لغة ،وبغيابه فقد العالم أحد أشهر أساتذة السرد الحديث ونعنى بذلك الحداثة فى رواية الحكاية والمقدرة على رصد أزمة الإنسان الحديث من ضياع وصراع وراء ٱمال لاتعدوا أن تكون سرابا، وشكل بذلك مرجعية لفهم الإنسان الحديث.
أورد الكاتب المصرى أحمد فؤاد الدين الٱتى فى مجلة الادب العدد 1607مقالا مطولا عن الكاتب الراحل
قال فيه: (تعرفت على بول أوستر فى كتابه المذهل “إختراع العزلة ” ومنذ تلك اللحظة تشكلت علاقة معقدة بيني وبين كتاب أوستر….وجدت لأول مرة كتابة تتقاطع مع أسئلتي الإنسانية لا الروائية فقط…أقرا أكبر قدر ممكن من روايات كاتب واحد لأفهم سؤاله الأساسي الذى بنى عليه مشروعه. ومنذ اللحظة الأولى لقراءة أعمال أوستر تحولت من إنتظار الإجابة وسؤال لماذا يكتب ؟ إلى تمنى أن تظل كتاباته عن نفس الموضوع أى العزلة والعلاقة بالأدب.
مارس أوستر لعبة رائعة معى ،قدم لي فهما عن العزلة من منظور العلاقة بالأب مما سهل علي فهم الكثير من علاقاتي الإنسانية.)
“إختراع العزلة” عبارة عن سيرة ذاتية لأوستر كشف فيه بكثير من الوضوح معنى العزلة وكيف شكلت عائقا وحاجزا فى علاقة تكاد تكون مستحيلة مع أبيه، إلا أن موت الأب أدى إلى أن يبدأ أوستر فى فهم العالم بمنظور جديد.
اعود ثانية للأستاذ أحمد فؤاد الدين وهو يقول: (مع كل صفحة من ذلك الكتاب بات مفهوم العزلة أكثر مرونة فى عقلي، وأكثر إتساقا مع أفكاري, وأكثر سهولة فى التبنى عن ذى قبل،فبدأت علاقة طويلة من الافتتان ،ليس فقط بقدرات أوستر الروائية ، بل أيضا بقدرته على صياغة مفهوم العزلة بإعتبارها يمكن أن تكون سبيلا” لفهم الحياة والتعاطى معها مهما تغيرت المعطيات ومهما تبدلت الحيوات .)
__________________________/
سيف الدين حسن بابكر
القاهرة 21/5/2024